بوتيرة متسارعة يتشكل المشهد الإقليمي، الذي لا ينفك رئيس وزراء دولة الاحتلال، يكرر أنه بصدد إعادة ترسيم ملامحه برفقة حليفه ترامب.

كريستالينا جورجييفا مديرة صندوق النقد الدولي، قالت إن الصندوق سيظل يدعم الاقتصاد المصري، بعيدا عن الضغوط السياسية التي يمارسها الرئيس الأمريكي على الإدارة المصرية.

وفي القاهرة، قال المحامي الحقوقي خالد علي، إنه في خضم الأحداث الجارية تم القبض على ٥٩ شابا وفتاة، بسبب أحاديث وفيديوهات على وسائل وجروبات التواصل المختلفة.

وفي القاهرة أيضا، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، إن القمة العربية المقررة في القاهرة يوم 27 فبراير الجاري بشأن قطاع غزة قد تتأجل بضعة أيام لأسباب لوجستية.

وما زال العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة ولبنان مستمرا بدعم كامل من الإدارة الأمريكية.

جورجييفا: صندوق النقد مستمر في دعم مصر بعيداً عن الضغوط السياسية

قالت كريستالينا جورجييفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، إن الصندوق سيظل يدعم الاقتصاد المصري، بالتزامن مع تنفيذه للإصلاحات الاقتصادية.

وفي مقابلة لها مع منصة “الشرق” الاقتصادية، أضافت: “المسائل السياسية خارج اختصاصنا”، في إشارة إلى ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مصر بشأن تهجير جزء من سكان غزة إليها.

وردا على سؤال حول مدى التزام الصندوق بخططه نحو مصر في ظل الضغوط التي يمارسها ترامب على الحكومة المصرية: “دعم الاقتصاد المصري أولوية وستظل كذلك، وما يهمنا هو الوضع الكلي للبلاد، ونركز على الاقتصاد، أما المسائل السياسية، فهي خارج اختصاصنا، ولسنا أفضل من يعلق عليها”.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد بإيقاف المساعدات للأردن ومصر، إذا لم تستقبلا اللاجئين من قطاع غزة، فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري مع عدم تهجير الفلسطينيين.

ومن المقرر، أن يجتمع المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي لمناقشة المراجعة الرابعة لبرنامج قرض مصر ومنحها تمويلات إضافية في إطار مرفق الصلابة والاستدامة التابع للصندوق خلال الأسابيع المقبلة.

 وقالت جورجييفا: “الأمر كله يتعلق بالجدول الزمني”.

مسعى مصري لزيادة واردات الغاز الإسرائيلي

منصة إنتاج بحرية في حقل ليفياثان أكبر حقول الغاز في إسرائيل
منصة إنتاج بحرية في حقل ليفياثان أكبر حقول الغاز في دولة الاحتلال

وفي سياق مواز.. تسعى مصر إلى التوصل لاتفاق مع إسرائيل على زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي بنحو 58% من مستواها الحالي البالغ 950 مليون قدم مكعب يومياً، اعتباراً من النصف الثاني من العام الجاري، وذلك ضمن مساعي البلاد لتأمين احتياجاتها من هذا الوقود خلال أشهر الصيف، بحسب مسئولين حكوميين.

“زيادة الواردات لمصر ستكون بعد انتهاء شركة ‘شيفرون’ الأمريكية من زيادة الإنتاج بحقل تمار للغاز الواقع قبالة سواحل إسرائيل بنحو 58% خلال النصف الثاني من العام إلى 1.5 مليار قدم مكعب يومياً”، على حد قول أحد المسئولين.

اعتادت مصر حتى نهاية 2023 توجيه تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصنعي إدكو ودمياط للإسالة، بغرض إعادة تصديره في صورته المسالة إلى الأسواق الخارجية، لكن تراجع إنتاج الغاز المحلي دفع الحكومة إلى ضخ الغاز المستورد في السوق المحلية لتلبية احتياجاتها.

 وبدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل للمرة الأولى في 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركتي “نوبل إينرجي” (التي استحوذت عليها “شيفرون” في 2020) و”ديليك دريلينج”.

وتبلغ احتياجات مصر اليومية من الغاز الطبيعي نحو 6 مليارات قدم مكعب يومياً، فيما يبلغ إنتاجها اليومي نحو 4.2 مليارات قدم مكعب، وتتطلع البلاد إلى زيادته عن هذا المستوى.

قمة القاهرة الطارئة قد تتأجل لـ”أسباب لوجستية”

الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي

قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، إن القمة العربية المقررة في القاهرة يوم 27 فبراير الجاري بشأن قطاع غزة قد تتأجل بضعة أيام لأسباب لوجستية.

وأضاف أن الهدف من القمة هو صياغة موقف عربي صلب ومتماسك تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل مخاطر التهجير التي تتبناها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة.

وكشف أن هناك أفكارا مطروحة، أغلبها يأتي من جانب مصر، حول إعادة إعمار غزة من خلال القوة العاملة الفلسطينية، بهدف الاحتفاظ بأبناء القطاع داخله وإعادة مصادر الرزق لهم. مؤكدا أن هذه الجهود تهدف إلى منع تهجير الفلسطينيين والحفاظ على وجودهم في أرضهم.

