نجح نادي أسوان في تحقيق مفاجأة مدوية مساء الجمعة بالجولة الـ 28 من عمر الدوري المصري الممتاز، بإسقاط الزمالك على استاد القاهرة الدولي بهدف دون رد، ليهدي اللقب الـ 42 رسميًا للنادي الأهلي الغريم الأزلي للقلعة البيضاء قبل 6 جولات من نهاية المسابق، وكذلك لعبه لمباراة مصر المقاصة مساء غدا السبت، كما بات هذا الفوز هو الأول في تاريخ أسوان على الزمالك بكل المباريات التي جمعتهما من قبل بجميع المسابقات.
الزمالك ظهر هشًا للغاية ولعب مع مدربه المؤقت طارق يحيى بتشكيل سيء أغلبه من الشباب لكونه رئيس قطاع الناشئين السابق بالنادي، وانتقده على ذلك علنًا مرتضى منصور، رئيس الزمالك، عقب المباراة وأنه قام بمجاملة أولاده على حساب النادي ومصلحته وخسارته اليوم وإهداء اللقب للأهلي قبل خوض لقائه أمام مصر المقاصة، وجعل المنظر العام للفريق الأبيض سيئًا أمام الجميع وخاصة جماهيره، التي لم تفق حتى الآن من صدمة هروب الفرنسي باتريس كارتيرون مدرب الفريق السابق قبل ساعات قليلة صوب نادي التعاون السعودي.
خسائر عديدة مكلفة نالها الزمالك اليوم بعرضه الهزيل وخسارته للمباراة أمام أسوان بتلك الطريقة، نستعرض أهمها في السطور القادمة، خاصة مع خصوصية فوز فريق أسوان ممثل صعيد مصر على استاد القاهرة الدولي على أبناء ميت عقبة.
هزيمة تاريخية من زهرة الجنوب
لعب أسوان ضد الزمالك في 19 مباراة من قبل أمام الزمالك لم يستطع تحقيق أي فوز طوال تلك المباريات والسنوات، فقط فاز الزمالك في 13 مرة وتعادلا في 6 لقاءات، أحرز خلالهم فريق الجنوب فقط 9 أهداف وسجل الزمالك 42 هدفًا، قبل أن تحمل المباراة رقم 20 بينهما في كل المسابقات مساء اليوم كل الجديد وتشهد كتابة تاريخ جديد في كل مواجهتهما السابقة.
نجح أسوان من تحقيق انتصاره الأول في مباراته العشرين أمام الزمالك، وبهدف نظيف أحرزه لاعبه إبراهيم جابر من رأسية رائعة غالطت حارس الزمالك محمود جنش بشكل غريب من المدافع الدولي محمود الونش الذي فشل في التعامل مع مهاجم أسوان بالكرة المشتركة التي كانت بينهما قبل تسديده رأسيته في الشباك من فوق الحارس المخضرم.
فوز أسوان التاريخي يحسب للمدرب المتألق أحمد كشري مع النادي الجنوبي، كما يحسب على طارق يحيى مدرب الفريق الأبيض المؤقت أنه كان شاهدًا على تلك النتيجة والهزيمة التاريخية لأبناء ميت عقبة أمام فريق الجنوب.
إهداء اللقب للأهلي قبل حسمه بنفسه
الخسارة الثانية والأكبر هي إهداء الزمالك اللقب عبر خسارته تلك من أسوان، لغريمه الأزلي الأهلي قبل 6 جولات من النهاية و7 مباريات للمارد الأحمر ليعادل رقم البرتغالي مانويل جوزيه التاريخي في عام 2005 بنفس الإنجاز، الزمالك أعطى اللقب للأهلي وهو في الفندق يستعد لمواجهة مصر المقاصة غدًا ليحسم بنفسه اللقب، الأمر الذي أشبه بخسارتين أو خسارة مضاعفة، هي هزيمة المباراة نفسه وضياع 3 نقاط ثمينة وكذلك إعطاء المنافس التقليدي فرصة التتويج باللقب على طبق من ذهب.
إهداء اللقب بهذه الطريقة للمنافس التقليدي، جعل جماهير الزمالك في وضع يرثى لها، خاصة مع مكايدة جماهير الأهلي لها كثيرًا والسخرية من فريقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مما جعلها تضجر بوضع الفريق وحاله مع مرتضى منصور وكل العبث الذي يحدث منذ عودة النشاط الكروي ثانية عقب انتهاء توقف فيروس كورونا المستجد أول شهر أغسطس الماضي.
ضعف فرص الوصافة والتأهل لدوري الأبطال
بلا شك أصبحت فرصة الزمالك مع خصم 3 نقاط منه في النهاية كعقوبة لانسحابه من مواجهة الأهلي في الدور الأول وواقعة الأوتوبيس الشهيرة، في الحصول على المركز الثاني المؤهل لدوري أبطال أفريقيا بالموسم الجديد صعبة وصعبة جدًا على النادي الأبيض، حيث بقى رصيده من النقاط إلى 55 وبيراميدز يلاحقه في المركز الثالث برصيد 48 نقطة ولديه مباراة أقل، فإذا فاز بها وصل للنقطة 51 ومع خصم النقاط الثلاثة من رصيد الزمالك يصبح رصيد 52 نقطة فقط، أي تقلص الفارق لنقطة واحدة فقط مع تبقي 6 جولات كاملة على النهاية، وبالتالي أصبحت فرصة الزمالك بحسم الوصافة في خطر شديد وتقلصت حظوظه للغاية.
الغياب عن دوري الأبطال بالموسم الجديد مع وجود احتمالات كبيرة لخسارته في نصف النهائي هذا العام لسوء أحوال النادي وتأرجحه خاصة بعد رحيل باتريس كارتيرون بتلك الطريقة قبل أيام معدودة، يضع الزمالك في ورطة كبيرة للغاية، سيفقد خلالها أموال كثيرة عوائد للعبه في دوري الأبطال، وكذلك لن ترضى الجماهير عن الوضع وستغضب على الإدارة التي ستكون فشلت بشكل ذريع هذا الموسم مع فريق الكرة تمامًا.
زيادة الضغط على الفريق واستمرار الفترة الصعبة
بلا شك ستؤجج تلك الهزيمة الوضع أكثر داخل نادي الزمالك، خاصة مع الفترة الصعبة التي يعيشها مؤخرًا مع هروب المدرب وإصابات أغلب نجومه وتفكير معظمهم في الرحيل أيضًا ودراسة العروض المغرية المقدمة إليهم، مما يفجر الأوضاع كليًا داخل فريق ميت عقبة الأشهر، ويزيد الضغط على الفريق خلال الفترة القادمة ويزيد الطين بلة من هجوم الجماهير المتواصل على الكل في منظومة الكرة بنادي الزمالك بعد كل الفشل المتلاحق في الفترة القصيرة الماضية.
الأمر الآخر الصعب هو حرق أغلب نجوم النادي الشباب بعد خسارة اليوم من قبل المدرب طارق يحيى الذي دفع بأغلبهم أساسيين في مباراة أسوان، مما جعل الجميع يظهر بشكل سيء ويتعرض لهجوم كبير من كل الجماهير وكذلك الإدارة ورئيسها مرتضى منصور الذي انتقده علنًا على ذلك الأمر، والذي قد يؤثر سلبًا على هؤلاء الشباب ويدمرهم مبكرًا خاصة مع عدم قدرتهم على تحمل كل هذا الهجوم والضغط وهم في بداية مسيرتهم مع الفريق الأول، وبالتالي خسائر عديدة أخرى ومنتظرة داخل القطب الثاني للكرة المصرية.