يرصد هذا العدد من نشرة مركز التنمية والدعم والإعلام “دام” أهم تطورات حالة حقوق الإنسان خلال الأسبوع الماضي، ومن أهمها: 302 انتهاك في السجون خلال شهر مارس، ,وفاة 3 سجناء بمقار احتجاز جمصة ودمنهور وبدر 3؛ بسبب سوء الرعاية الصحية، وصدور قرار جمهوري بالعفو عن 2777 سجينا كلهم من الجنائيين. بالإضافة إلى تجديد حبس سيد مشاغب والناشط شريف الروبي وآخرين، ووقوع اشتباكات بين أهالي جزيرة الوراق والشرطة؛ بسبب رفض قوات الأمن دخول مواد البناء، ويرصد التقرير أيضا 30 انتهاكا لحرية الإعلام في مصر خلال شهر مارس، ومطالبة مجلس العمد والمشايخ بمحافظة مرسى مطروح بالتحقيق في حادثة مقتل شابين «خارج إطار القانون»، وقرارهم بوقف التعامل مع الشرطة لحين انتهاء التحقيق.
مركز النديم يرصد 302 انتهاك داخل السجون خلال مارس ووفاة 3 نزلاء في سجون جمصة ودمنهور وبدر 3
رصد مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب 302 واقعة انتهاك في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، خلال شهر مارس الماضي، من بينها 3 حالات وفاة و19 حالة إهمال طبي.
وشهد الشهر حالتي تعذيب فردي، و35 حالة تكدير فردي، وثلاث حالات تكدير جماعي، و16 حالة تدوير على ذمة قضايا مختلفة، و53 واقعة إخفاء قسري، وظهور 152 مخفياً قسرياً بعد فترات ومدد متباينة، و19 حالة عنف من الدولة.
وتضمنت حالات الوفاة في شهر مارس، نبيل فورفور، الذي توفي في مقر فرق الأمن في دمنهور، وخالد أحمد مصطفى، الذي توفي في سجن العاشر من رمضان، ومهند قنديل، الذي توفي في قسم شرطة طنطا الثاني.
في نفس السياق، رصدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان خلال الأسبوع الأول من شهر إبريل وفاة السجين عبد الفتاح محمد عبد المقصود عبيدو (60 عاماً)، وهو مدرس لغة عربية بالأزهر، وذلك داخل مستشفى المنصورة الجامعي الذي نُقِل إليه من سجن جمصة شديد الحراسة بعد تدهور حالته الصحية. وجاء ذلك بعد أيام قليلة من وفاة السجين محمد عبد الرزاق، داخل سجن دمنهور العمومي (الأبعادية). وبحسب معلومات أولية نشرتها الشبكة، كانت أسرة ” عبيدو” قد قدمت طلبات عدة لإخلاء سبيله؛ كي يتلقى العلاج المناسب، لكن جرى تجاهلها رغم تدهور حالته الصحية. وعبيدو تاسع حالة وفاة في مقار الاحتجاز مختلفة منذ مطلع عام 2025.
كما وثقت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” وفاة السجين الشاب محمد حسن هلال، ” 32 عاماً”، داخل وحدة الرعاية الفائقة بمستشفى قصر العيني، وذلك عقب نقله إليها من سجن بدر 3 في حالة حرجة، وهو مصاب بإصابات بالغة، يُشتبه في أنها ناجمة عن تعذيب شديد أو اعتداء بدني ممنهج.
مطالبات بإنقاذ حياة محام مضرب عن الطعام في السجن
أعلنت منظمات حقوقية عن تضامنها مع المطالبات العاجلة بالتدخّل من أجل إنقاذ حياة المحامي محمد أبو هريرة، الذي يعاني تدهور حالته الصحية في السجن؛ نتيجة إضرابه عن الطعام احتجاجاً على ظروف حبسه “غير الإنسانية”، بحسب وصف تلك المنظمات، من بينها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان.
وأفادت الشبكة المصرية في بيان، بحصولها على معلومات تفيد بـ”تدهور الحالة الصحية للمحامي الحقوقي محمد أبو هريرة محمد عبد الرحمن، 37 عاماً”، مشيرةً إلى أنّه نُقل قبل أيام إلى “مستشفى سجن بدر 3 لتلقّي العلاج، بعد دخوله في إضراب كامل عن الطعام منذ اليوم الأول من رمضان (…) وذلك احتجاجاً على ظروف احتجازه القاسية وغير الإنسانية”.
