مشهد مأساوي لزوج يتعدى على زوجته بالضرب والإهانة من شرفة المنزل، حيث تداول رواد التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، لزوج يحاول إلقاء زوجته من من الدور الخامس بعد أن جذبها للأمام عند السور من شعرها، ولطمها على وجهها مرات عدة، وصرخ فيها بصوت عالي.
تجمع عدد كبير من سكان منطقة أرض الجنينة بحلوان، أسفل العمارة، محاولين تهدئة الزوج لترك زوجته، مؤكدين أنها لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعدى فيها الزوج على زوجته، إذ حاول خنقها قبل 3 سنوات، كما حاول إلقائها من شرفة المنزل سابقًا، وكان الجميع يسمع صوت استغاثاتها دائمًا من داخل شقتها.
إهانة متكررة
وأوضح الجيران، أنه يتعدى عليها بالضرب بشكل شبه يومي لأتفه الأسباب، حتى أنه في أخر مرة طعنها بسكين، وغضب أشقائها، وعندما اشتبكوا معه ذهب وحرر محضر ضدهم، قال فيه إنهم ضربوه دون سبب وتسببوا في أذيته.
“ضربوني وعملولي شرائح ومسامير”.. كانت تلك أقوال الزوج في المحضر، وبمساعدة المحامين له حكم عليهم بالسجن، وذهبوا إليه حتى يسامحهم ويتنازل عن المحضر، خوفًا من السجن.
طالب الرجل الذي يبدو أنه في أواخر الخمسينات من عمره، بعودة زوجته للمنزل، وعندما عادت اعتدى عليها بالضرب والسب، قاصدًا إهانتها، وإظهار انتصاره عليها لمن حوله، في أرض الجنينة بحلوان.
تعاطف وتفاعل
تفاعل نشطاء التواصل الاجتماعي، مع الفيديو، وشاركوه على نطاق واسع، مطالبين المسؤولين بمساعدة الزوجة، وتعددت التعليقات ما بين الغضب والمطالبة بضرورة ضبطه وإحضاره، وتساءل البعض عن عدم مساعدة أي من المتواجدين لها؟، خاصة وأن من صورت الفيديو كانت سيدة من جيرانه، حاولت ألا يراها.
وعلقت إحدى المتابعين على الفيديو، قائلة: “لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”، وعلق أغلب المتابعين إما بجملة “حسبي الله ونعم الوكيل”، أو بالإشارة لصفحة المجلس القومي للمرأة، بينما هاجمها البعض لصمتها.
ضرب الزوجة
ظاهرة تعدي الأزواج على زوجاتهم، تكررت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وانتشرت حالات عديدة حول تلك الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار جدلًا واسعًا بين النشطاء.
“سمر.خ” من محافظة الجيزة، تقول إن زوجها كثيرًا ما يتعدى عليها بالضرب والسب، وعندما تخبر أمها تقول لها إن كل الزوجات يتحملن ذلك، في سبيل استمرار الأسرة، بالإضافة إلى محاولات أهل زوجها إرضاءها عندما تشتكى لهم.
وتضيف أن أبناءها شاهدوه أكثر من مرة وهو يتعدى عليها بالضرب، وحاولوا تخليصها منه، وكانوا في قمة غضبهم من والدهم، ودائمًا ما ينتقدوه بسبب تلك الأفعال.
https://www.facebook.com/342031269710937/videos/310250456920357
الأجهزة الأمنية تفحص الفيديو
الأجهزة الأمنية بمحافظة القاهرة، أعلنت أنها تفحص الفيديو المتداول، عقب مطالبات رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بسرعة ضبطه وإحضاره.
“أغلب النساء بنسبة 86% يعانين من مشاكل نفسية نتيجة تعرضهن للعنف على يد الزوج”.. الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء
العنف ضد الزوجات
على مدار عقود طويلة، كانت قضية العنف ضد المرأة قضية شائكة تُعاني منها النساء، ورغم سن تشريعات وقوانين لوضع حدًا لها، إلا أن 8 ملايين سيدة مصرية تتعرض للعنف، و86% من الزوجات يتعرضن للضرب من الأزواج، بحسب الإحصائية الأخيرة للمجلس القومي للمرأة.
ووفقًا لدراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حول “العنف ضد المرأة ودورها داخل الأسرة المصرية”، فإن النساء الحاصلات على مؤهل جامعي فأعلى، سجلت أقل نسبة تعرض للعنف الزوجي بكل أنواعه، وأن الأب غالبًا ما يكون هو مرتكب العنف البدني ضد المرأة عند بلوغها 18 سنة، وأن أغلب النساء بنسبة 86%، قد عانين من مشاكل نفسية نتيجة تعرضهن للعنف على يد الزوج.
كما ذكر الجهاز في دراسته حول “العنف ضد المرأة”، أن كثيراً من النساء اللاتي تعرضن للعنف على يد أزواجهن لجأن لبيت العائلة طلبًا للمساعدة أو للحماية وبلغت نسبتهن 18.3%، موضحًا أن المرأة تتكلف نحو 1.49 مليار جنيه في العام من جراء عنف الزوج منها 831.2 مليون جنيه تقريبًا تكلفة مباشرة، و661.5 مليون جنيه تكلفة غير مباشر.
“عدم الانسجام والتفاهم بين أي زوجين هما سبب انتشار العنف ضد الزوجة”.. اعتماد عبد الحميد، استشاري علاقات زوجية
عدم التفاهم
اعتماد عبد الحميد، استشاري علاقات زوجية، وأستاذة علم الاجتماع، قالت إن عدم الانسجام والتفاهم بين أي زوجين هما سبب انتشار هذه الظاهرة، وأكدت أن الزواج شراكة وليس صراع ولضمان نجاحها لابد من الحافظ عليها.
“عبد الحميد”، أكدت وجود حالة طلاق وخلع كل 4 دقائق، وأن الأهل أيضا السبب في ذلك وكذلك مناهج التعليم، لافتة إلى أنه على الزوجة ألا تعوده على ضربها، وأن تأخذ موقفًا حاسمًا إذا ضربها زوجها لمنع تكرار ذلك.
القضاء على العنف
ترى “عبد الحميد”، أنه للقضاء على العنف ضد المرأة يجب عليها الإفصاح والمصارحة واللجوء إلى من يساعدها، وضرورة التوعية بحقوقها كاملة بكافة أنواعها وكيفية الخروج من صمتها للدفاع عن حقوقها، على أن يكون ذلك دون الإخلال بالقوانين.
واختتمت حديثها مؤكدة على أنه يجب تفعيل دور ومسؤولية المؤسسات المدنية والاجتماعية من خلال إقامة الندوات في الجامعات والمدارس وأماكن العمل النسائية بهدف التعريف بكيفية دفاع المرأة عن نفسها، وأماكن اللجوء لمساعدتها وحمايتها من العنف من قبل الجهات المسؤولة في الدولة.
وكذا تنشئة الرجل وتوعيته بكيفية التعامل مع المرأة وحقوقها، ونشر التوعية بأنها نصف المجتمع.
أظهـرت نتائج دراسات أجرتها اليونسيف عن العنف ضد الزوجات في مصر ،أنه وفقـاً للمحـددات الديموجرافيـة أكثر السيدات اللاتي يتعرضن للعنف الشـديد هن الأكبر سنًا، وتتراوح أعمارهن ما بين 53 عام حتى 59، وأن الأزواج من المستوى التعليمي المتوسط هم الأكثر عنفًا.