كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزيد من أوراقه، في مؤتمر صحفي جمعه أمس الثلاثاء برئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توارى في ظل “تصريحات ترامب” تماما، بينما أثار إعلان ترامب عن خططه لمستقبل المنطقة، جدلا واسعا بامتداد العالم تقريباً.
في القاهرة، جددت نيابة أمن الدولة حبس الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، بينما تنظر جنايات القاهرة غدا أمر تجديد حبس رسام الكاريكاتير أشرف عمر.
إلى أنقرة، طار أمس وزير الخارجية بدر عبد العاطي لنقل رسالة خطية من الرئيس السيسي، لنظيره التركي أردوغان، بالتزامن مع لقاء وزير الصناعة كامل الوزير مستثمرين أتراك في القاهرة؛ لبحث ومناقشة خططهم المستقبلية للتوسع في السوق المصري.
وما زال العدوان الإسرائيلي على الضفة وغزة ولبنان مستمرا بدعم كامل ومباشر من الإدارة الأمريكية.
ترامب: أمريكا ستتولى السيطرة على قطاع غزة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة.
وقال إن “هذه الخطوة قد تسهم في خلق آلاف فرص العمل في المنطقة، حيث ستشرف الإدارة الأمريكية على عملية إعادة الإعمار”.
أضاف: “أرى موقفا، يُمكننا من ملكية طويلة الأمد”.
وشكلت تصريحات الرئيس الأمريكي، صورة عامة عن رؤية إدارته للأوضاع في غزة ومستقبل القطاع، حسب مراقبين.
وفي تصريحاته التي أعقبت لقاء جمعه برئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أضاف ترامب: “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنكون مسئولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة، وسنسوي الموقع بالأرض، ونتخلص من المباني المدمرة، ونخلق تنمية اقتصادية، من شأنها أن توفر عددًا غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة، وسنفعل شيئًا مختلفًا”.
ولم يستبعد ترامب إرسال قوات أمريكية للمساعدة في تأمين غزة، وقال: “سنفعل ما هو ضروري. إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك”.
وقال إن غزة يمكن أن تصبح ريفيرا الشرق الأوسط، مضيفاً: “لا أريد أن أكون لطيفًا، ولا أريد أن أكون رجلاً حكيمًا، لكن ريفيرا الشرق الأوسط، يمكن أن تكون شيئًا رائعًا للغاية”.
وحول موقف مصر والأردن الرافض لخطة التهجير قال: “بالرغم من الرفض المبدئي، أعتقد أن ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيفتحان قلبيهما ويمنحاننا الأراضي التي نحتاج إليها، لكي يتمكن الأشخاص من العيش بتناغم وسلام”.
أما عن تمويل مخططه، فقال إن “هناك أموال كثيرة في المنطقة لبناء مناطق جديدة للفلسطينيين من غزة في دول أخرى، ويمكن للسعودية ودول أخرى أن تدفع لتحقيق السلام”.
مضيفا، أن “السعودية لا تطالب بدولة فلسطينية”، والسعوديون سيكونون مفيدين للغاية”.
ديمقراطيون بارزون: ترامب فقد عقله وخطته “نكتة سيئة”
فور انتهاء المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي، انطلقت موجة استهجان بين نواب الحزب الديمقراطي، الذين وصفوا ترامب، بأنه فقد عقله.
السيناتور الديمقراطي كريس كونز، وحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، وصف الخطة، بأنها أمر جنوني، ولا يستطيع التفكير في مكان على وجه الأرض، قد يرحب بالقوات الأمريكية بدرجة أقل، حيث تكون احتمالات تحقيق أي نتيجة إيجابية أقل بكثير.
وعلى موقع إكس، علق السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، على تصريحات ترامب، مؤكدا أنه فقد عقله تمامًا، حيث إن غزو الولايات المتحدة لغزة، من شأنه أن يؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأمريكيين وعقود من الحرب في الشرق الأوسط، واصفًا الفكرة، بأنها مثل نكتة “سيئة ومريضة”.
ووصف النائب الديمقراطي جيك أوكينكلوس، الاقتراح بأنه “متهور وغير معقول”، مطالبًا النظر إلى دوافع ترامب، التي من المتوقع أن يكون لها صلة بالمحسوبية والأنانية.
تعليقات إسرائيلية بارزة
في اليوم الـ18 لسريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والـ17 لعملية السور الحديدي التي أطلقها جيش الاحتلال ضد الضفة، شكر زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيجدور ليبرمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على ما وصفه بـ”التزامه بأمن إسرائيل وإعادة المخطوفين وإيجاد حل صادق لغزة”.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن زعيم حزب معسكر الدولة بيني جانتس قوله، إن “ترامب قدّم أفكارا لافتة، تجب دراستها إلى جانب تحقيق أهداف الحرب”.
بينما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن زعيم المعارضة يائير لبيد، قوله إن إسرائيل لم تفهم تفاصيل ما سماه “قنبلة (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) أمس الثلاثاء.
الخارجية السعودية: لا استيطان لا ضم ولا تهجير
وفي بيان صدر عن الخارجية السعودية فجر اليوم الأربعاء قالت المملكة، إن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية “راسخ وثابت ولا يتزعزع، وليس محل تفاوض أو مزايدات”.
وأضاف البيان، أن ولي العهد خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض في نوفمبر الماضي، أكد على مواصلة الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحث المزيد من الدول المحبة للسلام للاعتراف بدولة فلسطين، وأهمية حشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وتابع، أنّ المملكة العربية السعودية “تشدّد على رفضها محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم”، و”رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان، أو ضمّ الأراضي، أو التهجير”.
