لم تكد تمر ساعات على اندلاع حريق في مخزن للزيوت وإطارات السيارات في مرفأ بيروت الخميس، حتى هز انفجار قبل قليل مدينة الزرقاء الأردنية، ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول تزامن مثل هذه الحوادث.
ووقع الحادثان بعد أكثر من شهر على انفجار هائل دمر ميناء بيروت والمنطقة السكنية المحيطة به في العاصمة اللبنانية.
انفجار الأردن
الانفجار الذي وقع في وقت مبكر من اليوم في مدينة الزرقاء، شمال شرق العاصمة عمان، أعقبه اشتعال حريق ضخم.
ولم يسفر الانفجار عن سقوط ضحايا بحسب وزير الصحة الأردني سعد جابر في تصريحات صحفية.
وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بأن انفجارًا وقع الجمعة في أحد مستودعات الذخائر قيد التفكيك القريبة من مدينة الزرقاء.
وأكد المصدر أن المستودعات التي وقع فيها الانفجار تقع في منطقة غير مأهولة بالسكان، وشكلت لجنة للوقوف على أسباب الانفجار.
انفجار أم أكثر؟
جاء هذا في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة “رويترز”، عن مصدر عسكري أردني قوله إن سلسلة انفجارات قوية هزت قاعدة عسكرية على مشارف مدينة الزرقاء.
وتضم محافظة الزرقاء العديد من معسكرات الجيش الأردني.
السبب قنبلة
وكانت تقارير إعلامية محلية، قد ذكرت أن الحادث نجم عن انفجار قنبلة من مخلفات الأمن الداخلي في منطقة الغباوي بمدينة الزرقاء.
فيما أشارت ترجيحات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يكون وراء الانفجار.
بدوره، ذكر وزير الدولة لشؤون الإعلام، أمجد العضايلة، في بيان، أن “التحقيقات الأولية تشير إلى أن الانفجار نتج عن تماس كهربائي في المستودعات التي تقع في منطقة معزولة وغير مأهولة بالسكان وتخضع للمراقبة المباشرة بواسطة الكاميرات”.
حريق المرفأ
والخميس، اشتعلت النيران في مخزن للزيوت وإطارات السيارات في مرفأ بيروت.
وشب الحريق في المنطقة الحرة المدمرة بالمرفأ ودفع بعض السكان للفرار من المدينة التي لا تزال تعاني صدمة الانفجار الذي وقع الشهر الماضي وبدأ باندلاع حريق في المرفأ أيضًا.
وأثار الحريق حالة من الهلع في بيروت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهتها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس أنها تخزّن حصصاً غذائية وكميات كبيرة من الزيت داخل المستودع الذي اندلعت فيه النيران في مرفأ بيروت، ما قد يهدد بعرقلة عملياتها الإنسانية.
وكشف وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، أنّ المعلومات الأولية حول الحريق تفيد بأن “أحدهم كان يقوم بورشة تصليح مستخدماً صاروخاً، ما أدى إلى تطاير شرارة واندلاع الحريق”.
ولفت إلى أنّ الحريق اندلع في مستودع بعيد عن العنبر رقم 12.
شكوك حول سبب الحريق
وأثار اندلاع الحريق الخميس شكوكاً لدى سياسيين وحقوقيين تساءلوا عن سبب اندلاعه في “مسرح جريمة”.
وأظهرت لقطات تلفزيونية رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد النيران في الميناء حيث دمر الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس مستودعات وصوامع حبوب خرسانية.
انفجار مرفأ بيروت
وفي الرابع من أغسطس الماضي، هز انفجار مروع العاصمة اللبنانية، كما أنه أودى بحياة نحو 190 شخصًا وأدى لإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين.
ودمر الانفجار مساحة شاسعة من بيروت بالقرب من المرفأ.
ونتج الحادث عن انفجار كمية ضخمة من نترات الأمونيوم ظلت مخزنة في الميناء لسنوات دون مراعاة لإجراءات السلامة.
وتحقّق السلطات في انفجار المرفأ الذي عزته إلى 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ أكثر من ست سنوات داخل العنبر رقم 12 من دون إجراءات وقاية كافية.