ذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية، أن الشرطة الأمريكية اعترضت في وقت سابق من هذا الأسبوع حزمة تحتوي على مادة الريسين السامة موجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت الشبكة الأميركية، عن مسؤولي الشرطة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية يحققان في أمر هذه الحزمة السامة، التي كانت موجهة إلى ترامب وتحتوي على مادة الريسين السامة.
وتم إجراء اختبارين لتأكيد وجود مادة الريسين، بعد أن جرى فرز جميع رسائل البريد الخاصة بالبيت الأبيض وفحصها في منشأة خارج الموقع قبل الوصول إلى البيت الأبيض، ثم جرى التأكد من وجود المادة السامة.
مكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية يحققان في أمر هذه الحزمة السامة
تفاصيل محاولة تسميم ترامب
وبعد ساعات من الإعلان عن محاولة تسميم ترامب، اتضحت تفاصيل عدة حول الواقعة، حيث قالت صحيفة “نيويورك تايمز” وشبكة “سي.إن.إن”، و”وول ستريت جورنال”، إن الرسالة التي يُعتقد أنها مرسلة من كندا، تم اعتراضها في مركز للبريد الحكومي قبل وصولها إلى البيت الأبيض.
فيما أشارت “سي إن إن”، إلى أن الرسالة السامة كانت موجهة إلى الرئيس ترامب، ونقلت عن مسؤولي الشرطة الأمريكية، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية يحققان في أمر هذه الحزمة السامة.
كما أكد مكتب التحقيقات الاتحادي، أن المكتب، وجهاز الخدمة السرية الأميركية، وخدمة فحص الطرود البريدية، يتفحصون رسالة مريبة وصلت إلى منشأة بريدية تابعة للحكومة الأميركية، ولكن في الوقت الراهن لا يوجد تهديد محدد للسلامة العامة”، بحسب ما نقلت “رويرز”.
وقد أحجم كل من البيت الأبيض وجهاز الخدمة السرية عن التعليق.
يمكن لغاز الريسين أن يسبب الوفاة خلال 36 إلى 72 ساعة من التعرض لكمية صغيرة منه مثل رأس دبوس
الريسين
مادة الريسين، هي مركب شديد السمية يتم استخراجه من حبوب الخروع، التي تم استخدامها من قبل في عدد من العمليات الإرهابية، ويمكن استخدامه في شكل مسحوق أو حبيبات أو دخان، وفي حال ابتلاعه يسبب الغثيان والقيء ونزيفا داخليا في المعدة والأمعاء، ثم يليه فشل الكبد والطحال والكلى والموت بانهيار الدورة الدموية.
ويوجد الريسين بشكل طبيعي في بذور الخروع، لكن الأمر يتطلب إجراء لتحويله إلى سلاح بيولوجي، ويمكن لغاز الريسين أن يسبب الوفاة خلال 36 إلى 72 ساعة من التعرض لكمية صغيرة منه مثل رأس دبوس، ولا يوجد أي ترياق معروف لهذه المادة السامة.
وتتسبب المادة السامة في تقليل تصنيع البروتين بالجسم وله مدى سام واسع بالجسم ولا سيما على جهاز المناعة، وبشأن أعراضه الأولية، فهي تعتمد على طريقة التعرض له ومن بينها الحمى والتلبك المعوي والكحة، كما أن استنشاقه عن طريق الجهاز التنفسي وامتصاصه عن طريق الرئة يسبب تلفا واحتجاز الماء بها نتيجة التعرض لـ “بيروسول الريسين” واستنشاق رذاذه.
كما أن تناوله بالجهاز الهضمي يسبب تهيجا به ولا سيما المعدة والأمعاء ويصاب الضحية بإسهال دموي وقيء، وله تأثير علي الجهاز العصبي المركزي حيث يسبب نوبات عصبية وهبوطا به، ولو تعرض الجلد لمادة الريسين فإن تأثيره قد يتأخر عدة ساعات لأنه لن يكون سريع المفعول وهو أقل سمية.
ويعتبر سم الريسين من السموم الشائعة ويمكن تحضيره والحصول علي كميات ضخمة منه بسهولة لأن شجيرات الخروع تزرع في كل مكان، ولا سيما وأن مليون طن بذور خروع تعصر سنويا للحصول على زيته، وما يتبقى منه بعد العصر به 5% من وزنه مادة ريسين.
وهذا السم يحضر كسائل، كما يمكن استخدامه في شكل مسحوق، أو حبيبات أو حمض، وحال ابتلاعه يسبب الغثيان والقيء ونزيف داخلي في المعدة والأمعاء، يليه فشل الكبد والطحال والكلى وفي النهاية الموت بانهيار الدورة الدموية.
في عام 2018، جرى اتهام رجل من ولاية يوتا يدعى ويليام كلايد ألين بتوجيه تهديدات متعلقة بالريسين منها تهديد بالبريد لترامب
حوادث الريسين
وفي وقت سابق، عثرت السلطات الأميركية على طردين على الأقل، يشتبه في احتوائهما على مادة الريسين، كانت موجهة إلى البنتاغون.
وكان هناك العديد من الحوادث ذات الصلة برسائل تحتوي على غاز الريسين، مرسلة بالبريد إلى مسؤولين أميركيين.
وفي عام 2018، جرى اتهام رجل من ولاية يوتا يدعى ويليام كلايد ألين بتوجيه تهديدات متعلقة بالريسين منها تهديد بالبريد لترامب، ومسؤولين اتحاديين آخرين منهم مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريستوفر راي.
وكانت جميع الرسائل “تحتوي على مادة بذور الخروع”، ولا يزال ألين قيد الاحتجاز.
كما أدين شخصان في حادثين منفصلين بإرسال رسائل تحتوي على الريسين إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وفي مايو، حُكم على رجل من ولاية مسيسيبي يدعى جيمس إيفريت دوتشكي بالسجن لمدة 25 عاما، بعد إقراره بالذنب في إرسال رسائل تحتوي على المادة القاتلة إلى أوباما، وإلى سناتور أميركي، وأحد القضاة في الولاية.
وفي يوليو 2014، حُكم على ممثل من تكساس بالسجن 18 عاما بتهمة إرسال رسائل بريدية تحتوي على الريسين إلى أوباما ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ.