تجمهر عدد من المواطنين في شارع السبع بنات بمنطقة المنشية في الإسكندرية، خلال الساعات الماضية.
حاول البعض استغال التظاهرات لإظهار معارضة الدولة، وبثوا مقاطع التظاهرات على وسائل التواصل الاجتماعي، على أنها اعتراضًا من الأهالي على حملة حكومية لإزالة المباني المخالفة، و لكن البعض الآخر أشار إلى أنها ردًا على حملة إزالة الإشغالات للباعة الجائلين في الشارع.
شارع «السبع بنات» يعد أحد أهم وأعرق شوارع الثغر، ويشتهر بتجارة الأدوات الكهربائية، ويبدأ من ميدان المنشية حتى منطقة اللبان، وينتهي على حدود طريق القباري.
ويشتهر الشارع بالجمال الحضاري، لكنه تحول إلى شارع ملئ بمواقف السيارات، والباعة الجائلين، وأصحاب عربات الفول، بجانب الباكيات المنشأة على أرصفة الشارع وتحديدًا على صور مبنى الإدارة التعليمية للجمرك وغرب الإسكندرية، وانتشرت بالشارع العشوائية التي أفقدته جماله وطمست معالمه وتاريخه، وأصبح شارع التكدس والزحام.
ما حقيقة التظاهرات؟
في تصريح له تعقيبًا على الأحداث بعد تداول الفيديوهات، قال رئيس حي الجمرك بالإسكندرية محمود شحاته بريك، إن الحملة ليست لإزالة مخالفات المباني، كما تداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وأضاف “بريك”، أن الحملة خاصة بإزالة الإشغالات في شارع السبع بنات بالمنشية، موضحًا أن الحملة شهدت رفض عدد من الباعة الجائلين الإزالة، وأن الحملة كانت على مدار يومين.
وشهدت حملة إزالة إشغالات الباعة الجائلين بشارع السبع، اعتراض عدد من الباعة على إزالتهم من الشارع.
وقاوم الباعة الجائلون قوات تنفيذ الإزالة بالشارع، وسط هتافات بالرفض ومشادات مع القوات التي أحضرها حي الجمرك، لإزالة التعديات، وهو ما اجتزائه البعض وصوره، وقال إنها تظاهرات سياسية.
الأجهزة التنفيذية تحارب الإشغالات والتعديات
ولم تكن تلك المرة الأولى خلال هذا الأسبوع لإزالة المخالفات، فقد شنت إدارة شرطة المرافق بمديرية أمن الإسكندرية، الجمعة الماضي، حملات موسعة بمنطقة المنشية، لرفع كافة الإشغالات.
وأزالت الحملة كافة الإشغالات في عدة شوارع منها: “الجزائر، وإسطاسي، وحمام الورش، وخلف مركز المنشية الطبي، وسوق الحقانية تقاطع الجزائر”.
الباعة الجائلين
أوضح أهالي منطقة المنشية بالإسكندرية، حقيقة تظاهرات الباعة الجائلين من خلال موقع التدوينات الصغيرة “تويتر”، فقالت مواطنة إن فيديو الإزالة لمجموعة من المحلات التي بناها الباعة بشكل مخالف على الرصيف في شارع السبع بنات بجوار مبنى المنطقة التعليمية، معلنةً رفضها لكل التدوينات التي ذكرت أن الحملة جاءت لهدم المنازل وتم اختلاق الأمر.
فيما، قالت أخرى “ولله يا جماعة اللي حصل ده كانت حملة لإزالة إشغالات الطريق في حي المنشية، وسوق الورق، والسبع بنات مش إزالة مباني خالص”.
تدوينات مجهولة
لكن أغلب الحسابات التي قامت بإعادة نشر فيديوهات التجمهر لأهالي منطقة المنشية بالإسكندرية على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” بدعوى أنها تظاهرات ضد الدولة، هي نفسها الحسابات التي دعت لتظاهرات في 20 سبتمبر ضد قانون “التصالح على البناء”.
وغردت تلك الحسابات من قبل ضد التصالح على المباني الذي أثار جدلاً واسعًا في مصر، بعد قرار الحكومة بإزالة التعديات على الأراضي الزراعية المملوكة للدولة، والمباني المخالفة التي بنيت في السنوات الأخيرة.
وكان إعلان محافظ الدقهلية بإزالة 1200 منزل وإخلاء 3700 أسرة منها، حسب الصفحة الرسمية للمحافظة، بمثابة تهديد واضح وصريح للمخالفين بأن الأمر فعلي وينفذ.
السيسي يرد
وصل حجم مخالفات البناء إلى نحو 2.8 مليون وحدة سكنية مخالفة، وفي الإسكندرية وحدها، تجاوز عدد المخالفات 132 ألف مخالفة، خلال الأعوام بين 2011-2019.
في أول سبتمبر الجاري كان خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، واضحًا خلال افتتاح مشروع محور ترعة المحمودية في محافظة الإسكندرية، وبحضور المحافظ ورئيس الوزراء، قال إنه على استعداد لمغادرة السلطة إذا طلب الشعب ذلك، بعدما وصل لمسامعه حالة الغضب من حملة إزالة المخالفات، وتخوف البعض من أن تصل لهم وظهور هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب برحيله.
كما لوح السيسي بإنزال الجيش إلى “كل قرى مصر، لإزالة “التعديات، قائلاً: “نهاية الـ6 أشهر اللي حددناها تطلع خريطة فيه أحياء لن يسمح بالبناء فيها مرة أخرى، وأحياء سيتم السماح بدور أو اثنين فقط”.
الدولة لا ترغب في إزالة المباني المخالفة
أرسل رئيس الوزراء مصطفي مدبولي، رسالة طمأنة للمواطنين، موضحًا أن هناك فترة سماح شهرين للمواطن بعد تقديم طلب التصالح بمخالفات البناء، وأن هناك شهادة لكل شقة متصالح عليها في مصر، مشددًا أن نموذج 3 يوقف هدم العقار المخالف، وفقدان مصر نحو 90 ألف فدان من الأراضي الزراعية.