كثيرة هي العوامل التي باتت تهدد خصوصية الأفراد وتتدخل في تفاصيلهم الحياتية دون رغبة منهم في ذلك، فالتطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي بل والشبكة التكنولوجية العملاقة ككل أصبحت تهدد الى حد بعيد الحيز الشخصي وأمان المواطنين وسلامهم النفسي، وأصبح الحديث عن برامج الحماية من التجسس هو الأكثر تداولا خاصة بعد الفضائح الأخيرة الخاصة بانتهاك الخصوصية من قبل فيسبوك وانستجرام للترويج التجاري.
إلا أن الآونة الأخيرة شهدت صرخات تحذير واسعة من الخبراء والمختصين بشأن تطبيق جديد يدعي “تيك توك برو” وتم الإعلان عن حمله لأخطر برنامج تجسس، قد لا يعرف الكثيرون هذا التطبيق وقد يكون البعض قيد استحواذه عليهم، وربما هناك آخرون وقعوا بالفعل ضحايا له، وهو ما يجعل عرض آلية عمله أمر هام.
التقرير التالي يرصد مدى خطورته واستحواذه على الهاتف وتلاعبه بالبيانات الى حد التواصل مع الغير فضلا عن الأدوات التي تمكن المستخدم من اكتشاف وجوده والتخلص منه وكذلك طريقة حماية من لم يقعوا ضحاياه وتأمين الهواتف.
ما هو تطبيق “تيك توك المزيف
باحثو شركة “zscaler” المتخصصة في أمن المعلومات بكاليفورنيا أكدوا أن تطبيق “تيك توك المزيف” أو “tik tok pro” يأخذ شكل التطبيق الأصلي.
الشركة المتخصصة في أمن المعلومات أكدت أنه يحمل أخطر برامج التجسس على الإطلاق، وأنه يعرض كامل تفاصيل المستخدم للاختراق ويتعامل كبديل عنه ويستحوذ على بياناته بل وبيانات أصدقائه من خلال هاتفه.
كيف يعمل التطبيق المزيف
باحثو شركة “zscaler” في تقريرهم الصادر للتحذير من خطورة برنامج “تيك توك المزيف”، أكدوا أن هناك خلط بين التطبيقين والبعض يقوم بتنزيل التطبيق المزيف.
وأكد الباحثون المتخصصون في أمن المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية أنه فور تنزيل التطبيق يتخذ شعار “تيك توك” ستاراً له وعندما يفتح المستخدم التطبيق يطلق إشعاراً وهمياً للفت انتباه المستخدم وبعدها يختفي الاشعار ورمز التطبيق، مما قد يوحي للمستخدم أن التطبيق معطل أو غير صالح.
قد يظن البعض عند اختفاء التطبيق أنه غير صالح، ولكنه في هذه الحالة يصبح قد أنجز مهمته ونجح في التخفي ليستحوذ على الهاتف ومنه لجميع المعلومات التي تخرج وتدخل له وكامل قاعدة البيانات الموجودة والحسابات كل ذلك في حالة خفاءه التي قد تطول دون أن يعرف بها المستخدم.
حجم اختراق البرنامج واستحواذه بعد اختفائه
بعد تصنيف المتخصصين في أمن المعلومات الأمريكية للتطبيق بأنه يحمل أخطر برنامج تجسس في العالم، كان السؤال عما يستطيع فعله هذا البرنامج أمر بدهياً، وهو ما تم تحديد حجمه ومخاطره.
فالتطبيق الذي يتمكن بعد تنزيله من إخفاء نفسه يقوم بالعديد من العمليات الخطيرة وأهمها أنه يسرق جميع رسائل “SMS ” الخاصة بالمستخدم، ويمكنه سرقة وتحديد موقعه، والتقاط صور للمستخدم ونقلها، فضلا عن الاتصال بأرقام هواتف الآخرين وسرقة بياناتهم أيضاً.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يستطيع التطبيق بجانب القدرة على الاتصال والتصوير والتسجيل أن يرسل رسائل من جهاز المستخدم لآخرين وسرقة حساب “الفيس بوك” والسيطرة عليه بل والتعامل من خلاله وسرقة البيانات المرتبطة به.
