كالنار في الهشيم، انتشر هاشتاج “كلنا خديجة”، على موقع التدوينات المصغرة “تويتر”، ليتصدر تريند الموقع بعد ساعات قليلة، من تداول مقطع فيديو لفتاة يمنية تقيم في القاهرة تصرخ بسبب تعرضها للاغتصاب من 3 شباب مصريين.
الفيديو نشرته والداة الفتاة، للتعبير عن مدى معاناة ابنتها مما تعرضت لها، وتداول عدد من النشطاء الحقوقيين خاصة اليمنيين الفيديو، مطالبين السلطات بالتدخل لرد حق الفتاة.
بداية الواقعة
بداية الواقعة، كانت يوم الأربعاء 12 أغسطس الجاري، حيث تلقت الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغًا من والدة الطفلة التي تُدعى خديجة سمير باختفائها من منزلها بدائرة قسم الدقي.
وتبين من تحريات المباحث، أن الفتاة تركت منزلها بسبب خلافات مع والدتها بمحض إرادتها، وتم العثور عليها أثناء البحث، وأكدت التحريات أن الفتاة لم تُختطف أو تُغتصب بل نشبت مشادة كلامية بينها وبين والدتها، فتركت المنزل صباح الأربعاء 12 أغسطس.
السفارة اليمينة، أكدت أنها تواصلت مع الجهات الأمنية، التي تعاونت في البحث عن الطفلة، وأعادتها إلى مسكنها بمساعدة أحد المواطنين المصريين صباح الخميس الموافق 13 أغسطس.
والدة الفتاة تريد عمل لجوء سياسي
المستشارة الثقافية لسفارة اليمن بمصر عائشة العلوقي، تؤكد أن ما تم تداوله كذب وتلفيق، لافتة إلى أن الفتاة عادت دون خدش واحد بجسدها، متسائلة لماذا يتم تداول الأمر من جديد؟
ووصفت “عائشة”، ما يحدث من “رفيدة” والدة الطفلة بالتصرف غير الأخلاقي، قائلة: “أرادت به عمل لجوء سياسي لكندا بعد أن زرع أحد الأشخاص تلك الفكرة في رأسها، فكان الحل هو اختلاق واقعة لا أساس لها من الصحة لبيان مدى الظلم الإنساني الذي تعرضت لها طفلتها وعدم إحساسها بالأمان داخل مصر”.
وأكدت “عائشة”، أن من حرضها للقيام بهذا فصيل يريد إحداث شوشرة في العلاقات اليمينة المصرية، وينتمون إلى الحوثيين، موضحة أنهم منتشرين في مصر لإحداث فتن بين البلدين وعلى الإعلام أن يفتح هذا الملف لكشفهم وإخراسهم.
وأضافت الدبلوماسية اليمنية، أن االفتاة ذهبت مع صديقتها بكامل إرادتها نتيجة خصام مع والداتها، وقامت الأخيرة باستغلال الموقف ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي، مدعية أن طفلتها تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاث شباب جيرانها بمنطقة الدقي.
وتابعت الدبلوماسية: “تم الكشف على الطفلة في مستشفى القصر العيني من قبل أطباء يمنين ومصريين حتى لا تدعي عدم موضوعية الكشف ولم يكن هناك خدش بها بجسدها، وقامت والداتها بوضع فيديوهات ملفقة مستخدمة طفلتها كأداة توضح أنها تنزف وتتألم جراء الحادثة وتم تداوله أيضا من قبل النشطاء دون تحري الدقة”.
واستكملت أن والدة الطفلة نشرت على إحدى مجموعات “واتس اب”، أن ابنتها توفت، فهل تعقل كل تلك التصرفات، معبرة عن استيائها وطلبها ترحيلها من مصر التي لا تستحق التواجد فيها بعد ما حدث، على حد وصف عائشة.
تسهيلات للطفلة ووالداتها عقب الواقعة
وتابعت الدبلوماسية اليمنية، أن جيران الفتاة المصريين عبروا عن استيائهم وتضرر سمعتهم للسفير اليمني الدكتور محمد إمارم الذي كان وقتها بعدن وأمر بنقلها لسكن جديد بمنطقة فيصل، وتسديد قيمة 6 أشهر إيجار ومصاريف تكفيها لفترة.
وسائل التواصل تشعل الفتنة
وأشارت عائشة، إلى أنه منذ سنتين تم قتل سيدة يمنية من قبل سمسار عقارات مصري وقام الأمن المصري بضبطه وإجراء محاكمة عادلة له، وأسفر حكم القضاء عن إعدامه شنقا، موجهة الشكر لرجال الأمن الذين ينتهجون الدقة في كل البلاغات والوقائع التي تقدم لهم.
كما تقدم السفارة، الشكر لكل الجهات الأمنية في مصر، والتي ساهمت في الوصول إلى الحقيقة حول قضية الطفلة اليمنية خديجة سمير، متمنية من وسائل الإعلام والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والمصداقية في كل ما يُنشر عن قضايا الجالية اليمنية المتزايد عددها في مصر، نتيجة الظروف التي تعيشها بلادنا منذ الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة وحتى يومنا هذا.
وترجو السفارة من أبناء الجالية اليمنية، الالتزام بالقوانين والتعليمات الصادرة في بلد الاعتماد واتخاذ الحيطة والحذر عندما يتعلق الأمر بإرسال الأطفال إلى خارج منازلهم.
تسجيل صوتي لوالدة خديجة
نشر تسجيل صوتي لوالدة الطفلة اليمنية “خديجة سمير”، تشكر فيه السفارة اليمنية في القاهرة، وكان نصه كالآتي: “أنا رفيدة الشامي أتقدم بالشكر والعرفان للسفارة اليمينة ممثلة في سيادة السفير محمد علي مارم الله يحفظه حيث تابع قضية بنتي خديجة سمير بشخصه وعادت لي سليمة معافة، وأقدم الشكر لكل من تعاون معنا في هذا الموضوع”.
كما ظهرت الفتاة نفسها في فيديو برفقة أحد النشطاء اليمنيين المهتمين بالقضية تقول: “أنا كويسة ومفيش أي حاجة فيا”، ليرد الناشط قائلًا: “حسبي الله ونعم الوكيل في من ينشر الأكاذيب”.