يعاني حوالي 14 ألف من خريجي كليات الصيدلة من البطالة سنويًا، والأعداد في ازدياد. الدكتور شريف والي، عضو مجلس إدارة نقابة الصيادلة السابق، يقول إن مهنة الصيدلة معروفة في مصر بكونها مهنة لا تعرف البطالة، لكن الوضع خلال السنوات الماضية أصبح غير مبشر بسبب زيادة أعداد الخريجين بشكل مبالغ فيه.
عضو مجلس إدارة نقابة الصيادلة السابق، يضيف أن مصر يوجد بها حوالي 14 ألف عاطل سنويًا، حيث يحتاج سوق العمل إلى 1000 خريج فقط، بينما تجد 15 ألف خريج كحد أدنى.
الجامعات الخاصة السبب
“والي” يؤكد أنه قبل ذلك لم يكن هناك أزمات تواجه الصيادلة في سوق العمل، حيث كان لدينا 6 أو 7 كليات فقط، لكن تفاجئنا بافتتاح سلسلة كليات صيدلة بالجامعات الخاصة، والتي وصل عددها إلى 40 كلية صيدلة.
عضو مجلس إدارة نقابة الصيادلة السابق، يقول إن الجامعات الخاصة تعتمد على كلية الصيدلة في إنشاء الجامعة بأكملها،أنها لا تتطلب سوى معامل علمية على عكس كليات الطب والأسنان التي تحتاج إلى مستشفى جامعي كامل. ولأنها حلم أغلب طلبة الثانوية العامة، حيث تجد عدد طلاب كليات الصيدلة في تلك الجامعات 50% من إجمالي طلاب الجامعة. وتوقع أنه خلال الخمس سنوات المقبلة سوف زيادة أعداد كليات الصيدلة لأكثر من 50 كلية، وبالتالي سيرتفع عدد البطالة بين الخريجين، وستجد أمام كل صيدلي يعمل 20 صيدلي أخر لا يعملون.
بيع الاسم
الصيدلي، هاني سامح، يقول إن أغلب خريجين الصيدلة لا تتوفر لديهم الماديات لإنشاء صيدلية خاصة بهم، لذا يبيعوا ترخيصهم لمن يدفع فيه سعر جيد، ما تسبب في تحول الصيدليات لسبوبة لممارسي مخالفات بيع الأدوية المهربة والمغشوشة ليكون المتضرر الوحيد فيها هو المواطن البسيط.
“سامح” يضيف أن ظاهرة بيع ترخيص مزاولة المهنة لشخص غير صيدلي منتشرة بشدة في الريف، خاصة مع تدهر حالة المواطنين الاقتصادية هناك، مؤكدًا أن التجار ممن اشتروا رخص الصيادلة كانوا السبب في توجيه اتهامات للصيادلة بكونهم تجار.
لا تكليف منذ عام 2018
الدكتور ياسر البيلي، المتحدث باسم صيادلة 2018، قال إنه لم يتم إصدار قرار بتكليف خريجي الصيادلة ضمن باقي أفراد المهن الطبية البشريين والأسنان والعلاج الطبيعي.
وأضاف أن مأساة خريجي دفعة 2018 لازالت مستمرة حتى يومنا هذا، بسبب عدم صدور قرار بتكليف خريجي الصيادلة ضمن باقي أفراد المهن الطبية البشريين والأسنان والعلاج الطبيعي، لأن كل من يريد الالتحاق بمنظومة الصحة يتقدم لتسجيل بياناته بعد إعلان التكليف، لكن لم يعلن المسؤولين في إدارة التكليف وهيئة الدواء ووزارة الصحة وفوجئوا باستمرار التجاهل التام لإعلان تكليف صيادلة 2018.
“طبقا لقانون التكليف رقم 29 لسنة 1974 وقرار وزير الصحة رقم 38 لسنة 2008 تكون مدة التكليف عامين قابلة للتجديد و يجوز لوزير الصحة الموافقة على إنهاء التكليف بعد عام من مزاولة المهنة ويصدر قرار التكليف في خلال عام من أداء الخدمة العسكرية هو شكل من أشكال التكليف”.
واختتم “البيلي” حديثه قائلا: إنه بعد عامين عقب اعتماد أكبر موازنة للصحة في مصر بمساعدة نواب مجلس النواب، وأعضاء لجنة الصحة بالبرلمان، فوجئوا بأن ملف تكليف صيادلة 2018 انتقل من مكتب وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، إلى مكتب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية لتمريره، وإعلان تكليف 14 ألف صيدلي عانوا لمدة عامين من عدم المصارحة وتجاهل مصائرهم ومصائر أسرهم.
تخفيض المقبولين بنسبة 50%
الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، يقول إن الاستثمار في طلبة الكليات الخاصة بالصيدلة أصبح خاسرًا، حيث يدفع الأهالي حوالي 75 ألف جنيه في العام ولا يوجد فرص عمل متوفرة لأبنائهم.
نقيب صيادلة القاهرة، يؤكد أن أعداد خريجين الصيادلة تمثل خمس أضعاف المعدل العالمي، بالإضافة إلى أن سوق الخليج كان يتيح العديد من الفرص للصيادلة لكن خلال الفترة الماضية وظف الخليجيين في المهنة الصيدلة ما يعني أن هناك أعداد كبيرة من الصيادلة المصريين الذين سيعودون ما سيسبب الكثير من الأزمات.
ويضيف: عدد أعضاء الجمعية العمومية للنقابة العامة والفرعيات وصل إلى 250 ألف عضو، مؤكدًا على أن هذا العدد يكفي لتقديم خدمات إلى مليار و70 مليون مواطن، وفق النظم العالمية المحددة والتي تنص على أنه لكل صيدلي 5 آلاف مواطن، مشيرًا إلى أن عدد الصيادلة في 18 دولة عربية مجاورة لا يزيد عن 80 ألف صيدلي.
قال الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، إنه لحل أزمة البطالة التي تواجه خريجين الصيدلة، فإنه يجب الموائمة بين احتياجا سوق العمل، وأعداد الخريجين.
وأضاف أن الجامعات الخاصة لا تراعي متطلبات سوق العمل، فلا يعقل أن يعاني طلبة الصيدلة من البطالة بينما لدينا عجز في الأطباء البشريين، والحل في تقليل أعداد الطلبة الملتحقين بكلية الصيدلة ومع الوقت ستحل أزمة الأعداد الكبيرة للصيادلة في مصر.