اتخذت مصر في الآونة الأخيرة مجموعة من الإجراءات لاعتماد منشآتها التصديرية، بعد التأكد من خلوها من فيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة، وبحثت سُبل إعادة التصدير مرة أخرى إلى الإمارات، بعد توقف دام لنحو 14 عامًا متصلة، وهو ما اعتبره المنتجين خطوة هامة على الطريق الصحيح خاصة مع زيادة المنتج المحلي مؤخرًا، إضافة إلى معاناة المنتجين من تراجع معدلات الطلب والركود العام بفعل فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19”.
ومن المنتظر، أن تستورد الإمارات بيض المائدة وبيض التفريخ وكتاكيت التسمين
أسباب التوقف والعودة
رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية المصرية، عبد الحكيم محمود، قال إن وزارة الزراعة عكفت خلال الفترة الأخيرة على التخلص من آثار إنفلونزا الطيور، وتدعيم التراخيص والمصادقات اللازمة من أجل إثبات الأمر، كما أجريت زيارات ميدانية للمنشآت ودراسة أوضاعها والتأكد من تنفيذ اشتراطات الأمن الحيوي.
وأضاف “محمود”، في تصريحات صحفية، أن فتح السوق الإماراتية تكليل لجهد وعمل مستمر من الحكومة المصرية على تحسين الصادرات، وتوفير الضمانات والاشتراطات اللازمة بما فيها المتابعة المستمرة من الهيئة والمعمل المركزي للرقابة البيطرية على إنتاج الدواجن في مصر.
يذكر أن منظمة صحة الحيوان العالمية ضمت مصر رسميًا إلى قائمة الدول التي تعتمد نظام المنشآت الخالية من مرض إنفلونزا الطيور، بعد استيفاء المعايير الدولية، لإتاحة الفرصة لاستئناف التصدير.
شروط التصدير
بحثت الهيئة العامة للخدمات البيطرية المصرية وممثلي وزارة التغير المناخي والبيئة وكالة سلامة الغذاء في الإمارات الشروط اللازمة لعودة التصدير، لما كان عليه قبل عام والتي كان من بينها سحب العينات اللازمة للتحليل والفحص المعملي، خلال فترة تمتد لـ 12 شهرًا متواصلة.
كما أن الحكومة المصرية تسعى لمخاطبة منظمة الصحة والحيوان، لاستصدار شهادة بخلو المنشآت التصديرية من فيروس إنفلونزا الطيور.
ومن المقرر، أن ينشئ الجانب المصري شركة مصرية للذبح الحلال لتبدأ عملها في بداية العام المقبل 2021، وهي التي ستكون مختصة باعتماد اللحوم التي سيتم تصديرها للخارج.
عودة التصدير مرة أخرى مكسب كبير وخطوة إيجابية نحو التنمية الصناعية.. رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية
وتطرق الاجتماع الذي عقد بين الجانب المصري والإماراتي وضع المحاجر البيطرية المصرية، وعلى وجه التحديد محجر الأدبية والسخنة للتأكد من صلاحيتها قبل بدء التصدير للإمارات.
المنتجات المصرية في السوق الإماراتية
أعلن الجانب الإماراتي، أنه سعيد بعودة التصدير المصري مجددًا إلى أسواقه خاصة بعد التوافق على عدد من الضوابط العامة التي يتم مراعاتها بشكل جدي من الجانب المصري.
ومن المنتظر، أن تستورد الإمارات بيض المائدة وبيض التفريخ وكتاكيت التسمين ابتداءً من عمر يوم واحد، بالإضافة إلى الدواجن المجمدة.
وأعلن الجانب المصري أن هناك مباحثات بين الدولتين حول تصدير السمان، والبط، ولحوم الماشية شريطة أن يقدم الجانب المصري قائمة بالمزارع، أو المنشآت العاملة بهذا المجال، والمعتمدة من قبل الهيئة والثابت التزامها بالاشتراطات والمعايير الدولية ليتم دراسة الأمر من الجانب الإماراتي.
كما أعلنت مصر أن هناك مباحثات بشأن تصدير الماشية المصرية الحية فضلاً عن لحوم الماعز، والجمال، والأبقار بعد التأكد من استكمال الاشتراطات اللازمة والمعايير الصحية المطلوبة من الجانب الإماراتي.
يذكر أن أبرز المنشآت التي اعتمدت خالية من إنفلونزا الطيور، هي:”مصر الإسماعيلية، والدقهلية، وفات هانز، والبناء للدواجن، والوطنية للدواجن”.
وهناك منشآت معزولة في الظهير الصحراوي المصري لنحو 3 محافظات، وهي: “الإسماعيلية، ووادي النطرون في البحيرة، والمنيا على طريق القاهرة- أسيوط الغربي”.
مكاسب مصر
رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، الدكتور عبد العزيز السيدـ، أكد أن عودة التصدير مرة أخرى مكسب كبير وخطوة إيجابية نحو التنمية الصناعية، وهو ما سيترتب عليها استيعاب لقطاع كبير من العمالة، وزيادة في حجم الاستثمار الدواجن خلال الفترة المقبلة.
وأضاف “السيد” أن استثمارات قطاع الثروة الداجنة ارتفعت مؤخرًا لتسجل نحو 65 مليار جنيه، وستزيد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة لتلبي الاحتياجات المحلية وتضخ احتياجات التصدير للخارج وهو ما سيساهم في توفير العملة الصعبة مرة أخرى، وانتعاش الإنتاج بعد حالة الركود التي عانى منها في الآونة الأخيرة.
وأكد رئيس شعبة الثروة الداجنة أن مصر لديها فائض من بيض المائدة كما أن هناك فائض في الإنتاج بشكل عام خلال الوقت الراهن، نتيجة إغلاق أغلب الأماكن السياحية، وتقليص طاقة عملها بشكل عام.
عضو شعبة الثروة الداجنة، رجب عدلي أكد أن التصدير سيخلق توازنًا في السوق المحلية نتيجة وجود فائض في الإنتاج، وبالتالي سيكون طوق نجاة للمزارع المنتجة التي تعاني من ركودًا، مؤكدًا أن عدد من المنتجين كانوا يعانون في الآونة الأخيرة والبعض خرج من السوق بالفعل وفتح التصدير سينعش العمل مرة أخرى، ويحمي المنتجين من الخسائر التي زادت حدتها بفعل فيروس كورونا المستجد.
وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، أعلن في إبريل الماضي أن حجم إنتاج الدواجن في مصر بلغ 1.4 مليار طائر بمتوسط 4 مليون طائر يوميًا، بالإضافة إلى 14 مليار بيضة سنويًا، وإن حجم الاستثمارات في قطاع الدواجن يبلغ 90 مليار جنيهًا، ويعمل بها 2.5 مليون عامل، مما يجعله أحد أكبر قطاعات التشغيل في الاقتصاد المصري.
ونجحت إدارة الحكومة للملف ودفع القطاع نحو النمو مما مكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل هذا العام، وأصبح قطاع الدواجن في مصر يتطلع إلى توسيع الأسواق بالتصدير إلى دول العالم وهو ما تم تتويجه بالمباحثات المصرية- الإماراتية الجارية.