حماس: الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي قوة في العالم باحتلال أراضيه وفرض الوصاية عليه
من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرامية إلى احتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه.
وأكدت الحركة في بيان، أن تصريحات ترامب عدائية للشعب الفلسطيني وقضيته، ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، واصفة إياها، بأنها “تصب الزيت على النار”.
وأكدت أنها والشعب الفلسطيني لن يسمحا لأي دولة في العالم باحتلال أرضهم أو فرض وصاية على الفلسطينيين.
ودعت حماس إدارة ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات التي وصفتها، بأنها غير مسئولة ومتناقضة مع القوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يتحدث عن تهجير الشعب الفلسطيني، إن يتذكر أن 15 شهرا من القصف بسلاح أمريكي، لم تفلح في تهجيره.
ودعت الحركة أيضا إلى موقف عربي وإسلامي ودولي حازم، يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس.
وعارضت وزارة الخارجية الصينية التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وأكدت دعمها حكم الفلسطينيين لفلسطين.
تجديد حبس عبد الخالق فاروق ونظر التجديد لأشرف عمر اليوم
قررت نيابة أمن الدولة العليا المصرية أمس، تجديد حبس الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق 15 يوماً احتياطياً على ذمة القضية رقم 4937 لسنة 2024.
خلال جلسة التجديد شكا فاروق، مما وصفه بـ” التعنت ضده في الحصول على حقوقه المنصوص عليها في القانون، مع تعرضه للتهديد بالتغريب إلى سجون بعيدة، عقاباً له على إصراره على الحصول على حقوقه القانونية”.
كان عبد الخالق فاروق سبق وشكا من إغلاق الزنزانة لمدة 23 ساعة يوميا، مما يؤدي لـ “اعتلال نفسي”، حسب تعبيره.
ويعاني فاروق من قصور في الشريان التاجي، وتعرض لأزمة قلبية أكثر من مرة خلال الفترة الماضية.
وفي وقت سابق، جرى نقل عبد الخالق فاروق إلى المستشفى، بسبب إصابته بأزمة قلبية، حيث يشتبه بوجود ضيق في الشريان التاجي، وهذه المرة الثانية منذ اعتقاله منذ 4 شهور. وعقب عودته من مستشفى السجن، جرى نقله إلى مبنى بعيد، وتفريغ 8 زنازين. وكان غالبية الموجودين بالمبنى من المعتقلين الجنائيين، ولا توجد حمامات آدمية صالحة للاستخدام، حسب محامي المفوضية المصرية للحقوق والحريات.
وفي سياق متصل، تنظر اليوم الأربعاء دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم بدر، أمر تجديد حبس المترجم ورسام الكاريكاتير أشرف عمر احتياطيًا عبر خاصية “الفيديو كونفرنس”.
أشرف محبوس احتياطيًا منذ ما يقرب من سبعة أشهر، على ذمة القضية 1968 لسنة 2024 حصر أمن الدولة العليا لاتهامه بـ “نشر وإذاعة أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون”.
وزير الخارجية يسلم أردوغان “رسالة خطية” من الرئيس السيسي
نقل وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، أمس الثلاثاء، رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقال المتحدث باسم الخارجية السفير تميم خلاف، إن الرئيس السيسي ثمن خلال رسالته، ما وصفه بـ”التنسيق المتبادل إزاء القضايا الإقليمية التي تشهدها المنطقة، والتنسيق التصاعدي الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين”.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد تبادل الرؤى والتقييمات بشأن عدد من الملفات الإقليمية، وجاء في صدارتها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، وكذا التطورات في سوريا، كما استعرض الجهود التي تبذلها مصر لاستعادة الأمن والاستقرار في السودان وليبيا والصومال والقرن الإفريقي.
وفي سياق مواز، التقى وزير الصناعة الفريق كامل الوزير وتسعة مستثمرين أتراك في مجالات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والتعبئة والتغليف والأجهزة المنزلية وتناولوا الاستثمارات الحالية وخططها المستقبلية للتوسع بالسوق المصري.
وزير الخارجية السوداني: نتطلع لإنهاء الحرب والاحتفال بالانتصار على الميليشيا مع نهاية رمضان
قال الدكتور علي يوسف، وزير الخارجية السوداني، إنه يتطلع للاحتفال بانتصار الجيش السوداني على ميليشيات الدعم السريع مع نهاية شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستقترب من الحسم، أو على الأقل سيتم استكمال جزء كبير منها في المناطق التي كانت تحت سيطرة الميليشيات المتمردة.
وأضاف خلال لقاء له على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن المؤامرات التي تُحاك ضد السودان ليست موجهة إليه وحده، بل قد تكون في الأساس ضد مصر، مؤكدًا أن هناك جهات ذات مصالح وأطماع استراتيجية، تسعى إلى تأجيج الصراعات والأزمات في الدول ذات الأهمية الإقليمية”.
وأضاف وزير الخارجية السوداني، إن التنسيق الثلاثي مع مصر وجيبوتي في هذا التوقيت يعد أمرًا بالغ الأهمية، موضحًا أن وزير الخارجية الجيبوتي مرشح لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهو منصب ذو أهمية كبيرة، مشيرًا إلى أن زيارة الوزير الجيبوتي لمصر تعكس دورها المحوري في الاتحاد الإفريقي وتأثيرها في الانتخابات المقبلة.