“من أجل الشرف والكرامة وتكافؤ الفرص للجميع، نتعهد بجلب منطقة، يستطيع فيها الناس متابعة تطلعاتهم نحو السلام والأمن والرخاء الاقتصادي، دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون أو الأصل العرقي”..
بهذه الكلمات بدأت ديباجة اتفاق إنهاء الحرب في غزة التي وقعها “وسطاء السلام” إلى جانب الرئيس الأمريكي، فهل يكون الغد أفضل؟
في شرم الشيخ، انتهت أمس أعمال قمة شرم الشيخ للسلام التي ترأستها مصر والولايات المتحدة، وحضرها قادة وزعماء أكثر من عشرين دولة، بتوقيع “اتفاق غزة” الذي قال عنه ترامب، إنه “انتصار كبير لإسرائيل والعالم”، بينما وصفه الرئيس السيسي، بأنه “ينهي صفحة أليمة من تاريخ البشرية”.
وفي القاهرة، أخلت النيابة العامة سبيل عشرات المتهمين في قضايا “دعم فلسطين”، فضلا عن غيرهم، ممن كانوا محبوسين على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بـ”صيادي كفر مغيزل”.
..بينما قضت محكمة جنايات القاهرة الدائرة الأولى إرهاب بتجديد حبس الحقوقية مروة أبو زيد 45 يوما على ذمة التحقيقات.
في القاهرة أيضا، قالت دراسة، أعدها المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، أن 65% من وفيات الأمهات كانت قابلة للوقاية، وأن “معظم وفيات الأمهات لا تعود إلى أسباب طبية معقدة، بل إلى فجوات في جاهزية النظام الصحي والاستجابة السريعة للحالات الحرجة”.
قمة شرم الشيخ تختتم أعمالها بتوقيع “اتفاق غزة”

اختتمت قمة شرم الشيخ للسلام أعمالها أمس بتوقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وثيقة “اتفاق غزة”.
ونشر البيت الأبيض أمس ليلا فقرات من الوثيقة التي أسماها “إعلان ترامب للسلام والازدهار” جاء فيها:
- نحن الموقّعون أدناه، نرحب بالالتزام والتنفيذ التاريخي الحقيقي من قبل جميع الأطراف لاتفاقية السلام التي طرحها الرئيس ترامب، والتي تنهي أكثر من عامين من المعاناة والخسائر الجسيمة، وتفتح فصلاً جديداً للمنطقة مفعماً بالأمل والأمان والرؤية المشتركة للسلام والتقدم.
– نؤيد وندعم الجهود الصادقة التي يبذلها الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وإحلال سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط. سنعمل معاً لتنفيذ هذا الاتفاق بآلية تضمن السلام والأمان والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، بمن فيهم الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء.
– نؤمن أن السلام الدائم هو الذي ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالازدهار مع حماية حقوقهم الإنسانية الأساسية وضمان أمنهم وحفظ كرامتهم.
ترامب: حرب غزة انتهت وقف إطلاق النار سيصمد والسيسي رجل قوي للغاية

الرئيس الأمريكي قال، إن الحرب في غزة انتهت، وأن الاتفاق سيصمد، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية من المحادثات بدأت بالفعل.
ترامب اعتبر، أن اتفاق غزة يُعدّ “انتصاراً مذهلاً لإسرائيل والعالم”، على حدّ تعبيره.
وأضاف: “كثير من الناس يريدون حل الدولة الواحدة، والبعض الآخر يريد حل الدولتين، ونحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة، ولا نتحدث عن حل دولة واحدة أو دولتين”.
وفي لقائه مع الرئيس السيسي على هامش القمة، وصف ترامب نظيره المصري، بأنه “رجل قوي للغاية”، مضيفاً: “لا توجد جريمة لديهم، إنه يوقفها قبل أن تبدأ”.
السيسي: الاتفاق “يُنهي صفحة أليمة”

الرئيس عبد الفتاح السيسي وصف الاتفاق من جانبه، “يفتح حقبة جديدة من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط“، معتبراً أن اللحظة “تاريخية”، وأن الاتفاق “ينهي صفحة أليمة من تاريخ البشرية”.
النيابة العامة تخلي سبيل عشرات المحبوسين على ذمة “برج مغيزل “و”دعم فلسطين”
قالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن النيابة العامة أعلنت في بيان، أصدرته في أكتوبر الجاري عن إخلاء سبيل قائمة، تضم 38 متهمًا، موزعين على سبع قضايا حصر أمن الدولة العليا.
وأضافت المبادرة، أن قرارات إخلاء السبيل سبقتها قرارات مشابهة، شملت إخلاء سبيل عدد من المتهمين في قضايا مختلفة مثل، القضية 662 لسنة 2020 المعروفة إعلاميًا باسم قضية “صيادو برج مغيزل”، والقضية 3434 لسنة 2024 والمعروفة إعلاميًا باسم قضية “ثورة الكرامة” إلى جانب عدد من القضايا المعروفة إعلاميًا باسم قضايا “دعم فلسطين”.
وتابعت: “قررت النيابة الفترة الماضية، إخلاء سبيل نحو عشرين متهمًا موزعين على القضية 2468 لسنة 2023، والقضية 2635 لسنة 2023 حصر أمن الدولة العليا، وهي قضايا ظهرت في أكتوبر 2023 بالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على خلفية قيام عدد من المواطنين المصريين بالتظاهر؛ إبداءً لتضامنهم مع القضية الفلسطينية”.
وحصل أمين شرطة متهما على ذمة القضية 717 لسنة 2024 حصر أمن الدولة على إخلاء سبيل بعد عام ونصف من الحبس الاحتياطي، بعدما ألقي القبض عليه لتسلقه لوحة إعلانات لرفع علم فلسطين.
واعتبرت المبادرة ان هذه القرارات خطوة إيجابية أوقفت ظلمًا ومخالفات قانونية بحق قائمة من المتهمين وشددت المبادرة على ضرورة صدور عدد أكبر من القرارات المماثلة، خاصة في القضايا مفتوحة منذ سنوات.
الدائرة الأولى إرهاب تجدد حبس الحقوقية مروة أبو زيد

