لا تنتهي أزمات مجلس إدارة النادي الأهلي في الفترة الأخيرة إلا ويشار بأصابع الاتهام دائمًا لتركي آل الشيخ مالك نادي بيراميدز السابق ورئيس هيئة الترفيه السعودية، فمنذ انفصاله رسميًا وقبلها بمدة شكليًا عن الإدارة كونه رئيس شرفي للنادي الأهلي، وبدأت الخلافات تدب بين الطرفين، وكل همه أن يشعل غضب جماهير الأهلي على إدارته ويظهر فشلها وعدم نجاحها في إدارة ملف فريق الكرة تحديدًا، وتركه لنجوم النادي وهروب بعضه لبيراميدز منافسه الجديد بالفترة الأخيرة، وكان أخرها رمضان صبحي ورفضه النادي الأحمر مقابل ملايين نادي الأسيوطي سابقًا.
ولكن “تركي” لم يرض أبدًا بدخوله كطرف خفي في كل تلك الأزمات التي توقع كبلاء على الأهلي وإدارته وجماهيره بالفترة السابقة، مؤكدًا أنه أصبح خارج الصورة تمامًا وأنه يركز مع ناديه الجديد ألميريا الإسباني فقط، ولا يشغل باله مطلقًا ببيراميدز أو إدارة الأهلي في الفترة الحالية، لكن لا تدخل تلك الحجة على جماهير وإدارة الأهلي التي تؤكد بثقة أن الوزير السعودي لديه دخل كبير بكل تلك الأحداث انتقامًا من إدارة الخطيب والأهلي لأنهم لم يسمحوا له بفعل كل ما يريد داخل النادي العريق وأخذ كل “الشو” الإعلامي والجماهيري لصالحه فقط كما فعل بأكبر أندية السعودية بالسنوات الماضية عندما كان رئيسًا لهيئة الرياضة السعودية.
ولذلك نستعرض في النقاط الآتية 3 شواهد تؤكد علاقة تركي آل الشيخ بالأحداث الأخيرة التي تحدث للنادي الأهلي، بهدف إضعافه وإظهار مجلس الخطيب غير قادر على إدارة شؤونه ومن ثم يظهر بأنه المنقذ للجماهير، أو كما قال بشكل علني سابقًا “معادنا في الانتخابات القادمة” ما معناه أنه متدخل وسيتدخل بشدة في النادي بالفترة القادمة ليطيح بمجلس بيبو من موقعه والإتيان بمرشح آخر ينفذ من خلاله طموحاته داخل القلعة الحمراء.
أزمات سابقة تشير لوجوده
أشهر الأزمات التي خسر بها الأهلي وحاول إضعاف مجلس إدارته أزمة عبدالله السعيد وما فعله بعد رفض الأهلي له عند علمه بتوقيعه للزمالك، قام بإعارته لأهلي جدة السعودي ثم أعاد للدوري المصري من بوابة بيراميدز بأعلى عقد في تاريخ الدوري المصري مقابل 40 مليون جنيه في الموسم، ثم موقفه تجاه أحمد فتحي في الخفاء ودعمه على الرحيل لبيراميدز وعدم تجديد عقده مع الأهلي، نفس الأمر الذي حدث مع رمضان صبحي وعدم اتفاقه مع الفريق الأحمر وتفضيله لعرض بيراميدز نادي تركي السابق.
مرورًا بالأزمة الأشهر لتدخله بها والخاصة بحسام عاشور قائد الأهلي السابق الذي وافق بعد فترة مفاوضات على شروط النادي والاعتزال، إلا أن تأخر مسؤولي الأهلي أعطى تركي الفرصة للدخول في الأزمة وتحويل عاشور ضد مجلس الإدارة وانتقادهم وإظهارهم بالصورة الضعيفة الناكرة لقادة النادي، ما أدى لسحب الأهلي لعرضه للاعب والسماح له بالرحيل دون حتى تكريم، مقابل وعد من تركي له بتعويضه ماديًا عن ذلك والقيام بمباراة اعتزال له على نفقته الخاصة، كل تلك الأزمات تؤكد أن الرجل السعودي ليس خارج الصورة بل هو متواجد وبقوة في كل أزمات الأهلي تحديدًا مع نجومه ووضعه أمام جماهيره.
تعليق دائم بالنفي على صلته بالأحداث
إصرار تركي آل الشيخ الدائم على نفي أي صلة له بأي حدث أو أزمة تصيب الأهلي بالفترة الأخيرة، هو دليل إدانة له في الحقيقة على تواجده بشكل خفي وراء أغلب تلك المشاكل الأخيرة، فلا يترك أزمة إلا ويخرج ينتقد من خلالها الإدارة ثم نفي صلته بالمشكلة الرئيسية، وظهر ذلك كثيرًا عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وعلى رأسها أزمة فتحي ثم عاشور وأخيرًا رمضان صبحي، حتى أنه خرج قبل يومين فقط ليلمح بأن الأهلي خسره كثيرًا وأنه أصبح بلا سور من بعده.
هذا النفي المستمر لصلته بالأحداث يوحي للأغلبية بأنه وراء كل هذه الأزمات، باعتماد قاعدة بسيطة في علم النفس أنه من يردد نفي الفعل نفسه كثيرًا فانه يريد أن يقول بأنه مشارك ولكن بصورة غير مباشرة، تلك القاعدة تنطبق تمامًا على حال آل الشيخ مثلما يقول المثل الشعبي الدارج “يكاد المريب أن يقول خذوني”.
مصلحة مشتركة وعداء لمجلس الخطيب
بلا شك بعد كل هذه العداوة مع مجلس إدارة الأهلي الحالي برئاسة محمود الخطيب، لدى السيد تركي آل الشيخ مصلحة واضحة في إبعاده عن الصورة، وهي الغاية التي يهدف إليها بعدة وسائل حتى لو في الخفاء مثل أزمات اللاعبين الأخيرة والغريبة على الأهلي طوال تاريخه وبالكثرة تلك في وقت قصير للغاية، إذا فهو لديه مصلحة من وراء كل تلك الأفعال وبالتالي فإن وجوده في الصورة مبرر وإلا لو كما يقول بأنه أصبح غير مهتما بكل ذلك الضجيج لما علق أو تناول أو اشترك بكل تلك الأزمات الأخيرة لا بالفعل أو القول.
ولكنه كان متواجدًا ربما أكبر من الحدث نفسه، وهو ما لاحظته جماهير الأهلي وأصبحت تعتبره عدوها الأكبر وتهاجمه في كل منشور له على علاقة بالأهلي أو مجلسه أو أزماته بالفترة الأخيرة، وأصبح غير مرحب به تمامًا من قبل الغالبية العظمى للجماهير الحمراء.