ناقشت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الخميس، العديد من القضايا، منها الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي الذي وصفته وكالة بلومبرج بأنه “خرق” لمبادرة السلام العربية، كذلك القمة بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاستكمال المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي، وأيضًا تأكيد الإمارات على أهمية حفظ السلم والأمن في الساحل الإفريقي..
قمة الكاظمي ــ ترامب.. «ناريّة»
سيكون تدخّل إيران ودعم ميليشياتها في العراق على رأس الموضوعات التي سيبحثها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، لاستكمال المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي، الذي انطلقت مرحلته الأولى في يونيو، عبر تقنية الفيديو، بسبب تفشي فيروس «كورونا». بحسب جريدة القبس الكويتية.
ووفق مصدر سياسي مطلع فإن «القمة من المتوقع أن تكون نارية، لأن الكاظمي سيفتح ملفات النفوذ والتدخل الإيراني ومدى تأثيره السلبي على العراق واقتصاده». من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن بلاده تريد عراقاً خالياً من الفساد، وتبذل جهوداً كبيرة من اجل استقراره، مشيراً إلى أن الميليشيات هددت استقراره.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، أضاف بومبيو أن الحوار الاستراتيجي لا يركز فقط على عدد القوات الأمريكية في العراق، موضحاً أن العراقيين بحاجة إلى السيادة وإلى مساعدة أمريكا في هذا السياق. وقال إنه ناقش مع حسين عدداً من مشاريع إعادة الإعمار، لافتا إلى أن الرئيس ترامب سيعلن قريبا عن الخطوات المقبلة بشأن إيران. كما تعهد بومبيو بـ200 مليون دولار للعراق، مؤكدا دعم واشنطن لانتخابات مبكرة. من جهته، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن لدى بلاده تحالفا قويا مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن القرار العراقي يجب أن يكون بيد العراقيين، وأن بغداد تريد علاقات طبيعية مع دول الجوار من دون تدخل في شؤونها.
الإمارات تؤكد أهمية حفظ السلم والأمن في الساحل الأفريقي
أعربت الإمارات عن قلقها الشديد إزاء تطورات الأوضاع الأمنية في جمهورية مالي، مؤكدة على أهمية الحفاظ على السلم والأمن في منطقة الساحل الإفريقي ومكافحة الإرهاب والتطرف.بحسب جريدة الاتحاد الإماراتية.
ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أمس الأربعاء، إلى تغليب الحكمة والعقل لتجنب الفوضى والانفلات الأمني، وذلك انطلاقاً من دور دولة الإمارات مع مجموعة دول الساحل وحرصها على الأمن والاستقرار في جمهورية مالي والمنطقة. وأكدت دولة الإمارات على ضرورة تركيز الجهود والعمل على محاربة الإرهاب والتطرف ودعم الاستقرار والتنمية في هذه المنطقة الحيوية خدمة لمصالح شعوبها.
هذا وأعلن قادة التمرد العسكري في مالي أمس، عن بدء مرحلة جديدة في البلاد، وذلك بعد إرغام الرئيس المدني إبراهيم أبوبكر كيتا على تقديم استقالته وحل البرلمان. وأعلن المتمردون في بيان بثه التلفزيون المالي عن «تشكيل لجنة وطنية لخلاص الشعب تشرف على فترة انتقالية يليها تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية»، داعين جميع مكونات المجتمع المالي إلى الانخراط في هذه المرحلة من أجل انتقال سياسي مدني يفضي إلى انتخابات ديمقراطية. وأكد البيان الذي تلاه العقيد إسماعيل واغي باسم قادة التمرد، احترام جميع الاتفاقيات والالتزامات الدولية التي وقعتها الدولة المالية معرباً أيضاً عن استعداد القيادة للتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية ولاسيما بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات «براخان» الفرنسية لمكافحة الإرهاب والقوة العسكرية لدول مجموعة الساحل الخمس. كما ندد البيان بما أسماه «فساد الطبقة السياسية الحاكمة وهيمنة المحاباة في تدبيرها لشؤون البلاد، ما أدى إلى تعثر التنمية وتنامي أعمال العنف والإرهاب»، مؤكداً أن اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب قررت تحمل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ.