أدوات الحماية
أدوات الحماية تشمل جميع التطبيقات، فبشكل مبدئي على المستخدمين الابتعاد عن إنزال أية تطبيقات خارج “متجر جوجل”، اضافة الى التأكد من بيانات التطبيق الذي يرغبون في تنزيله.
من أهم عناصر الحماية عدم فتح أية روابط سواء كانت داخل إعلانات أو رسائل أو حتى الصور المرسلة عبر رابط لأن جميعها مداخل للهاكرز والتجسس.
كما أن المستخدم يستطيع أن يعرف بوجود أي تطبيقات مخفية على الجهاز بطريقة بسيطة، وهي: “الدخول الى الاعدادات ومنها للتطبيقات ومنها الى خانة البحث عن رمز مخفي”.
بعض الرسائل الوهمية تصل أيضاً عن طريق البريد الإلكتروني بمجرد فتح الرابط المرفق مع الرسالة يتم اختراق جهاز المستخدم ببرامج التجسس.
كما ينصح بتجنب الضغط على أيقونة “موافق التي تظهر بشكل عشوائي عند تصفح بعض المواقع، والمتابعة المستمرة لتحديثات نظام التشغيل، لأنها عادة ما تحتوي على تحديثات لنظام الأمان، فضلا عن برامج مكافحة التجسس التي تُرفق بها..
استخدام رقم تعريف شخصي لغلق الهاتف أو قفل ذكي لأن بعض الأبحاث أكدت أن عدد من تعرضوا لمخاطر برامج الاختراق والتجسس كانت النسبة الأكبر منهم لا يقومون بغلق هواتفهم، السماح لنظام أندرويد بالكشف عن التطبيقات والتحقق منها.
مواقع التواصل تعرفك أكثر منك
من الجدير بالاهتمام أن هناك تطور غير معهود في وسائل التواصل بشكل خاص والعالم الرقمي والتكنولوجي بشكل عام فقد أصبحت تلك الوسائل “تعرف عنك أكثر منك”، من خلال دراسة تفاعلاتك واهتماماتك في العالم الافتراضي وهو ما يمكنهم من استغلال المستخدم تجاريًا على النحو الأمثل.
ويعد “الفيس بوك”، من المتصدرين لهذا الأمر وتلاه انستجرام ثم باقي التطبيقات التي يعمل القائمين عليها على لفت انتباه المستخدمين ولإتمام الأمر بنجاح يقومون بدراسة كل فعل يتم في عالم الانترنت ويتتبعون كل ما يقوم المستخدم بمتابعته ومن ثم يمكنهم التعرف على ذوقه العام ورغباته ربما أكثر مما يعرف هو.
وأعلن موقع “ذا فيرج” المتخصص في تقنيات السايبر أن كل فعل للمستخدم سواء كان “أونلاين أو أوفلاين” يمكن معرفته، وهو السبب وراء أسطورة تنصت فيسبوك، والشركات المعلنة والوسيطة يمكنها متابعة حركات المستخدم من المواقع بفضل زيارتها والصفحات التي تتم متابعتها على التطبيق، مضيفاً أن الشركات أيضًا يمكنها تعقب “اللايك” ومتابعة جميع أوجه النشاط الإلكتروني مؤكدة أن فتح “اللوكيشن” على الهاتف له جانب من الخطورة حيث ينبأ الآخرين عن حركتك وهو أحد أدوات التجسس والملاحقة.
الأمر لا يتوقف على معرفة حركة المستخدم والصفحات التي يتابعها، لكنه يصل أيضًا للصورة التي يُحملها المستخدم من الإنترنت أو يتبادلها مع آخرين ويستطيع فيس بوك أو الشركات المعلنة والوسيطة معرفة هوية المستخدم واهتماماته وأنشطته المختلفة.