غالبًا ما يظهر سؤال مثير للاهتمام في دراسة الإسلام المتطرف، السؤال هو: هل ينبغي السماح لغير المسلمين بنشر مقالات أو تقديم تعليقات على طبيعة الإسلام المتطرف؟.
الذين يرفضون يستندون إلى أنهم غير مسلمين، وبالتالي غير قادرين على فهم طبيعة المشكلة، بمعنى آخر، إذا لم تكن قد نشأت في العالم الإسلامي، فأنت غير قادر على تقديم توصيفات أو حلول دقيقة لمشاكل التطرف أو الإسلام السياسي، ويصل الأمر بهؤلاء إلى القول “إذا كنت لا تعيش أو تعمل في الشرق الأوسط أو جنوب آسيا، لا يمكنك فهم المشكلة حقًا وبالتالي يجب أن تظل صامتًا“.
هذا الخط من الجدل لديه مشاكل متعددة، دعونا الآن نفحص بعض الأسباب التي تجعل غير المسلمين قادرين تمامًا على التعليق وتحليل القضايا المحيطة بالتطرف الإسلامي والإرهاب الإسلامي.
الأول هو أن طبيعة الإسلاميين سياسية وليست دينية، “الإسلاموية” هي أيديولوجية سياسية وليست معتقدًا دينيًا، كما تقول جماعة الإخوان المسلمين “القرآن هو الدستور”، إنها أيديولوجية تؤمن بتطبيق الشريعة باعتبارها القانون النهائي للأرض مع استبعاد غيرها عندما قرر حسن البنا نقل الإسلام من كونه دين إلى قوة سياسية عالمية، فهدفهم هو نشر وإجبار ليس فقط المسلمين ولكن أيضًا غير المسلمين على الخضوع لسلطتهم.
الحجة الثانية ضد استبعاد الآخرين غير المسلمين من تناول التطرف والإرهاب، هي أن المجموعات التي دافعت عن العنف السياسي والإرهاب أصبحت ضحية له، تأمل في حالة الإيرلنديين للإرهاب لأكثر من 100 عام، تعود جذور العنف السياسي إلى السياسة والدين والثروة والسلطة، تصاعدت حملات العنف السياسي والإرهاب وتراجعت عدة مرات، كان الموت والدمار حاضرين دائمًا في حياة العديد من الإيرلنديين وخاصة أولئك الموجودين في إيرلندا الشمالية، لكن العنف انتشر أيضًا إلى مدن مثل لندن في المملكة المتحدة، أي أنه طال هؤلاء الذين دافعوا عن مشروعية العنف والإرهاب.
وتأتي بعد ذلك الحجة الثالثة ضد استبعاد غير المسلمين من دراسة التطرف الإسلامي، العديد من الأفراد، مثلي، عاشوا وعملوا في مناطق نزاع حيث كان العنف السياسي القوة الدافعة في حياة الكثير من الناس، كانت عمليات القتل الجماعي والنهب والاغتصاب وحتى محاولات الإبادة الجماعية في البوسنة، درسًا مهمًا لهؤلاء الذين شهدوا بشكل مباشر نتائج العنف، خاصةً عندما تكون إحدى الأيديولوجيات التي أدت إلى العنف في البوسنة هي الإسلاميين والإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني.
حجة أخرى ضد استبعاد غير المسلمين من دراسة التطرف السياسي لجماعات مثل الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، هي سياسة الهوية، تغذي طبيعة الأيديولوجية الإسلامية الهوية السياسية، إنه ليس مجرد نظام عقائدي قائم على أيديولوجية ولكنه أيضًا “هوية”، أي أنها تحدد وجودك بالكامل، هذه الهوية المتعصبة هدفها تدمير كل المعتقدات الأخرى، وبالتالي، فإن أولئك الذين ينتمون إلى المعتقدات الأخرى يتمتعون بشرعية كاملة في دراسة التهديد الإسلامي.
الحجة الخامسة والأخيرة التي سنطرحها هنا هي حجة حرية التعبير، كثير من الناس الذين يجادلون بأنه لا ينبغي السماح لغير المسلمين بالتعليق على التطرف الإسلامي، هم في الحقيقة إسلاميون، لقد ابتكروا مفهوم “الإسلاموفوبيا” من أجل إسكات أصوات أولئك الذين سيرفضون معتقداتهم الإيديولوجية السياسية العنصرية، إنهم يحتاجون إلى هذا الصمت لأنهم مدركون تمامًا لفكرة أن أي نقاش عام مفتوح حول أيديولوجيتهم الإسلامية حقيقتها، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إسكات حرية التعبير ومن ثم الحاجة إلى إسكات أصوات المعارضين لها.
هناك أمر واضح، تأثير الإسلاميين ليس فقط في الشرق الأوسط وجنوب آسيا ولكن أيضًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، من الضروري إجراء نقاش عام واسع النطاق، إلى أي مدى نسمح للأيديولوجيات الأجنبية مثل الإسلاموية بالتسلل إلى مجتمعاتنا والسيطرة عليها، علينا إجراء هذا النقاش العلني من جانب المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، بدون هذا النقاش، ستظل العديد من المجتمعات معرضة لخطر الإخوان والإسلاميين.