تجديد حبس سيد مشاغب وشريف الروبي وحبس 16 شابا بينهم 3 أشقاء وفتاتين
قررت محكمة جنايات القاهرة، تجديد حبس رئيس رابطة مشجعي نادي الزمالك “الوايت نايتس” السيد علي فهيم، المعروف إعلامياً بـ”سيد مشاغب”، مدة 45 يوماً على ذمة القضية رقم 910 لسنة 2021، والمتهم فيها بـ”نشر أخبار كاذبة”.
كما جددت محكمة جنايات القاهرة حبس الناشط السياسي شريف الروبي، القيادي في حركة “6 إبريل”، لمدّة 45 يوماً على ذمّة التحقيقات في القضية الثانية التي يُحاكَم فيها، والمتّهَم فيها بـ”الانضمام إلى جماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة”، في القضية رقم 1634 لسنة 2022 أمن دولة عليا.
وجاء قرار تجديد الحبس روتينياً، على الرغم من تغيّب الروبي عن حضور الجلسة للمرّة الثانية على التوالي وعدم ظهوره حتى عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”.
كما جدّدت نيابة أمن الدولة العليا السبت 29 مارس، حبس 16 شخصاً، بينهم 3 أشقاء وفتاتين، لمدة 15 يوماً، وذلك بعد ظهورهم أمام النيابة إثر فترات إخفاء قسري مطولة. وشمل قرار الحبس المعتقلين الذين كانوا مختفين قسرياً لعدة أشهر، قبل ظهورهم أمام النيابة، وقد وجهت إليهم اتهامات بـ “نشر أخبار كاذبة”، و”الانضمام إلى جماعة إرهابية”، و”إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، و”التمويل والترويج للعنف”.
وضمّت قائمة المعتقلين الذين ظهروا بالنيابة بعد تعرّضهم لعمليات إخفاء قسري، 3 أشقاء وهم رئيسة السيد محمد، وحمادة السيد محمد، وثابت السيد محمد، كذلك ضمت نادية محمد عليان، وحسن سمير محمد، وأشرف العيسوي عبد القادر، وزياد ياسر يوسف، وعبد الرحمن محمد عبد النبي، وعبد السلام أحمد جاد، وعز محمد السمان، وعلي حسن عبد الحافظ، وفارس عبد العال حمدان، ومحمد طارق نوبي، ومحمد عادل عزت، ومحمود صلاح محمد، ويوسف ياسر شاذلي.
مجلس العمد والمشايخ في مطروح يقرر وقف التعامل مع أجهزة الشرطة
قرر مجلس العمد والمشايخ بمحافظة مرسى مطروح في بيان صادر السبت 12 إبريل، وقف التعامل وتعليق كافة أشكال التعاون مع أجهزة الشرطة بالمحافظة، وعلى رأسها أقسام الشرطة لحين الانتهاء من التحقيق في حادثة مقتل شابين «خارج إطار القانون»، حسب وصف البيان، مطالبًا بعقد لقاء عاجل مع رئيس الجمهورية.
واستنكر المجلس لجوء قوات الشرطة إلى احتجاز النساء واستخدامهن «كرهائن» في أي نزاع مشددًا على رفضه الكامل لـ«مثل هذه الممارسات الغريبة» على الأعراف والتقاليد لحين الانتهاء الكامل من التحقيقات الجارية في مزاعم تصفية أفراد من الشرطة للشابين يوسف السرحاني وفرج الفرازي في مدينة النجيلة، بعد تسليم نفسيهما، في وقت تقول وزارة الداخلية، إنهما قُتلا في تبادل إطلاق النار.
كما طالبت نقابة المحامين بمطروح، النائب العام المستشار محمد شوقي بسرعة تكليف نيابة مطروح الجزئية بالتحقيق في الواقعة.
بينما كانت وزارة الداخلية أعلنت في السابق، أن أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن مطروح تمكنت بالاشتراك مع قطاع الأمن العام، مما اسمته بـ “تحديد مكان اختباء عنصرين إجراميين شديدي الخطورة من مرتكبي واقعة استشهاد 3 أفراد شرطة بمديرية أمن مطروح أثناء تنفيذهم أحكام قضائية ضد أحد العناصر الجنائية شديدة الخطورة بمطروح”. وذكر البيان أيضًا، أن القتيلين كان بحوزتهما بندقية آلية وكمية من الطلقات.
قرار بالعفو عن 2777 سجينا كلهم من الجنائيين
أفرجت وزارة الداخلية عن 2777 نزيلًا من مراكز الإصلاح والتأهيل، بمناسبة عيد الفطر المبارك. وذلك تنفيذًا للقرار الجمهوري رقم 158 لسنة 2025، حيث تم العفو عن بعض المحكوم عليهم الذين تنطبق عليهم شروط العفو. بينما خلت قرارات العفو عن أي من السجناء السياسيين المحكوم عليهم، واقتصرت فقط على السجناء الجنائيين.
