“كل مباني حزب البعث بسوريا لازم تتحول لمعاهد عالية للفنون الجميلة.
بحاجة لقادة فرق موسيقية أكتر بكتير من قادة فرق حزبية….”
قبل أقل من 24 ساعة، كتب من يصنف نفسه موسيقي، ومدير ثقافي، المقيم بين تركيا وبريطانيا “إبراهيم إسماعيل”، الكلمات السابقة، التي كان أبسط رد عليها، هو التساؤل عن مدي ملائمة “أبو محمد الجولاني” قائد فصائل “المعارضة المسلحة”، للعب هذا الدور التنويري!!
إسماعيل ليس وحده الذي تبنى استعادة “الأحلام الثورية”، ونسبتها للحراك المسلح المدعوم ــ فيما يبدو غربيا وتركيا ــ الذي أعلن قادة فصائله السيطرة على العاصمة السورية دمشق، في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس.
أغرب ردود الفعل المبكرة جاءت من صفحة “الموقف المصري” التي عنونت منشورها “الشعب السوري العظيم أسقط المجرم بشار الأسد”، في مفاجأة أزعجت بعض متابعي الصفحة التي عرفت طويلا بالرصانة.
الكاتب “الرصين” دكتور عمرو الشوبكي، فاجأ هو الآخر متابعيه بالتعليق: “سيسقط النظام المسئول عن إجهاض كل الحلول المدنية السلمية، وفتح الباب للخطر الكبير، وهو أن تكون للفصائل المسلحة المدعومة من الخارج الكلمة العليا في البلاد” متناسيا ـ ربما ـ أن إجهاض دعوات الحوار، كان في الأعم الأغلب من “المعارضة”.
وتناقل نشطاء “أقل رصانة” حوار قائد المعارضة “الجولاني” مع صحيفة تايمز أوف إسرائيل الذي يقول فيه: “منفتحون للصداقة مع كل المنطقة بما فيها إسرائيل”.
الكاتب والمترجم السوري “ثائر ديب”، حذر من “ثوار الساعة الـ25″، ورصد كيف “بدأ الجميع تقديم شهادات حسن السلوك الثوري، لمن يُتوقَّع أن يكون سلطة جديدة، ثوار حقيقيين وأرباع ثوار وثوار الساعة 25.
مصيبة النخبة السورية الدائمة
بالعودة لـ”نخبة مصر”، نجد خطابا شبه عام يتبنى “انتصار الثوار” على “الديكتاتور المستبد”.
الكاتب والخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار الذي حذر قبل يوم واحد، من أن “هذه الهجمة تركية بالأساس، وكل من تدخل بعد ذلك، كان يبحث عن تحقيق مصلحته بالمرة، فالكيان الصهيوني ساند هجوم الإرهابيين بتدمير مخازن سلاح وذخيرة الجيش السوري في مناطق القتال ومعابر الإسناد عبر لبنان”.
عاد ليصف ما حدث من الجيش السوري، بأنه “أداء مزري” معتبرا أن “الاحتفالات الشعبية العاصفة بسقوط النظام وجيشه، علامة فارقة على التآكل شبه الكامل لشعبيته، سواء لكونه نظاما استبداديا قمعيا، مثل الغالبية الساحقة من النظم السياسية العربية”.
الأديبة السورية المقيمة في المهجر رشا عمران، أعلنت عن فرحتها ونيتها الاحتفال قائلة: “أنا ما نمت اليوم.. بكيت وضحكت وصرخت وزغردت لحالي، ببيت حلا بمرسيليا.. فايتة أعمل دوش وأعمل سيشوار لشعري، وألبس تياب حلوة، وأنزل أفطر بشي مقهى وأشرب كاسة نبيد أبيض بصحة سوريا والسوريين”.
بينما كشف النائب البرلماني السابق زياد العليمي كيف لم يتمالك دموعه، وهو يرى السجناء السياسيين، وهم يخرجون للحرية!! ومن بينهم المدونة السورية طل الملوحي التي ربط بينها وبين المشهد المصري قائلا: “إن أكتر الناس اللي كانوا بينقلوا للمصريين أخبار قضيتها، كان صديقها المدون المصري محمد عادل.
النهاردة طل بتتحرر، ومحمد عادل في السجن من ٢٠١٨، وتم الحكم عليه بالحبس في ٢٠٢٣ بالسجن ٤ سنوات في قضية رأي، ورغم حقه القانوني في ضم مدة الحبس الاحتياطي- ودة معناه إن مدة حكم محمد انتهت- لكنه لسه في السجن بالمخالفة للقانون. ودة نفس وضع المدون المصري علاء عبد الفتاح اللي محبوس لغاية دلوقتي رغم انتهاء مدة حكمه، وإضراب والدته د. ليلى سويف لليوم ال ٧١ للمطالبة بإخلاء سبيله.
الناشطة مني سيف، اختارت أن تتحدث عن السجون أيضا لتقول: “في نفس اللحظة اللي بتتفتح سجون كانت معروفة بال “سلخانة” و “سجون الملح” وبيخرج بني آدمين ماشافوش نور من سنين. وبني آدمين كانت في القبو من أيام حافظ الأسد مش ابنه. في وسط ده كله، حقيقي أنت شايف أن دورك وموقعك تقف على جنب تمصمص شفايفك وتقولهم: “ما بتتعلموش أبدا، القادم اسوأ”؟؟؟
الكاتب أحمد الخطيب رفض، فيما يبدو العمل بنصيحة منى سيف، وكتب عن “ما بعد سقوط الأسد.. الأخطر قادم”.
