اللعب من الأشياء المهمة والمحببة للأطفال، خاصة الدمى التي تتميز بأشكالها الجذابة، وملابسها الملونة بأشكال مختلفة ومتنوعة لجذب الأطفال، ولكن ماذا إذا كانت تلك الدمية بطرف صناعي؟، هذا ما تم صنعه مؤخرًا في مصر، لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وإرسال رسالة لهم بأن هناك من يتذكرهم.
دمى بأطراف صناعية
مؤسسة “حياة” لدعم ذوي القدرات الخاصة، صممت هذا النموذج من العرائس والدمى بأطراف صناعية لجذب الأطفال، وبدء حملة للتوعية بأصحاب القدرات الخاصة، وكيفية التعامل معهم، وخاصة الأطفال منهم.
شريف شاهين، أحد المؤسسين، قال إن الفكرة بدأت في خاطره منذ عام 2013، عندما شاهد إحدى الحملات السويسرية، التي عرضت ملابس لماركات عدة شهيرة على “مانيكان”، بأطراف صناعية، لدعم ذوي الإعاقة وأصحاب القدرات الخاصة، ففكر في إطلاق أول عروسة مصرية بأطراف صناعية في الأسواق المصرية.
“سوبر مان، وباربي،” وغيرهما من الشخصيات الكارتونية المحببة للأطفال، طرحت الدمى بشخصياتها ولكن بأطراف صناعية، لدعم الأطفال ذوي الإعاقة، ولتعريف زملائهم أنهم متواجدون وسطهم، قائلًا “إن الأطفال الذي ين لا يعانون من إعاقة عند مشاهدة تلك الدمى سيسألون آبائهم، لماذا تقف على أطراف صناعية، ليأتي دور الأسرة لتوعية الطفل أن زميله صاحب القدرات الخاصة شخص طبيعي يمكن التعامل معه، والتأكيد أيضًا على عدم التعرض له بأذى”.
قادرون على النجاح
يشترى “شريف”، الشاب المصري بصحبة صديقه أحد مستخدمي الأطراف الصناعية، دمى بلاستيكية بأشكال مختلفة، مع مراعاة الشخصيات المحببة للأطفال، والتنويع بين الذكور والإناث أيضًا، ثم تصميم أطراف صناعية مناسبة لمقاسات العرائس، وتركيبها لتصبح العرائس والدمى بأطراف صناعية.
“جميعنا قادر على النجاح”.. هكذا أكد الشاب المصري صاحب الفكرة، فذوو الاحتياجات الخاصة يمكنهم العيش بصورة طبيعية، كما أن من بينهم أصحاب مهارات وقدرات مميزة يمكن تنميتها والاستفادة منها، فبداية الأمر تبدأ بتوعية الأطفال بكيفية التعامل معهم وتقبلهم.
أطلق “شريف”، وصديقه على الدمى الجديدة بأطرافها الصناعية اسم “أنتيمي”، للتعبير عن الصداقة بين الأطفال الأصحاء وغيرهم من ذوي القدرات الخاصة، لتكون الدمى بشخصيات محببة للأطفال وبأشكال مميزة أيضًا، ولكن بأطراف صناعية كالتي يستخدمها زملاؤهم.
يقول “شريف”، إن الفكرة ستساعد الأطفال الأصحاء على تقبل أصدقائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها ستعمل على دعم الأطفال مستخدمي الأطراف الصناعية، لأنها ستشعر هؤلاء الأطفال بأن هناك من هو مثلهم، في شخصيات محببة لهم وبأشياء يفضلونها.
أفكار جديدة
العرائس التي سيتم طرحها للبيع في الأسواق المصرية، أصبحت مشروع الشاب المصري، الذي ترك مجال عمله في الهندسة، وتفرع لحملات دعم ذوي الإعاقة وخدمتهم، مشيرًا إلى أن المشروع سيشهد تطورات مستمرة، منها دمى تجلس على كراسي متحركة، للتأكيد على حقوق هؤلاء الأطفال، والتأكيد على وجودهم بصورة طبيعية بين زملائهم الأصحاء.
10.6% من السكان
بحسب بيانات زارة التضامن الاجتماعي، فإن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر تبلغ 10.6% من تعداد السكان، مشيرة إلى أن قانون الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 شمل حقوقًا متنوعة ومتكاملة لتأهيل وتمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويعيش أكثر من مليار شخص، أو ما يقرب من 15 في المائة من نسبة سكان العالم التي تقدر بـ 7 مليارات نسمة، مع شكل من أشكال الإعاقة، كما تتواجد نسبة 80 في المائة منهم في البلدان النامية.
وتشير البيانات الرسمية المتاحة والصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة “المعاقين” يشكلون نحو 10.67% من إجمالي عدد السكان “بدءا من 5 سنوات فأكثر”، وذلك في التعداد السكاني الذي أجرى لعام 2017.
وتم دمج 59390 طالبًا في نحو 12006 مدارس، وتوفير أوجه الرعاية الشاملة لـ37500 طالب من طلاب الدمج بمدارس التعليم العام والفني، كما تم تأهيل 3 آلاف معلم وتدريب 23 ألف معلم وتأهيلهم على التعامل مع الطلاب من ذوى الإعاقة.