أقل من 24 ساعة، ويدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، والاستعدادات تتوالى لمرحلة ما بعد الحرب، والتي لم تحسم ملامحها بشكل كامل حتى اللحظة.
في القاهرة، تم الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، سيكون مقرها العاصمة المصرية، وتشارك فيها الولايات المتحدة وفلسطين قطر ودولة الاحتلال؛ والهدف منها مراقبة تنفيذ الاتفاق والتزام الأطراف ببنوده.
في القاهرة أيضا، قالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن الباحث الاقتصادي دكتور عبد الخالق فاروق نقل إلى مستشفى السجن بعد إصابته بأزمة قلبية للمرة الثانية منذ حبسه في 21 أكتوبر الماضي.
وفي الشأن المصري كذلك خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد مصر للعامين الماليين الحالي والمقبل، وكذا خفض توقعاته لنمو الناتج الإجمالي الحقيقي في السعودية في 2025، في ثالث خفض على التوالي.
في الشأن السوداني، اعتبر خبراء أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، ستترك آثاراً عميقة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وقد تؤدي إلى عزله عن المجتمع الدولي.
ورصد تقرير لمنظمة هيومن ووتش، ما اسمته بـ”التناقض بين ما تدعيه دولة الإمارات من تسامح وانفتاح، وما تمارسه من قمع ومحاكمات جائرة ضد نشطاء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان”، حسب المنظمة.
وما زال العدوان الإسرائيلي مستمرا على قطاع غزة والضفة ولبنان وسوريا حتى الساعات الأخيرة قبل سريان وقف إطلاق النار.
غرفة عمليات مشتركة في القاهرة بشأن اتفاق غزة
نقلت وسائل إعلام عن مصادر مصرية، وصفت بالمطلعة مساء أمس الجمعة، أنه تم الاتفاق على كافة ترتيبات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما فيها غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذ الإجراءات.
وأفاد المصدر، أن “الغرفة تضم ممثلين عن مصر وفلسطين وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق”. وأكد انتهاء اجتماع القاهرة بشأن تنفيذ الاتفاق “وسط أجواء إيجابية”.
وفي وقت سابق من الجمعة، أكدت مصر وقطر أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والأسرى بين إسرائيل وحركة حماس من دون تأخير، حسب بيان للخارجية المصرية، صدر عقب اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر.
وكانت حكومة دولة الاحتلال اجتمعت بكامل هيئتها مساء الجمعة؛ لمناقشة بنود الاتفاق، بعد أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه تم التوصل إلى اتفاق من شأنه، أن يوقف الحرب المستمرة منذ 15 شهرا مع حماس، ويفرج عن عشرات الرهائن.
صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو اقتصاد مصر للعامين الجاري والمقبل
خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد مصر للعامين الماليين الحالي والمقبل، الأمر الذي شكل ضغطاً على تقديراته للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتوقع الصندوق، نمو الناتج المحلي المصري الإجمالي الحقيقي 3.6% في السنة المالية 2024 – 2025 التي تستمر حتى نهاية يونيو المقبل بخفض مقداره نصف نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر، على أن يتسارع النمو إلى 4.1% في السنة المالية المقبلة، وهو ما يمثل خفضاً مقداره نقطة مئوية كاملة عن التوقعات السابقة، وفق تقرير آفاق الاقتصاد العالمي المحدث الصادر عن الصندوق الجمعة.
وتشير تقديرات الصندوق إلى نمو الاقتصاد المصري، الذي يُعد ثالث أكبر اقتصاد في المنطقة، 2.4% في السنة المالية التي انتهت في 30 يونيو 2024 بخفض مقداره 0.3 نقطة مئوية عن تقديراته في أكتوبر. ولم يحدد التقرير السبب وراء تخفيض توقعاته.
وتظهر أحدث بيانات الاقتصاد المصري تأثره بالتوترات الجيوسياسية وتراجع إنتاجه من الغاز، إذ تحول ميزان المدفوعات إلى عجز في الربع الأول من العام المالي الجاري، بعد تراجع صادرات البلاد البترولية وانخفاض إيرادات قناة السويس، وحد من تفاقم هذا العجز ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج وتحسن إيرادات السياحة.
مصادر: العقوبات على البرهان وحميدتي تستهدف الدفع باتجاه حكم بقيادة مدنية
نقلت وكالة رويترز، عن 3 مصادر، وصفتها بـ”المطلعة”، أن العقوبات الأمريكية على عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش، وقبله على محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، تهدف لإظهار استهداف الولايات المتحدة لطرفي الصراع بالمثل، ودفعهم باتجاه العودة إلى “مسار حكم بقيادة مدنية”.
كانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت مساء أمس الأول فرض عقوبات مالية على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي وصل اليوم الخميس إلى مدينة ود مدني، بعد سيطرة الجيش السوداني على المدينة التي خضعت لسيطرة الدعم السريع على مدى عام كامل.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، إن قرار أمريكا بفرض عقوبات على البرهان “لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة”.
وأضافت الخارجية السودانية، أن القرار “يعني عمليا دعم، من يرتكبون الإبادة الجماعية”، حسب تعبيرها.