راصدا سيناريوهات المستقبل ابتداء بـ”أن تنظيم “الإخوان” هو من سيحكم سوريا، لأنهم- كما يتوهم الغرب- الفصيل الإسلامي المؤهل “سياسيا” والوجه المقبول “مدنيا”، باعتبار أن الجماعات الإسلامية، هي من أسقطت النظام السوري “الأسد”.
وستكون تركيا اللاعب الرئيسي والراعي الرسمي لـ “سوريا الإخوان”، ما بعد “الأسد”. حسبما يرى الخطيب.
الكاتب والمقاول المعروف سيد كراوية عتب على بشار الأسد قائلا: “السفاح الحقير كل هذه الجسارة الإجرامية والتوحش في إبادة شعبه، ولم يجد من الشجاعة دقائق ليكلف أحد بإدارة البلاد (قائد جيش أو برلمان أو رئيس وزراء)، لم يفكر بحقن دماء جنوده بإعطائهم أمر بالاستسلام.. جبان رعديد ركب طائرة لموسكو وتقدير ما حمله 30 مليار دولار غير ما تمتلكه زوجته وابن خالته وأخوته وقادته”.
الطاغية والفاشية وحرب الفصائل
الأكاديمي د. أحمد مجاهد اختار الوقوف على شبه الحياد قائلا: “أنت ما تقدرش تدافع عن طاغية، ولا تناصر فاشية دينية، سيب السوريين يتصرفوا بمعرفتهم، وحافظ أنت على بلدك”.
بينما كتب الاعلامي والبرلماني مصطفي بكري، محذرا:”بشار الأسد غادر دمشق إلي جهة غير معلومة. الإرهابيون سيطروا على دمشق. الآن بدأت الفوضى في سوريا، ومنها إلى بقية العالم العربي. انتظروا أبو محمد الجولاني. انتظروا الانتقام وبوادر الحرب الأهلية. انتظروا هيمنة الصهاينة والمتصهينين على القرار السوري”.
وبنفس النبرة المتشائمة كتبت دكتورة عالية المهدي “الخريف العربي ..يبدأ”.
وأبدى الكاتب “التنويري” شريف الشوباشي، دهشته من ردود الفعل قائلا: “ستشعر بوضوح من خلال ردود الأفعال على الفيسبوك، أن هناك “أغلبية” تشعر بفرح داخلي شديد، وتتمنى أن ترقص فرحا وطربا؛ بسبب سقوط سوريا في أيدي الجماعات الإسلامية المتطرفة”.
في حين كتب السلفي حاتم الحويني على صفحته الموثقة “تكون الشام في آخر الزمان معقلًا للإسلام وأهله.. تفسير ابن كثير”.
المفكر الليبرالي إسماعيل حسني ــ لحد ماــ مع الحويني الصغير، ورأى أنه: “من حق الإخوة السوريين المقيمين في مصر، أن يتجمعوا في مكان، ويحتفلوا سلمياً بسقوط المجرم بشار.. ومن حق المصريين، أن يساورهم القلق من تواجد محتمل لعناصر ميلشياويه متطرفة في شوارعنا، قد تسبب أو تستغل أي توتر لدعم وتنشيط التوجهات المتطرفة في مصر”
وبينما اكتفت المحامية الحقوقية عزة سليمان، بسطر وحيد” أكتر من ٦٠ سنة قهر، طغاة، عقبال الباقي”.
واتفق معها المحامي الحقوقي ناصر أمين الذي قال: ” النهاية الطبيعية للنظم القمعية، مبروك للشعب السوري العظيم، والمجد لسجناء سجن صيدنايا المحرر وكل السجون السورية”.
ويصعد المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي الاسبق خالد علي، اللهجة الهجومية ليقول: “طاغية”.
دمر دولته
وقهر شعبه وأجبره على الشتات
ولم يكن إلا رمزاً للخسة والعار
أما سوريا فستبقى بشعبها العظيم
تناضل وتقاوم وتكافح من أجل
ما تستحقه من وطن حر وحياة كريمة.
الوطن باقِ والحكام زائلون”.
وتختلف معهم الكاتبة والروائية السورية كفى الزغبي قائلة: “هذا اليوم الذي يمتد من الأمس والأول من أمس شبيه جدا بيوم سقوط بغداد، لم أكن بعثية في يوم من الأيام، ولم أكن معجبة بصدام، لكنني حزنت للغاية على بغداد والعراق.
تماما مثلما أنا حزينة اليوم على دمشق وسوريا التي باتت رهينة بيد تركيا والغرب وإسرائيل. واهم من يظن أن مصير سوريا، سيكون أفضل من مصير العراق وليبيا، من سلّح “الثوار” ودعمهم على كل الأصعدة، لم يفعل ذلك من أجل رفاهية السوريين وإقامة دولة مدنية ديمقراطية ووطنية. فعلوا ذلك من أجلهم هم. القادم مرعب. أهلا وسهلا في الزمن الصهيوني.
كما يختلف معهم المحامي الحقوقي رمضان الغندور، الذي عقب قائلا: ” سوريا ستتحول لتكون أفغانستان نمرة ٢ بعد الانتهاء من بشار، سيتم تجهيز دويلات سوريا؛ لتكون أكبر موطن لمنتخب إرهابيين العالم للانطلاق نحو كل دول الشرق الأوسط”.
وينتقل الكاتب السياسي جمال طه، خطوة للإمام معلقا علي بيان قادة الفصائل: “البيان الأول لحكام دمشق الجدد.
كل منهم يمثل فصيل، وغدا تشتعل الحرب بين الفصائل، والشعب السوري المقهور، يبحث عن ملجأ جديد، لك الله يا سوريا الحبيبة، أرض المحشر المقدس” ملحقا تعليقه بصورة لحكام دمشق الجدد.