في خطوات متسارعة نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، بعد توقيع الإمارات والبحرين وإسرائيل اتفاق سلام برعاية أمريكية، في إطار صفقة القرن، بث اليوم أغنية ” إماراتية” على موقع “يوتيوب” ومواقع التواصل الاجتماعي، تحتفي بالتطبيع الذي بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول كلمات الأغنية التي حملت عنوان “عاشت إمارات السلام”: “خذني زيارة لتل أبيب. أرجوك يالنشمي اللبيب. أنا بدوي ونهجي رهيب عاشت إمارات السلام. عز العرب عز الشعوب. والقدس قدسي. والدروب أدلها من كل صوب. عاشت إمارات السلام”.
https://www.youtube.com/watch?v=Uw3qiMy8H6s
وبثت تلك الأغنية بعد يومين من الاحتفال بمراسم التطبيع الذي أقيم في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبحضور كلا من وزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والبحريني عبد اللطيف الزياني، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
تأتى الأغنية لأول مرة لاحتفال بالتطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوي الشعبي، فرغم أن مصر كانت أول من وقعت أتفاق سلام عام 1979 غير أن التطبيع كان على مستوي السياسي، ورفضه الشعب المصري، وغنى شعبان عبد الرحيم أغنيته الشهيرة” بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل”.
ردود فعل غاضبة
تواترت ردود الفعل الغاضبة على الأغنية المذكورة عبر موقع تويتر، ففي الوقت الذي استخدم بعض النشطاء الإماراتيين المؤيدين تغريدات لدعم موقف دولتهم، رد أخرون بتغريدات غاضبة تحت هاشتاج” التطبيع خيانة”.
لم يفوت متحدث جيش قوات الاحتلال افيغاي أدرعي الترحيب بأغنية ” عاشت إمارات السلام”، حيث علق عبر صفحته قائلا:” ما أجمل هذه الكلمات التي تزينت بلحن ينضح سلام، وإلى الجميع نقول أهلًا بكم في إسرائيل”.
في المقابل وردا على الأغنية التي وصفها البعض بالبذيئة، قال فراس أبو هلال، رئيس تحرير صحيفة عربي21 الإلكترونية، عبر صفحته على تويتر:” أغنية أعدت تحت “بيت درج” لـ “مطربين” إماراتيين بعنوان “خذني زيارة لتل أبيب”.
وتابع في تغريدته: “عقدت مصر والأردن اتفاقيات “سلام” مع الاحتلال منذ عقود ولم تصدر أغنية فيهما مثل هذا الهراء، الفرق هو أن السلطة في الإمارات تدير عملية التطبيع عبر كل الوسائل لتقول إنه تطبيع شعبي. وهذا لن يحدث مهما فعلوا”.
الناشط محمد السليمان علق على الأغنية عبر صفحته على تويتر قائلا:” لو قال لي أحدهم قبل سنة إن هناك من سيغني أغنية بعنوان (خذني زيارة لتل أبيب)، لا تهمته بالجنون. لكن هذا حدث والمطرب مبسوط!”
أما الفنان المغربي رشيد غلام قال عبر صفحته:” كما هو متوقع؛ بدأ الغناء للتطبيع وبدأ الانتاج الفني الخياني، سيتبع هذا انتاجات فنية ضخمة لتغيير مكانة العدو الصهيوني في الوجدان العربي”.
رحلة مليون إسرائيلي إلى الإمارات
لم تأتي الأغنية خارجة عن السياق الموجود على أرض الواقع، فقد جاءت تزامنا مع الاتفاق الذي وقعته شركة الطيران الإسرائيلي الخاصة “يسرائير” مع شركة سياحة إماراتية، لتشجيع السياحة مع الإمارات.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية “12” أنه حسب الاتفاق، ستقوم الشركتان بتنظيم حملات تسويقية للسياحة في كل من الإمارات وإسرائيل. وقال أوري سيركيس، مدير شركة “يسرائير” إنه يتوقع أن يتوجه مليون إسرائيلي إلى الإمارات للسياحة في غضون عامين.
في تقرير سابق كانت شبكة “بلومبيرغ”، قد أشارت إلى استغلال دبي لمجال الطيران عقب اتفاق التطبيع، بما يفضي إلى فتح العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال، من خلال السفر الجوي، والسياحة، والاستثمار وغيرها، ومن المقرر أن تجتمع وفود البلدين قريباً لوضع التفاصيل.
كما أوضح التقرير أيضا أن شركة الاتحاد للطيران الإماراتية بدأت بيع التذاكر للمسافرين الإسرائيليين منذ بداية الشهر الجاري.
وجبات خاصة
وفي السياق ذاته، أعلنت مجموعة طيران الإمارات المملوكة للحكومية، صباح اليوم الخميس، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “سي سي إل” القابضة التي يديرها رئيس “المجلس اليهودي في الإمارات” روس كريل، لإنتاج وجبات “كوشر” المعدة وفقا للتقاليد الدينية اليهودية.
وفي بيان صحفي، أوضحت الناقلة الوطنية لإمارة دبي، أنه بموجب الاتفاقية ستحصل على شهادات من قبل جهات دينية يهودية تسمح بإنتاج هذه الوجبات بعدما كانت تشتريها من جهة خارجية، لكنها تنوي الآن إنتاج هذه الوجبات من خلال شركة “الإمارات لتموين الطائرات” التابعة لها”.
تأتي الخطوة، في أعقاب التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، واتفاقهما على القيام بأنشطة متبادلة لإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية، بما في ذلك فتح سفارات والترويج الاستثماري والسياحي، وتدشين رحلات جوية مباشرة بين الجانبين. كما تعمل الإمارات على بناء كنس يهودي في أبوظبى ضمن مجمع الأديان الإبراهيمى.