وقال زكي: “الجانب الإسرائيلي يقول، إما أن أحكم وإما آتي بمن يحكم وإما إخلاء القطاع، وهذه المقترحات جميعها مرفوضة من قبل الفلسطينيين”.

وفيما يتعلق بدور حركة “حماس”، أكد زكي، أن “المصلحة الفلسطينية تقتضي خروج الحركة من المشهد”، مشيرا إلى المقترحات المصرية بشأن إدارة قطاع غزة، والتي قطعت شوطا كبيرا وفقا له.

وحول موقف السلطة الوطنية الفلسطينية، أشار زكي، إلى “معاناتها من ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك سوء الوضع المالي، وعجزها عن توفير أبسط القدرات لحفظ الأمن”، مضيفا “تم تكسيرهم بشكل منهجي”، كما أكد أن الهدف الرئيسي حاليا هو إعادة الثقة في الحكم الفلسطيني شيئا فشيئا.

خالد علي: 59 شابا وشابة تم القبض عليهم وحبسهم على ذمة قضايا “ثورة المفاصل”

المحامي الحقوقي خالد علي
المحامي الحقوقي خالد علي

قال المحامي الحقوقي خالد علي في منشور له أمس على منصة فيس بوك: “في خضم كل الأحداث دي تم القبض على عدد ٥٩ من الشباب والشابات، بسبب أحاديث وفيديوهات على وسائل وجروبات التواصل المختلفة، ويطلق عليهم اختصاراً قضية ثورة المفاصل”.

“ثورة المفاصل”، كانت دعوة على منصات التواصل الاجتماعي أطلقها، ودعا إليها المهندس خالد السرتي، المصري المقيم في أمريكا.

لم يكشف خالد علي في منشوره عن توقيتات القبض على هؤلاء الشباب والشابات، لكن صحيفة العربي الجديد الصادرة في لندن، قالت إن نيابة أمن الدولة العليا أصدرت قرارها بحبس هؤلاء الشباب 15 يوما على ذمة التحقيقات أمس الأحد.

خالد علي، قال إن المقبوض عليهم تم توزيعهم على خمس قضايا. ٨١٦، ٨٤٦، ٨٤٧، ٨٤٩، ٨٥١ لسنة ٢٠٢٥، وتم حبسهم احتياطيا على ذمة تحقيقات تلك القضايا، والتهم “انضمام لجماعة إرهابية، نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، والترويج لأفكار جماعة إرهابية”.

الحرب على غزة والضفة ولبنان.. شهداء في رفح والأمين العام لحزب الله: لا ذريعة لبقاء جيش الاحتلال

الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم
الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم

في اليوم الـ30 لسريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والـ31 لعملية السور الحديدي ضد غزة وقبل يومين فقط من انتهاء تمديد مهلة خروج قوات الاحتلال من لبنان، أفادت وسائل اعلام فلسطينية باستشهاد فلسطينيَّين متأثرين بجروح أصيبا بها قبل يومين في قصف وإطلاق نار إسرائيلي في رفح وخان يونس.

وواصل رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفضه إدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة لغزة، وهو ما طالبت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأكدت حصولها على ضمانات لتنفيذه لاستكمال دفعات تبادل الأسرى.

في حين هدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بأن تل أبيب ستهدم في عام 2025 مباني أكثر مما يبنيه الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة، وذلك للمرة الأولى منذ 1967.

وجاء التهديد بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، لإسرائيل لمناقشة الاتفاق بعد أنباء عن رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغييره.

من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن جفير، إن حكومة بنيامين نتنياهو اختارت الخضوع بدل الحسم.

وفي الضفة الغربية المحتلة، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات واعتقالات بمناطق متفرقة، شملت عمليات دهم للمنازل وإجراء تحقيقات ميدانية ومصادرة مبالغ مالية، تزامنا مع استمرار العدوان في جنين وطولكرم ومخيماتهما الثلاثة.

كما دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إضافية إلى مدينة طولكرم ومخيميها طولكرم ونور شمس، مع تواصل عدوانها لليوم الـ27 على مدن ومخيمات وبعض بلدات شمالي الضفة الغربية.

على الجانب اللبناني، شدد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في خطاب بمناسبة ذكرى الشهداء القادة، وجوب انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في 18 فبراير الجاري.

ودعا قاسم جماهير الحزب لـ” أوسع مشاركة في تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين لنُبيّن، أن حزب الله والمقاومة حاضرون في الساحة أقوياء لهم امتداد، ومن يفكر في الضغط عليهم، أو أن يأخذهم إلى مؤامرات من أجل إضعافهم، لن يتمكن من ذلك”.

وأضاف: يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط/ فبراير بالكامل، ومن مسئولية الدولة أساساً وحصراً أن تعمل بكل جهد ليحصل ذلك، وإذا بقي الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، ولم ينفذ الاتفاق فلن نقول له كيف سيتم التعامل معه.