وكان الرئيس المالي قد أعلن استقالته في وقت مبكر من صباح أمس، وذلك بعد ساعات من اعتقاله مع عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين من قبل قادة التمرد العسكري. كما أعلن في خطاب تلفزيوني أنه قرر التنحي لمنع إراقة الدماء وحل البرلمان وترك منصبه وجميع الوظائف التي يشغلها.
في غضون، ذلك نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «الإيكواس» بالإطاحة بالرئيس كيتا وحكومته، داعيةً إلى الإفراج الفوري عنهم معلنةً تعليق عضوية مالي في المجموعة وإغلاق دولها الأعضاء للحدود البرية والجوية معها مع فرض توقيع حزمة من العقوبات ضد المتمردين.
لبنان بانتظار زيارة ماكرون الثانية لـ«وقف الانهيار»
ينتظر لبنان الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد زيارته الأولى غداة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الحالي، وسط جهود فرنسية لحض جميع الأطراف المعنية على الانخراط في إعادة اعمار العاصمة اللبنانية والتوافق على خطة إنقاذية توقف الانهيار المالي والاقتصادي وتتولى تنفيذها حكومة جديدة «قادرة على اتخاذ القرارات». وخرق لقاء عقد أمس (الأربعاء) بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري، جمود مشاورات الحكومة الجديدة. بحسب جريدة الشرق الأوسط.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر أوروبي بارز مواكب لأجواء المحادثات التي أجراها ماكرون، في زيارته الأولى، أن الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي «ما زالت قائمة في موعدها؛ لكن من الأفضل التحضير لها من خلال (إحداث خرق) سياسي يسبق مجيئه».
وفي حين اكتفى بري بعد اللقاء مع عون بأن «التواصل مع الرئيس مستمر»، قالت مصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك في أن طرح بري الذي بُحث في اللقاء ينطلق من دعمه تسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة». ونقلت وكالة الأنباء المركزية المحلية عن مصادر مطلعة على الجو الرئاسي أن «الطروحات لامست اسم الحريري من زاوية الالتقاء عليه كأفضل شخصية لإدارة المرحلة الصعبة».
إلى ذلك، طالب الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية (الطائفة السنيّة)، بتحقيق دولي لتحديد المسؤوليات عن انفجار المرفأ في بيروت.
«عمالة الوفاق» تكرّس احتلال ليبيا
في استفزاز جديد للمجتمع الدولي، كرّس نظاما «أردوغان والحمدين» سيطرتهما على حكومة الوفاق الليبية التي تديرها مليشيات من المرتزقة وجماعة «الإخوان». وبحسب مراقبين سياسيين، فإن تسليم ميناء مصراتة إلى أنقرة يشكل تنازلا خطيرا لصالح المستعمر التركي. بحسب جريدة عكاظ السعودية.
وحذر المراقبون من استمرار الهيمنة التركية بتمويل قطري على الأرض الليبية، باعتبارها تمثل استفزازا لمصر والدول العربية، خصوصا أن أنقرة تنتهك سيادة دول عربية أخرى مثل سورية والعراق، فيما يدعم نظام الحمدين الجماعات الإرهابية في المنطقة. وعبروا عن تخوفهم من وجود مخطط تركي للهجوم على سرت والجفرة، من وراء هذه التحركات المتزايدة للمسؤولين العسكريين الأتراك والقطريين في ليبيا. ووقعت الدوحة وأنقرة مساء أمس الأول، اتفاقا مع حكومة الوفاق غير الشرعية لجعل ميناء مصراتة قاعدة بحرية لتركيا في المتوسط، ما سيتيح لها نشر عتاد بحري كبير وقوي في المنطقة، في إطار خططها التوسعية في ليبيا وتثبيت وجودها العسكري في منطقتي شمال أفريقيا وجنوب البحر المتوسط.
