تخطت أعمالها الـ280 عملًا فنيًا، منها حوالي 130 فيلم خلال 7 عقود أولها فيلم “سعاد الغجرية”، عام 1928، وآخرها “الكلام في الممنوع” عام 2000، كما قدمت أكثر من 120 عملًا تلفزيونيًا آخرها “أدهم وزينات”.
أمينة رزق، أو “راهبة الفن”، أو “أم الفنانين”، التي عشقت الفن منذ نعومة أظافرها، فكانت أشهر من جسد دور الأم في السينما المصرية، وبرعت بشدة في تأدية أدوار الحزن والألم، ما أدخلها سريعًا في قلوب جمهورها وزملاؤها، وهو ما ظهر بشكل واضح، بعد الإعلان عن وفاتها في مثل هذا اليوم 24 أغسطس عام 2003.
أمينة رزق
ولدت أمينة محمد رزق، في 15 أبريل عام 1910 بمدينة طنطا، ودرست في مدرسة ضياء الشرق، وسافرت مع والدتها وخالتها، التي تكبرها بعامين فقط، إلى القاهرة، وهي في الـ8 من عمرها، بعد أن توفي والدها، وذلك بعدما قرر أحد الأشخاص قتلها هي ووالدتها، لعلمه بأن الأب ترك لهما ثروة كبيرة، ولكن الشائعات جعلت البعض يروج بأن هذه الثروة تحتوي على سبائك ذهبية، فقرر أن يقتلهما للحصول على المال مما جعل والدتها تُقرر الهرب.
في الـ8 من عمرها توفي والدها، لتعيش مع والدتها في حي روض الفرج بالقاهرة
بدايتها الفنية
وفي الـ8 من عمرها توفي والدها، لتعيش مع والدتها في حي روض الفرج بالقاهرة، وكانت خالتها أمينة محمد تهوى الفن والتمثيل، فكانت تصطحبها إلى المسارح والسينمات، وذات يوم تغيبت إحدى الفنانات عن تقديم دورها على المسرح لتستغل أمينة الموقف وتذهب إلى صاحب المسرح لتقدم هي ذلك الدور لإنقاذ الموقف وحققت خلاله نجاحًا كبيرًا.
بعدها عرض عليها أحد العاملين بمسرح رمسيس، تقديمها هي وخالتها للفنان الكبير يوسف وهبي، وبالفعل أعجب بهما وضمهما إلى الفرقة، وكتب لهما عقدًا بشرط غرامة 100 جنيه في حالة الإخلال بهذا العقد، وكان هذا أول يوم تفرح فيه أمينة رزق بشدة لتحقيق أولى خطوات حلمها لتصبح بعد ذلك بطلة مسرح رمسيس.
والدها ضربها بالكرباج
التحقت أمينة، وهي في عمرالـ 6 أعوام، بمدرسة بمدينة طنطا وكانت مرتبطة بشدة بخالها الذي اصطحبها ذات يوم إلى السينما لمشاهدة أفلام السلاسل أو الحلقات حينها، وبعد عودتها إلى المنزل فوجئت بغضب والدها والذيانهال على جسدها الصغير ضربًا بالكرباج، قائلًا: “ماعنديش بنات يروحوا سينمات”، وكاد الأمر أن يصل إلى طلاق والدتها بسبب ذلك الموقف.
“لم أحب وأعترف بجبني أمام الحب، فقد كنت دائمًا أخشى أن أصدم فيه، وإذا أحسست دبيبه في قلبي بادرت إلى سحقه، وساعدني على ذلك كثرة سفري”.. أمينة رزق
الحب في حياتها
في عدد نادر من مجلة الكواكب، صدر بتاريخ 5 يونيو عام 1956، تحدثت رزق، عن الحب عندما سألها محرر المجلة عن سبب عدم زواجها، فقالت:”لم أتزوج حتى الأن لأننى لم أحب، ولأن هناك نوع من الحب يملأ كل حياتى وهو حبي لفني الذي لم يدع لي مجالاً للتفكير في حب سواه، ولو تزوجت لاقتضى الزواج أن أتفرغ له وأترك الفن وهذا لن يكون”.
وأضافت: “لم أحب وأعترف بجبني أمام الحب، فقد كنت دائمًا أخشى أن أصدم فيه، وإذا أحسست دبيبه في قلبي بادرت إلى سحقه، وساعدني على ذلك كثرة سفري”.
وتابعت: “أعتقد أن الحب اليوم أصبح تافهاً، فمنذ عشرين عامًا- تقصد في الثلاثينات- كان الرجل لا يمل أن يقف أما مشربية حبيبته شهورًا طوالًا، ليحظى منها بنظرة خاطفة، هذا الحب المقدس الذي مثلته على خشبة المسرح، وأصبح الآن شيئاً نادرًا، وأصبح الحب رخيصًا مبتذلًا”.
رفضها للزواج خوفًا من الانتحار
أكدت أمينة رزق، في أحد اللقاءات الإذاعية: “معظم الروايات التي قمت بتمثيلها وتتناول قصص الحب والزواج كانت تقوم علي مآس، فإما يكون الرجل صاحب سطوة كبيرة علي من يحب، أو تقدم الفتاة نفسها لمن تحب ويغدر بها، ومن ذلك خشيت علي نفسي من الانتحار إذا ما وافقت علي الزواج، علي مثل تلك الروايات، كما كنت أفكر أنه من الممكن أن يقرر زوجي حرماني من الفن”.
خلال مشوارها الفني، حصلت أمينة رزق على العديد من الجوائز، منها وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عام 1991 عيّنت بمجلس الشورى
أمينة رزق في مجلس الشورى
على عكس بعض الفنانين رفضت أمينة رزق، فكرة الاعتزال، على الرغم من المرحلة العمرية التي وصلت لها، فقد
رغم تجاوزها سن الـ90، إلا أنها رفضت الاعتزال، واستمرت في تقديم الأعمال الدرامية والمسرحية، حتى بعدما تعرضت لحادث سير، أسفر عن إصابتها بكسور في ساقها .
وخلال مشوارها الفني، حصلت أمينة رزق على العديد من الجوائز، منها وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عام 1991 عيّنت بمجلس الشورى.
وفاتها
في 24 أغسطس عام 2003 توفيت أمينة رزق عن عمر يناهز الـ 93 عاماً، بعد أن أُصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية، بعد صراع استمر لمدة شهرين مع المرض، وقد توفيت في المستشفى.