ويأتي قرار فرض عقوبات على البرهان بعد أسبوع واحد من فرض عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني مستمرة منذ عامين.
الدكتور مصطفى محمد إبراهيم، مستشار قائد قوات الدعم السريع، قال إن العقوبات الأمريكية سيكون لها تأثيرات ملحوظة على البرهان، وستؤثر سلباً على قدرته على ممارسة دوره السياسي. وتعزز من عزلته الدولية، مما قد ينعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية والعسكرية في البلاد.
وأشار إبراهيم، إلى أن تأثير هذه العقوبات سيمتد إلى حياة المواطن السوداني الذي يعاني من القتل والجوع.
“هيومن رايتس ووتش”: الإمارات تروج لصورة تسامح وانفتاح بينما تقيّد التدقيق في انتهاكاتها الحقوقية الممنهجة والمتفشية
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقريرها السنوي لعام 2024، إن الإمارات روّجت لصورة تسامح وانفتاح، باستضافة أحداث مثل “مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ” (كوب 28)، بينما تقيّد التدقيق في انتهاكاتها الحقوقية الممنهجة والمتفشية وتوسيع عمليات الوقود الأحفوري.
وأبرزت المنظمة ما يواجه العمال الوافدين في الإمارات من انتهاكات واسعة، ويتعرضون لمخاطر صحية شديدة مرتبطة بالحرارة.
وأشارت إلى أنه في 2024، أدانت الإمارات ظلما، وحكمت على 44 متهما على الأقل في ثاني أكبر محاكمة جماعية غير عادلة، وكان كثير منهم يقضون بالفعل أحكاما بالسجن كجزء من محاكمة “الإمارات 94” الجماعية.
من بين المتهمين الـ 44 الذين تأكدت إدانتهم، حُكم على أربعة منهم بالسجن 15 عاما، وعلى 40 بالسجن المؤبد الأكاديمي ناصر بن غيث، وعبد السلام درويش المرزوقي، وسلطان بن كايد القاسمي، وتمت تبرئة متهم واحد على الأقل، بحسب “مركز مناصرة معتقلي الإمارات”. سبق أن أدين 60 متهما على الأقل، منهم المرزوقي والقاسمي، في قضية الإمارات 94 لعلاقتهم بلجنة الكرامة والعدالة.
اتسمت المحاكمة الجماعية، حسب التقرير بانتهاكات جسيمة للإجراءات القانونية الواجبة ومعايير المحاكمة العادلة، كتقييد الوصول إلى معلومات ومواد القضية، وتمثيل قانوني غير كاف، وقضاة يؤثرون على شهادات الشهود، وانتهاكات لمبدأ عدم المحاكمة مرتين على الجريمة نفسها، وتقارير موثوقة عن الانتهاكات الشديدة وسوء المعاملة، وعقد جلسات الاستماع خلف أبواب مغلقة.
ومن بين المتهمين أيضا الناشط الإماراتي البارز أحمد منصور، عضو مجلس إدارة “مركز الخليج لحقوق الإنسان” و”اللجنة الاستشارية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش”.
حرب غزة والضفة ولبنان وسوريا.. الاحتلال يقصف خياما في مواصي خان يونس والشرع: “الكل مجمع على خطأ التقدم الإسرائيلي”
في اليوم الـ470 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمفترض أنه الأخير قبل سريان وقف إطلاق النار، والـ132 على الضفة، والـ51 لوقف إطلاق النار “الهش” في لبنان، ، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 5 فلسطينيين، وإصابة آخرين الليلة الماضية في قصف خيمة، تؤوي نازحين في منطقة مواصي القرارة شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ليرتفع عدد شهداء القصف الإسرائيلي للقطاع منذ فجر الجمعة إلى 25 شهيدا.
ونسفت قوات الاحتلال منازل وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
من جهتها، قالت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد، إن مقاتليها قصفوا بصواريخ من طراز “بدر1” مستوطنة نير عام في غلاف غزة.
الداعشي السابق أبو محمد الجولاني، والذي بات قائدا للإدارة الجديدة في سوريا باسم أحمد الشرع، وصف التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، بأنه “تقدم لم يعد له ما يبرره”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، عقده عقب لقائه برئيس مجلس الوزراء القطري، أن “إسرائيل تقدمت في المنطقة العازلة بذريعة وجود مليشيات إيرانية”، مؤكدا أن “هذا العذر لم يعد قائما بعد تحرير دمشق”.
كان الجيش الإسرائيلي أعلن الأربعاء، أنه خلال عملياته في سوريا، تمت مصادرة 3300 قطعة سلاح ودبابات للجيش السوري.
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا مساء ذات اليوم، أكدت من خلاله رفضها لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي السورية فورا.
وقالت الخارجية في بيانها، “إن الطرف الإمبريالي العدواني في سوريا، وكذلك في شمال قبرص وليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، هو تركيا نفسها”.
وأضافت أنه “من المستحسن أن يتجنب الرئيس التركي التهديدات غير الضرورية”.
وشددت الوزارة، على أن إسرائيل ستواصل العمل لحماية حدودها من أي تهديد.