نجح نادي الزمالك في تحقيق فوز ثمين وصعب على ضيفه الإنتاج الحربي بهدف نظيف، ضمن الجولة الـ27 من عمر الدوري المصري الممتاز، رفع به رصيده من النقاط إلى 55 نقطة ليتعد بالمركز الثاني خلف الأهلي المتصدر، والذي يحتاج 3 نقاط فقط لحسم اللقب الـ 42 لصالحه، عندما يواجه الاتحاد السكندري غداً في نفس الجولة، ليضمن أبناء ميت عقبة تعزيز حظوظهم إلى حد كبير في اللعب بدوري أبطال أفريقيا خلال الموسم الجديد.
فوز جاء ضروريًا لجماهير الزمالك في المقام الأول مساء اليوم الأحد، لعوامل كثيرة فنية ومعنوية وتاريخية، فلن يقبل الجمهور الأبيض أن يتعثر فريقه ثانية عقب خسارة نقطتين في المباراة السابقة أمام سموحة بشكل درامي بالدقائق الأخيرة، بعدما كان متقدمًا بنتيجة 3-1 قبل أن يعود الفريق السكندري ويعدل النتيجة وينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي 3-3 في النهاية.
كذلك عوامل أخرى لم يكن الزمالك وإدارته وجماهيره سيتقبلها في حال التعثر اليوم بالخسارة تحديدًا، وهو ما سنوضحه تفصيلاً في السطور القادمة، بعدما حسم مصطفى محمد هداف الزمالك في الدوري هذا الموسم برأسيته الرائعة المباراة لفريقه والنقاط الثلاثة من خصم قوي كالإنتاج الحربي على استاد القاهرة الدولي مساء اليوم.
عدم مهاداة الأهلي للقب الدوري
أكبر وأهم تلك العوامل التي كانت ستكون بمثابة البلاء الإضافي لعشاق الزمالك، أن يهدي الفريق اليوم اللقب لغريمه التقليدي والأزلي الأهلي، الذي كان ينتظر هدية من أبناء ميت عقبة أو تحديدًا من فريق الإنتاج بإسقاط الزمالك، وهو ما كان سيجعله بطلاً للدوري العام بشكل رسمي حتى قبل لعب مباراته الحاسمة غدًا أمام الاتحاد السكندري، وذلك قبل نهاية البطولة بـ7 جولات كاملة لتفوقه في فارق النقاط بـ19 نقطة كاملة إذا ما فاز بلقاء زعيم الثغر، مع تبقي 21 نقطة متبقية باعتبار خصم 3 نقاط من الزمالك كعقوبة لانسحابه من مواجهة الأهلي في الدور الأول.
وبالتالي، فإن السقوط بالخسارة اليوم أمام الإنتاج بالنسبة للمارد الأبيض كان سيهدي غريمه الأحمر اللقب رسميًا، وهو ما لن يتقبله جمهور الزمالك ولا مجلس إدارته كليًا خاصة في حالة التناحر الشديدة والتلاسن الدائم والتنافسية الشديدة مع جماهير الأهلي في المدرجات سابقًا والآن عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الأمر الذي كان سيكون بمثابة النكبة على الجماهير البيضاء، وبالتالي نجا الفرنسي باتريس كارتيرون ولاعبيه من هذا الفخ على الأقل اليوم، في انتظار مواجهة الأهلي والاتحاد مساء غدًا لمعرفة حسم اللقب من عدمه بالانتظار لجولة أخرى إذا ما تعادل الفريقان أو فاز النادي السكندري.
الحفاظ على المركز الثاني
الأمر الثاني الذي جعل نادي الزمالك يقاتل نحو الفوز على منافس عنيد وصعب مثل الإنتاج الحربي اليوم على ملعب القاهرة الدولي، هو الزحف المتواصل لنادي المقاولون العرب نحو المركز الثاني وكذلك نادي بيراميدز رغم ابتعاده بالفترة الأخيرة بتلقيه 3 هزائم متتالية في المسابقة المحلية، إلا أن كتيبة النجوم التي بصفوفه تجله قادرًا على العودة سريعًا ومنافسة الزمالك بقوة على المركز الثاني واللعب في دوري الأبطال بالعام المقبل.
خاصة أن الزمالك سيفقد 3 نقاط كعقوبة وبالتالي يقل الفارق مع بيراميدز إلى 7 نقاط بالوضع الحالي لجدول الترتيب وبمباراة أقل للأخير، الذي إذا فاز سيقلص الفارق لأربعة نقاط فقط مع تبقي 7 مباريات يجعل كل الأمور متاحة مع أي تعثر آخر للقلعة البيضاء قد يودي به ثالثًا ويحتل بيراميدز الوصافة في حال عودته لسكة الانتصارات مرة أخرى وبشكل متتالي في المباريات المتبقية له، وبالتالي فإن فوز الزمالك العصيب اليوم عزز من حظوظه كثيرًا في صراعه المهم ذلك، وإلا كان سيفقد البوصلة تمامًا مع أي نتيجة أخرى غير الفوز على الإنتاج الحربي.
كسر شوكة النحس أمام مختار
واجه مختار مختار كمدرب نادي الزمالك في 30 لقاء كإجمالي مواجهات بينهما، ورغم أنه خسر 16 مواجهة منهم أي حوالي نصفهم تمامًا لكنه فاز في 6 لقاءات وتعادل معهم في 8 مباريات، منهم مباريات كثيرة حددت ملامح بطولة وكان بمثابة المنافس الصعب دائمًا لجماهير الزمالك، ولا تنسى الجماهير خسارتهم أمامه لكأس مصر مع إنبي والملعب مليء بجماهير الزمالك عن أخره، كانت بمثابة الحسرة لهم.
ودائمًا ما يتحدث الجميع عن لعب مختار بتركيز وعدائية أكبر أمام الزمالك لميوله الأهلوية، كلاعب ومدرب سابق للنادي الأحمر الغريم الأزلي للفريق الأبيض، فلم يكن مقبولاً أبدًا أن يتسبب مختار ثانية في الحسرة لجماهير الزمالك بالفوز اليوم أو حتى التعادل وإهداء فريقه الأصلي الأهلي درع الدوري على طبق من ذهب وإحراج الزمالك ثانية، فكان الفوز بمثابة تنفس الصعداء لكل الجماهير الزملكاوية واللاعبين والجهاز الفني وكذلك مجلس الإدارة فستكون سقطة جديدة تهز كيان الزمالك وميت عقبة، ويستغلها المنافس وجماهيره بشكل هستيري وفرحة مزدوجة للفوز باللقب وإهداء الزمالك غريمهم له ومن مدرب أهلاوي أيضًا للإنتاج الحربي لطالما أحرج الزمالك من قبل وهو مختار مختار.