لازال إعلان السلطات الألمانية، عن اكتشاف أول حالة إصابة بحمى الخنازير الأفريقية في البلاد، يلقي بظلاله، حيث أفادت صحيفة “بيلد” بأن الإعلان أصاب المجتمع الألماني بالفزع.
وكانت الحكومة الألمانية، قد أعلنت الخميس الماضي، تأكيد وصول حمى الخنازير الأفريقية للمرة الأولى إلى ألمانيا، بحسب “دويتشة فيلة”.
وصرحت وزيرة الزراعة يوليا كلوكنر، بأنه ثبت وجود الوباء الحيواني الذي لا يشكل خطورة على الإنسان للمرة الأولى في ألمانيا لدى خنزير بري نافق بولاية براندنبورج.
حالة من الفزع
صحيفة “بيلد”، قالت إنه بعد ظهور الفيروس، أصيب المجتمع الألماني بالفزع.
وذكرت الصحيفة، أن تجار صناعة اللحوم في ألمانيا يخشون على أعمال التصدير العالمية خارج الاتحاد الأوروبي.
المزارعون كذلك يعتصرهم الهلع من احتمالية إصابة مربي الخنازير المحليين وانتقال المرض إلى دول أوروبية أخرى.
لا يصيب الإنسان
ولا يمثل الفيروس خطورة للإنسان، لأنه لا ينتقل إليه، لكنه يمثل ضررًا اقتصاديًا بالغًا حال تفشيه.
وأكدت الوزيرة أن تناول اللحوم المحتمل أنها ملوثة بالحمى لا يمثل أي خطورة بالنسبة للإنسان.
وأشارت الوزيرة إلى أن الوباء يعد مميتاً دائماً تقريبا بالنسبة للخنازير.
تدابير الطوارئ
عقب الإعلان الحكومي، انطلقت دعوات لتفعيل تدابير “الطوارئ” لمنع تفشي المرض الذي يثير مخاوف مزارعين ويشكل تهديداً لمصدر رزقهم.
ويثير اكتشاف حالة إصابة بحمى الخنازير الأفريقية قلق المزارعين في ألمانيا، لأنه وفي حال انتقال الإصابة إلى الخنازير الداجنة، قد تفقد ألمانيا وضعها الحالي على أنها “خالية من الأمراض” وذلك سيؤثر على تصدير لحم الخنزير إلى دول أخرى.
حظر صيني
بدورها حظرت الصين استيراد لحوم الخنازير من ألمانيا بعد ظهور الفيروس
وأعلنت وكالة الجمارك الصينية ووزارة الزراعة عن هذا الحظر أمس السبت
وتعد ألمانيا أكبر دولة منتجة للحوم الخنازير في أوروبا، حيث باعت في العام الماضي 1.2 مليار دولار من لحوم الخنزير الألمانية إلى الصين.
من ناحية أخرى ، تضغط الحكومة الألمانية فقط لحظر استيراد لحم الخنزير من تلك المناطق التي تأثرت بـ ASF وليس لحم الخنزير الألماني بأكمله.
وتعتبر الصين أكبر مستهلك للحوم الخنازير في العالم، ومنذ أن اضطرت إلى مكافحة تفشي حمى الخنازير على نطاق واسع في أواخر عام 2018، اتخذت البلاد إجراءات صارمة في هذا الصدد. ونفق أكثر من 100 مليون خنزير أو تم ذبحها في الصين العام الماضي.
إجراءات المواجهة
وأقامت ألمانيا سياجًا حول موقع الخنزير البري النافق في براندنبورج.
وأقيم سياج كهربائي متحرك بطول ١٢ كم، في منطقة أساسية بطول ثلاثة كيلومترات حول الموقع.
كما أعلنت وزارة الزراعة الألمانية عزمها مواصلة تعزيز الفرص التجارية.
كذلك أعدت الوزارة قواعد تنظيمية وتدابير وقائية، فعندما يتم اكتشاف حالات إصابة بحمى الخنازير في الخنازير البرية، يتم تحديد “المنطقة المعرضة للخطر” ليتم إنشاء “منطقة عازلة” حولها.
وفي حال اكتشاف تفشي المرض بين الخنازير الداجنة أيضاً، يجب قتل جميع الحيوانات في المزرعة التي ينتشر يها المرض.
ودعا المتحدث باسم سياسة الصيد في الحزب الليبرالي، كارلهاينتس بوزن، إلى تفعيل التدابير التي تمت تجربتها لسنوات في حالة الطوارئ،
وأضاف: “الهدف الآن هو منع انتشار المرض وانتقاله إلى الخنازير المنزلية بأي ثمن”.