وفي سياق متصل، قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، إن الدائرة أولى إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة ،المنعقدة بغرفة المشورة، الأربعاء الماضي، برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني، أصدرت قرارا بتجديد حبس مروة سامي أبو زيد عبده، البالغة من العمر 44 عامًا، وهي ناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان، وذلك لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 7887 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، على خلفية اتهامات تتعلق بـ”نشر أخبار كاذبة” و”تمويل جهات محظورة”.
وكانت السلطات الأمنية بمطار القاهرة الدولي ألقت القبض على مروة أبو زيد في 25 يناير الماضي، أثناء إنهاء إجراءات وصولها من المملكة العربية السعودية عقب أدائها مناسك العمرة، وعرضتها على النيابة التي قررت حبسها على ذمة التحقيقات.
مروة أبو زيد، هي زوجة عبد الرحمن محمد حسن دابي، الذي يقبع في السجن منذ إبريل 2014، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية تظاهر، حسب بيان سابق للجنة العدالة.
د. عمرو حسن: وفاة الأمهات خلال الولادة ليست حدثًا طبيًا بل انتهاكًا لحق الإنسان في الحياة

قال الدكتور عمرو حسن أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، والمقرر السابق للمجلس القومي للسكان، أن “معظم وفيات الأمهات خلال الولادة لا تعود إلى أسباب طبية معقدة، بل إلى فجوات في جاهزية النظام الصحي والاستجابة السريعة للحالات الحرجة”، في حين كانت 15٪ فقط غير قابلة للوقاية، و20٪ من الحالات تفتقر إلى بيانات كافية، مما يعكس الحاجة إلى تحسين أنظمة التوثيق والرصد.
واعتبر د. عمرو، أن “”وفاة الأم ليست حدثًا طبيًا فحسب، بل انتهاكًا لحق الإنسان الأول: الحق في الحياة”.
مضيفًا: “كل وفاة أم ليست رقمًا في تقرير، بل إنذارا، بأننا تأخرنا في حمايتها”.
جاء ذلك أثناء مشاركته في جلسة رفيعة المستوى بعنوان: “من أجل أمومة آمنة: تمكين مقدمي الرعاية الصحية لحماية حياة الأمهات”، برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للجمعية العالمية للنساء الطبيبات (MWIA) بالتعاون مع القمة العالمية لصحة المرأة (WISH)، والذي عقد في القاهرة خلال الفترة من 12، وحتى اليوم 14 أكتوبر 2025.
وتطرق د. عمرو حسن إلى الزيادة المقلقة في معدلات الولادة القيصرية في مصر، مشيرًا إلى أنها تجاوزت الحدود الموصى بها عالميًا من قبل منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أن “الولادة القيصرية المنقذة للحياة لا ينبغي أن تتحول إلى إجراء روتيني”، داعيًا إلى التوسع في برامج الولادة الطبيعية الآمنة وتفعيل مراجعة طبية مستقلة لكل ولادة قيصرية غير مبررة.
تطورات غزة والضفة وسوريا ولبنان.. اشتباكات في غزة مع “متعاونين” واقتحامات في طولكرم.. الشرع: “لم نستفز إسرائيل ولا نريد الحرب معها”
غداة توقيع “اتفاق غزة” وفي اليوم الخامس لسريان اتفاق وقف إطلاق النار، شهد القطاع اشتباكات عنيفة، تدور منذ الصباح شرق جباليا بين عناصر أمن تابعين لوزارة الداخلية وخارجين عن القانون ومتعاونين مع الاحتلال، بحسب مصادر من حركة حماس.
في الضفة الغربية، اعتدى مستوطنون على فلسطينيين وممتلكاتهم، وأحرقوا مركبة في بلدة بيتين شرق رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
واقتحمت قوات الاحتلال منازل عدد من الأسرى المحررين بالضفة الغربية المحتلة، كما أزالت صور الشهداء والأسرى من ضاحية شويكة في طولكرم.
من جانبه، قال قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، أنّ العدو الإسرائيلي يتمادى في اعتداءاته واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، مشيراً إلى الاعتداء الأخير الذي وقع في منطقة المصيلح، جنوبي لبنان.
وأضاف هيكل، أنّ الاعتداءات الإسرائيلية؛ تتسبب بسقوط شهداء وتخلّف أضراراً مادية كبيرة، معتبراً أنها تمثل تهديداً مستمراً للبنان، وخرقاً فاضحاً للقوانين الدولية، واتفاق وقف الأعمال العدائية.
بينما قال رئيس الإدارة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني سابقاً” في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على قناة CBS NEWS الأمريكية: “لم نستفز إسرائيل منذ وصولنا إلى دمشق، ولا نريد أن تشكل تهديداً لها أو لأي دولة أخرى”.
وشدد على أن استهداف إسرائيل للقصر الرئاسي لم يكن لإيصال رسالة، “بل إعلان حرب”، لكنه أوضح، أن دمشق “لا ترغب في خوض الحروب”.