الحفاظ على البيئة، وتنظيف مياه النيل، أمر يشغل بال الكثير من الفتيات والشباب في المدن المصرية المختلفة، مما اضطر عدد من الشباب المصري، لتدشين حملة “جرينش”، والتي تهدف للاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها من التلوث، وحماية النيل والحفاظ على المياه، ووقف إلقاء المخلفات به.
“فتحية السيسي”، إحدى أعضاء الحملة، تقول إن الفكرة التي جمعتها مع باقي أعضاء الحملة، هي الإيمان بأهمية البيئة، وتأكيد الحفاظ عليها، فبدأت الفكرة في الخروج خارج العاصمة، والتنقل عبر المحافظات المصرية المختلفة لنشر ثقافة الحفاظ على البيئة، لافتة إلى أن الحملة تستهدف وقف إلقاء المخلفات في الشوارع ووقف إلقاء البلاستيك بمياه النيل.
مليون ناشط بيئي
“تمكين مليون ناشط بيئي”، هذا هو هدف الحملة، حيث يتنقل أعضائها بين المحافظات المصرية، ويعدون ورش عمل لتأهيل المشاركين بها محاولة منهم لنشر الفكرة والتأكيد عليها بمحيطهم، فكما قالت “فتحية”: “نريد لجرينيش أن تستمر بوجودنا أو دون وجودنا”.
تروى “فتحية”، أن فكرة الحملة بدأت منذ عدة أشهر، فالجميع يقرأ كلمة التلوث البيئي في الكتب والمقالات وغيرها، لكن لا أحد يلتفت لآثارها أو نتائجها، حتى قررت هي وأعضاء الفريق الانتباه لهذا الخطر الداهم، فسعوا للمساهمة في مواجهته، من خلال التوعية في المحافظات المختلفة بأهمية عدم إلقاء القمامة والمخلفات في الشوارع بشكل عام، وفي مياه النيل بشكل خاص.
فريق الحملة، قرر الخروج خارج إطار القاهرة، والتنقل بين المدن والمحافظات المختلفة، لنشر ثقافة الاهتمام بالحفاظ على نظافة البيئة ونهر النيل، وبالفعل وجد أعضاء الفريق تفاعلًا من قبل العديد من الشباب بمحافظات مختلفة، فذهبوا لأماكن عدة منها الإسكندرية والبحر الأحمر، والمنيا، وشرم الشيخ والأقصر، كما يسعون لزيارة كافة المدن والمحافظات المصرية.
متطوعون بالمحافظات
أصبح لـ”جرينيش”، أعضاء متطوعون في محافظات مختلفة، يؤمنون بالفكرة ثم يعملون على نشرها، فالحفاظ على البيئة أصبح من أولوياتهم، والحفاظ على مياه نهر النيل أيضًا، من خلال حملات التوعية المختلفة، والتي تتم جميعها بالتعاون مع وزارة البيئة المصرية.
كيفية الحفاظ على البيئة، وأماكن إلقاء القمامة وتدويرها، وكيفية التخلص من البلاستيك، جميعها عناوين مصغرة لمواضيع كبيرة شغلت أعضاء الحملة، فاجتهدوا في البحث عن المعلومات المختلفة عنها، لنقلها للآخرين، والذين سينقلونها بدورهم لقطاع آخر، حتى يصبح الجميع صديقًا للبيئة ومحبًا لها، بحسب قول أعضاء الحملة.
تُنظم الحملة، دورات تدريبية لشباب المحافظات المختلفة، فيسافرون لها ويشرحون لشبابها مخاطر التلوث البيئي، وينظمون معهم حملات نظافة للشوارع، ومياه النيل أيضًا، كما يشرحون لهم خطورة البلاستيك والطرق الآمنة للتخلص منه بدلًا من إلقاءه في المياه.
إعادة تدوير البلاستيك
يسعى أعضاء الحملة، خلال الفترة المقبلة، بالتعاون مع جهات مهتمة بإعادة تدوير البلاستيلك والمخلفات، لتصميم ماكينات للتدوير، لمواجهة التلوث البيئي والحد منه، والاستفادة أيضًا من المخلفات البلاستيكية، كما شاركت الحملة بالتعاون مع وزارة البيئة، في تنظيف نهر النيل، وأسفرت الحملة عن رفع أطنان من القمامة والمخلفات كانت ملقاه في نهر النيل.
“شادي عبد الله” مدير حملة “جرنييش”، يوضح أن الحملة تعمل في التوعية بكل ما يخص البيئة، وتشرح للمواطنين مصطلحات عدة قد تكون غائبة عن البعض، مثل الاحتباس الحراري وغيرها من المصطلحات، مشيرًا إلى أن الحملة تعمل بالتمويل الذاتي.
ويضيف “عبدالله”، أن الفريق استطاع يوفر دخله الخاص، من خلال التعامل مع بعض الشركات التي تطلب منهم الاقتراحات والنصائح في مجال البيئة، خاصة وأن مدير الحملة عمل من قبل في مجال البيئة ويتمتع بخبرة في هذا المجال.
تتطلب الشركات من “جرينيش”، إعداد التقييمات لها، حول ما تنفقه تلك الشركات في المخلفات والكهرباء وغيرها، ووضع التوصيات التي تساعد في تقليل النفقات على تلك البنود، كما أن هناك برنامج “أونلاين”، يمكن للشركات الانضمام له وإدخال الفواتير الخاصة بهم ويتلقون الاستشارات على أساس استخدامهم وكيفية تقليله، وتقليل الانبعاثات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون عند شركات النقل مثلًا والاعتماد على الطاقة الشمسية وغيرها من الطرق، لتتحول الشركات لصديقة للبيئة.
بجانب الجزء الخدمي يقدم الفريق جزء توعوي، من خلال التوعية بمخاطر تلوث البيئة ومياه النيل، وحملات تنظيف مياه النيل بالمدن والمحافظات المطلة عليه، ووقف إلقاء البلاستيك به، ونشر ثقافة التخلص الآمن من البلاستيك، واستطاع الفريق تدوير مخلفات البلاستيك لحقائب ومقالم، يمكن استخدامها وتطويرها، كما أنهم يتواصلون مع المراكز التي تضع الأدلة التدريبية الخاصة بالبيئة ويعملون على ترجمته للغة العربية للاستفادة منه.