بنهدد نفسنا إننا ما نكونش زي اللي رقصوا على السلم، بنشاور على وقوفنا فى نص كل حاجة، لا نجحنا وحققنا اللي بنتمناه ولا فضلنا فى البداية أو حتى الفشل.
نفضل حاطين الجملة قدامنا جهاز إنذار، والحقيقة إنه طول الوقت احنا بتوع السلم، احنا اللي اتشعبطنا فى تعليم يعمل لنا نقلة اجتماعية، وأمان مادي، لكن ما حصلش.
احنا اللي بنروح نقدم على وظيفة ولو تفاوضنا فى المرتب، نلاقي واحد طالع من الصف يقبل بالرقم الأقل، وبعده يطلع حد تاني يقبل بأقل منه، وشوية بشوية تبوظ شغلانة ورا شغلانة، ومهنة ورا مهنة.
قلقانين من إننا نقف على السلم؟؟
الوقوف على السلم بيقول إننا قطعنا درجات، طلعنا شوية لفوق، صحيح ما وصلناش لسه لحلمنا، لكن طلعنا، نكمل بقي دي بتقف عند كل واحد ورأيه، اللي مستني واسطة، واللي مشتعلق فى شوية فساد، واللي بيحاول، واللي مسلم روحه لليأس، وعايش مظلومية.
حالة الوقوف على السلم هي أكتر حالة مناسبة لنا ولحالة التواكل اللي عندنا، أكترنا منسحب من دوره، مش عايز يعمل مسئولياته، تروح مصلحة حكومية الموظف اللي بيعمل شغله بجد استثناء، مش بس مصلحة أي مكان، لو روحت بنك والموظف قدم لك الخدمة اللي انت محتاجها بسرعة ومن غير أخطاء تطلع تكتب علي الفيس بوك وتشيد، دا حتى مطاعم الأكل المطعم اللي بيعمل أكل كويس وبيقدم خدمة كويسة بنبقي فرحانين به ككنز.
فليه الناس بتتكلم عن الواقفين على السلم كأنهم فشلة.
احنا بتوع السلم، بتوع الحلول الوسطى، عايزين نشتغل نص نص، نواجه نص نص، نذاكر نص نص، بس لما نيجي نحاسب على النتايج نبقي زعلانين ومقهورين وحاسين بمظلومية إننا ما وصلناش لأعلى نتيجة؟
الوقوف على السلم حالة فشل مؤجلة، زي ما هو حالة نجاح مؤجلة، زمان كنا نسمع فاز باللذة كل مغامر، بس احنا متربيين علي الخوف، علي الوقوف محلك سر، ميراث طويل من الجمود، أمثال بترسخ وتعمق لفكرة الوقوف فى مكانك، الباب اللي يجي لك منه الريح سده واستريح، إن فاتك الميري اتمرمغ في ترابه، علي قد فلوسهم.. أمثال وحكم وقواعد كلها بتقول إن الأغلبية من عشاق الوقوف علي السلم.
مدمنين لـ الولا حاجة، الاتقان بيضعف قدام الفهلوة. واللفهلوة عملة زايفة بتزيد وتتكاثر مع الوقت، وكتير مننا بيهاجموا الاتقان، بيهاجموا أي حد بيحاول يجتهد يكمل السلم ويطلع، الصعود فى عيون الكتير نموذج لقفزة بدانة فساد، لكن فى المقابل مفيش تقدير للجهد، ولا قيمة للعمل الحقيقي.
بس الإدمان حالة بتسيب متعة لحظية، هنتعب ونشقي ليه، ما احنا كدا كويسين، حالة المظلومية بتوفر مبررات للسكون، تقابل شابة ولا شاب بيشتكوا، معندهمش واسطة، ولا فيه شلة، ولا فيه حد يقف جنبه، ولما تسأل هو انت عملت ايه؟ هتلاقي مبررات كتير علشان ما يتحركش من مكانه، يا تري علم نفسه، ما هو مش معاه فلوس، طيب ما فيه كورسات اون لاين، اصل الإنجليزي بتاعه مش كويس، طيب ما يحسن اللغة؟ لا ما هو مش هيعرف يمشي فيه.
لما بتسأل واحد عاطل ليه مش بيشتغل هيقول هاشتغل بكام؟ هو عايز أول ما يشتغل يقبض أعلى مرتب، يغطي كل احتياجاته، ويعمل له رفاهية كمان، فلإن دا مش هيحصل فهو هيفضل عاطل، ويشتم فى الفساد والشلة والمحسوبية.
الوقوف على السلم حالة مناسبة علشان يفضل الكسلان فى حالته، والفاسد فى حالته، حالة المظلومية اللي بتسكن الضمير، وتحسس كل واحد أو واحدة مش عايزين يتعبوا إن الموضوع أكبر من إيديهم.
صحيح الحياة مش عادلة، لكننا بالتمسك بالسلم بنكمل عليها، وندعم عدم عدلها، ناس تعبت ووصلت، واه ناس ما وصلتش، لكن دا مش مبرر، الفساد مش مبرر إننا نطلع حرامية، وجود الشر عمره ما كان بيدعم تخلينا عن الخير.
اللي عايز يفضل واقف على السلم محافظ على حالة النص نص يفضل، ده اختياره، لكن تبقى قد الاختيار، الندب على الحظ مش الحالة اللي هتخلينا نكمل لفوق ونوصل لأحلامنا، ولا إننا نبص على اللي تحت ونعايرهم بأنهم لسه تحت، ونبص للي فوق ونحقد على وصولهم ونتهمهم إنهم وصلوا بالفساد.
لا كل اللي بينجح لازم يوصل بفساد، ولا كل اللي ما اتحركش فاشل، لكن فيه مستسلمين كتير، وأول خطوة علشان نسيب السلم إننا نرجع نشتغل بجد، نتعلم من تاني نتقن اللي بشتغله، مش مهم أيه الشغل، المهم إن اللي بيعمل شغل يعمله صح، يمكن لما نسترجع فكرة الإتقان نتحرك لفوق ونطلع بدل واقفة السلالم.