ونص الاتفاق الثلاثي، الذي وقع خلال زيارة وزيري الدفاع القطري خالد العطية والتركي خلوصي أكار إلى طرابلس، على إنشاء مركز تنسيق عسكري ثلاثي مقره مصراتة، وأن تمول الدوحة مراكز ومقرات التدريب لمقاتلي الوفاق.
من جهته، اعتبر النائب الليبي علي التكبالي أن التنازلات الجديدة من جانب الوفاق لصالح دولتين داعمتين للإرهاب كان متوقعا، محذرا من خطورة تسليم ميناء مصراتة الإستراتيجي إلى الأتراك لتحويله إلى قاعدة بحرية تابعة لهم، وخطورة استمرار حكومة السراج في التحكم بمصير ومستقبل ليبيا والليبيين.
الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “خرق” لمبادرة السلام العربية
تساءلت وكالة بلومبرج الإخبارية في تقرير لها عن الفائز والخاسر من اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل الذي أنجز برعاية أمريكا، واستفسرت عن انعكاسات هذه الاتفاقية على دول الشرق الأوسط التي لم تُوقع حتى الآن على اتفاق سلام مع إسرائيل، وقالت الوكالة إنَّ من الواضح أنَّ الالتزام الإسرائيلي- الإماراتي بتطبيع العلاقات، بوساطة الولايات المتحدة، سيعود بالفائدة على الأطراف الثلاثة. بحسب جريدة الرؤية العمانية.
غير أنَّها استدركت بالقول إنَّ الفلسطينيين، الذين أُخذوا على حين غرة على ما يبدو في هذا الاتفاق، نددوا بالاتفاقية ووصفوها بـ”الخيانة” وطالبوا بإلغائها. فبالنسبة لهم، أمر كارثي أن تكون دولة الإمارات العربية المُتحدة كسرت إجماعًا طويل الأمد بأنَّ جميع العلاقات مع إسرائيل يجب أن تستند إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي عرضت على إسرائيل التطبيع مع العالم العربي بأكمله بعد الاتفاق على إنشاء دولة فلسطينية.
لكن- بحسب بلومبرج- “انتهكت” الإمارات “الخط الأحمر العربي” بالانضمام لموريتانيا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن دون إحراز أي تقدم في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ويقول الإماراتيون إنهم تحركوا لمنع الضم الوشيك لأراضٍ فلسطينية جديدة، إلى جانب الحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية. لكن قلة من العرب الآخرين وتقريبًا لا يوجد فلسطينيون يرون الأمر من هذا المنظور.
ومن الواضح أنَّ تجنب الضم أمر جيد للغاية من وجهة النظر الفلسطينية، لكن التكلفة المترتبة على خرق إجماع مُبادرة السلام العربية، الذي يُشار إليه غالبًا كأساس للسياسة الفلسطينية أيضًا، ومستقبل الدولتين، سوف يُنظر إليه على أنه قرار لا يُمكن تحمل تكلفته.
وربما يُثير الاتفاق انزعاج المملكة العربية السعودية، جزئيًا على الأقل، لأنَّ مُبادرة السلام العربية هي مبادرة سعودية في الأساس. ومع ذلك، من الواضح أنَّ الرياض أولت اهتماماً بتعزيز العلاقات مع إسرائيل في مُواجهة إيران، وستولي اهتمامًا أكبر بأداء الإمارات خلال الأشهر المُقبلة.
جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقول إنَّ دولاً عربية أخرى ستحذو حذو الإمارات، وسط تكهنات بأن تُعلن دول خليجية أخرى عن اتفاقات مماثلة قريبًا. غير أنَّ بلومبرج توقعت ألا يتم التطبيع خلال حكم الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي يبدو أنَّه مُلتزم بمُبادرة السلام العربية. وذكرت بلومبرج أنَّ دولاً خليجية تعمل في هدوء على تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، معتبرة أنَّ “التطبيع” سيكون مجرد إضفاء للطابع الرسمي على ما هو قائم من علاقات بالفعل.