30 انتهاكا لحرية الإعلام في مصر خلال شهر مارس
وثّق المرصد العربي لحرية الإعلام 30 انتهاكاً لحرية الإعلام في مصر خلال شهر مارس، وفي المقدمة جاء انتهاك الحبس والتجديد في المحاكم والنيابات بـ11 انتهاكاً، ثم انتهاكات السجون ومقار الاحتجاز بثمانية انتهاكات، وثلاثة انتهاكات لكل من قيود النشر والإضرار بذوي الصحفيين، وانتهاكان في باب القرارات الإدارية التعسفية، مع استمرار الحجب هذا الشهر مجدداً بانتهاك واحد.
ورغم إطلاق نقابة الصحفيين، خالد البلشي، نداءً إنسانياً لإطلاق سراح الصحفيين المحبوسين خلال العيد، الذين وصل عددهم إلى 44 صحفياً وصحفية رهن الحبس والسجن، ومطالبة عدد من المرشحين في انتخابات مجلس النقابة المؤجلة للشهر الحالي بالإفراج عن سجناء المهنة، لم تستجب الجهات المختصة بعد، وسط أوضاع إنسانية قاسية في بيوت الصحفيين الموقوفين.
“مظاهرات” في العريش ترفض تهجير الفلسطينيين تزامناً مع زيارة ماكرون
شهدت مدينة العريش، الثلاثاء 8 إبريل، مظاهرة “منظمة” شارك فيها آلاف المواطنين القادمين من مختلف المحافظات، لتأكيد موقفهم لمخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، تحت أي ظرف أو مبرر.
وتزامن هذا التحرك مع زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطار العريش الدولي، حيث كان في استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث زارا معاً عدة مواقع داخل المحافظة، للاطلاع على الجهود المصرية لدعم قطاع غزة، خصوصاً فيما يتعلق باستقبال الجرحى الفلسطينيين، وإغلاق معبر رفح، وتعزيز تأمين الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
ورفع المشاركون علمي مصر وفلسطين، إلى جانب لافتات، تؤكد الرفض الشعبي القاطع لأي مخططات، تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، تحت أي مسمى أو ظرف.
في نفس السياق، شهدت محافظات عدّةٌ مظاهرات متزامنة تلت صلاة الفطر تضامنًا مع فلسطين، وشارك فيها نواب وسياسيون مقربون من السلطة، ورفعت جميعها لافتات موحدة، تؤكد رفض مخطط تهجير سكان غزة وتدعم “القيادة”، وتدينُ تجددَ العدوان الإسرائيلي على القطاع.
لكنَّ المظاهرات تزامنت في عدة محافظات من بينها القاهرة والإسكندرية والغربية وأسيوط والأقصر وبورسعيد والفيوم، ووحَّدت لافتاتها، وموعدها.
وتقدم المظاهرات عدد من أعضاء مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن وحماة الوطن وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وحزب الشعب الجمهوري.
اشتباكات بين أهالي جزيرة الوراق والشرطة بسبب رفض دخول مواد البناء
تجددت الاشتباكات أسفل محور روض الفرج بين أهالي جزيرة الوراق وقوات الأمن، السبت 12 إبريل، بسبب استمرار حصار الشرطة للمعدية التي تربط الجزيرة بمنطقة شبرا، ورفضها دخول أي مواد بناء مع الأهالي، في إطار ممارسات التضييق المستمرة على السكان، ضمن محاولات إجبارهم على إخلاء الجزيرة وبيعها للمستثمرين.
وأصيب عدد من أهالي الجزيرة بإصابات بالغة، نتيجة إطلاق قوات الأمن طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وذكر شهود عيان، أن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة من الأهالي، الذين تجمعوا بأعداد كبيرة في مواجهة الأمن، مرددين هتافات منها: “اقتل واحد واحبس 100… الجزيرة مش تكية”، و”سيبوا إخواتنا المحبوسين.. إحنا عليها (الجزيرة) ليوم الدين”.
وكان عدد من أهالي جزيرة الوراق قد اعتصم في 27 مارس الماضي للمطالبة بإطلاق سراح 12 من الشباب قبض عليهم عقب اشتباكات مع قوات الشرطة، بعدما منعت القوات تريسكلات محملة بمواد بناء من العبور للجزيرة.
وحسب المعلومات تلقى الأهالي وعودًا من قيادات أمنية بإخلاء سبيلهم لكن الأهالي اكتشفوا، أنها محاولات للتسكين ما اضطرهم للاعتصام.
