أمريكا تعرقل جهود روسيا في سوريا

استفزازت أمريكا لروسيا لن تؤدي إلى نشوب حرب بينهما

علاقة روسيا بحزب الله إيجابية

روسيا تعتبر وجود إيران في سوريا شرعي

 

تجاذبات عسكرية روسية – أمريكية دارت مؤخرا  فى شرق سوريا، خطوط حمراء فرضت من قبل دول شرعنت تواجدها وأخرى في حكم المحتلة، صدامات تنبئ بشرارة حرب بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية مقتل ضابط روسي برتبة لواء وإصابة آخرين إثر تفجير تعرضوا في محافظة دير الزور، ما دفع بروسيا إلى إطلاق عملية “الصحراء البيضاء” لتمشيط منطقة البادية السورية الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود مع العراق.

ولتسليط الضوء على هذه التطورات، أجرينا هذا الحوار مع المحلل السياسي الروسي أندريه أنتيكوف، الذي أكد أن عملية “الصحراء البيضاء” نوع من الانتقام من المسلحين والإرهابيين. كما ذكر أن الولايات المتحدة تواصل الاستفزازات وتدريب المسلحين، كذلك تشجع الأكراد على إقامة ما يسمى بالكيان الفيدرالي في شمال شرقي سوريا، فإلى نص الحوار..  

بداية.. لماذا أطلقت روسيا عملية “الصحراء البيضاء”؟

عملية “الصحراء البيضاء” هي نوع من الانتقام من المسلحين والإرهابيين الذين قاموا بقتل الجنرال الروسي، لكن إذا عدنا إلى بيان وزارة الدفاع الروسية، فقد أشار إلى أنه يتم تدريب المسلحين في قاعدة “التنف” العسكرية الواقعة تحت سيطرة التحالف الدولي، كما يتم سحب قادة “داعش” من تلك المناطق بالمروحيات الأمريكية.

أنت تتهم إذًا واشنطن بالوقوف وراء هذه العمليات؟

روسيا اتهمت أمريكا بالفعل بعرقلة دورية في سوريا، وهي ليست المرة الأولى، فواشنطن دائمًا تحاول استغلال هذا التوتر في مناطق شرق سوريا واستخدامه كذريعة لبقاء جنودها على الأراضي السورية تحت مسمى مكافحة الإرهاب، لكن هناك حقيقة واضحة، وهي أن من يصنع الإرهاب هو أمريكا نفسها.

هل هناك تحدٍّ روسي – أمريكي في سوريا قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية؟

برأيي الشخصي أن واشنطن هي من تتحدى، وما حصل مؤخرًا من تصادم بين القوات الروسية والأمريكية ومحاولة الأخيرة عرقلة تقدم الروس رغم إعلامهم بالإحداثيات والمعلومات حول القافلة الروسية التي ستمر من المنطقة.

أمريكا تصرفت بشكل طائش، وهو تصرف ليس بجديد، فكانت هناك محاولات سابقة في شهر يونيو حيث سعت إلى فرض التحدي على روسيا، بالإضافة لفرض قواعد لعبها على موسكو في المناطق السورية، ففي حال تنازلت القوات الروسية أمام هذه الضغوط والاستفزازات سنشاهد تصاعد هذه التصرفات عن السابق، لكن لا أرى أن يتحول إلى صدام شامل.

وهل ستواصل أمريكا هذه الاستفزازات؟

المؤكد بالنسبة لي أن أمريكا ستواصل الاستفزازات وتدريب المسلحين، كما ستشجع الأكراد على إقامة ما يسمى بالكيان الفيدرالي في شرق سوريا لمنعهم من التفاوض مع الدولة السورية للوصول إلى مصالحة عامة.

وما هي الجماعات المسلحة التي تستهدفها روسيا؟

الجماعات المسلحة التي تود روسيا القضاء عليها هم جماعات “داعش” أو ما انشق عنها، بالإضافة لـ”مغاوير الثورة” التي يصنفها البعض على أنهم معتدلة بانضمامها لما يسمى بجيش سوريا الحر، لكن هذه العناصر يتم تدريبها بالقرب من قاعدة “التنف” لتستخدم بعد ذلك في عمليات اعتداء على الجيش السوري أو القوات الروسية بالقرب من حمص أو مناطق أخرى لذلك تعتبر هذه الاعتداءات كتحد لها، لكن من المؤكد أن روسيا لن تقوم بضربات ضد وحدات حماية الشعب الكردية أو سوريا الديمقراطية بشكل عام لأن الأكراد جزء من الشعب السوري وهناك جسر تواصل بين الأكراد وروسيا، كما تدعم موسكو دائمًا مشاركتهم في الحياة السياسية السورية، ولعبة أمريكا مكشوفة باستخدامهم كورقة جوكر.

هل هناك تغير في قواعد اللعبة على الأرض السورية؟

لا يوجد تغيير في قواعد اللعبة أو بشأن الخطوط الحمراء، أمريكا تستفز القوات الروسية ليس أكثر، أما الدور السوري فإنه مهم للغاية، فهو مفصلي بفرض خطوط جديدة لأن السلطات السورية تتحدث دائمًا عن المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الأجنبي، وبتنظيم هذه المقاومة في الأماكن المحتلة من قبل واشنطن سيتم إجباره للانسحاب من سوريا.

وبشأن علاقة روسيا بـ”حزب الله” وإيران.. كيف ترى هذه العلاقة؟

شاهدنا مؤخرًا لقاءً للسفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين، مع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

حينها وصف العلاقة بين روسيا وحزب الله بـ “المهمة جدًا” والإيجابية، لأن حزب الله شارك بشكل فعلي وإيجابي في عملية مكافحة الإرهاب في سوريا، ومواقف الجانبين متوافقة حول ضرورة سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأيضًا هناك توافق بوقف الضربات الإسرائيلية، وفي النهاية هناك توافق حول الوجود الإيراني في سوريا لأن روسيا تعتبره شرعيًا.