تجمع المئات من خريجي معاهد التمريض الفنية للعام الدراسي 2019/2020، من عدد من المحافظات صباح اليوم الأربعاء، أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بشارع القصر العيني بالقاهرة، احتجاجًا على رفع الحد الأدنى للقبول بكليات التمريض إلى 92%.
وتعرض الطلاب بحسب شهادات بعضهم لـ”مصر 360″ لمضايقات من قبل قوات الشرطة المتواجدة أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما تعرض البعض لتهديدات بإلقاء القبض عليهم.
مشكلة خريجي معاهد التمريض، وأولويتهم في الالتحاق بكليات التمريض تكمن في رغبة الآلاف من خريجي معاهد التمريض البالغ عددها 54 معهد على مستوى الجمهورية في الالتحاق بكليات التمريض المتواجدة في 20 جامعة حكومية، بالإضافة إلى رغبة الآلاف من الحاصلين على الثانوية العامة في الالتحاق بتلك الكليات، ما اضطر المجلس الأعلى للجامعات إلى رفع الحد الأدنى للقبول، إلى 92% لخريجي معاهد التمريض و90% للحاصلين على الثانوية العامة، الأمر الذي آثار غضب خريجي معاهد التمريض، والذين يعتبرون أن لهم الأولوية في الالتحاق بكليات التمريض كما تنص لوائح معاهد التمريض، مطالبين بتخفيض الحد الأدنى لقبول خريجي معاهد التمريض، بكليات التمريض إلى 75% كما حدث خلال العامين الماضيين.
مشكلة زيادة الحد الأدنى للقبول ليست بالجديدة فقد تكررت خلال العامين الماضيين، وقد حسم المجلس الأعلى للجامعات الأزمة في المرتين حيث أصدر توصية إلى الجامعات بقبول خريجي المعاهد الفنية للتمريض الحاصلين على 75% فأكثر طبقًا للقوة الاستيعابية لكليات التمريض المختلفة، كما منح الطلاب الذين لم يتم ترشيحهم من قبل التنسيق، الحق في التوجه مباشرة لتقديم أوراقهم بالكليات طبقًا للتوزيع الجغرافي.
إيمان أحمد، إحدى الطالبات المتجمعات أمام الوزارة تحدث الى “مصر 360” قائلة إنها ومعظم زملائها التحقوا بمعهد التمريض بالإسكندرية، على أمل استكمال تعليمهم بدخول كلية التمريض، أسوة بخريجي المعهد في السنوات الماضية، لكنهم فوجئوا، أن التنسيق الورقي لم يفتح أبوابه أمامهم، ولم يسمح لهم إلا بالتقدم عبر التنسيق الإليكتروني لمن حصل على مجموع 92% فأكثر على خلاف عام 2018/2019، حيث تم قبول الطلاب الحاصلين على مجموع 75% فأكثر.
وتتساءل إيمان: “هل من المعقول أن يرفعوا الحد الأدنى للقبول بما يقارب الـ 20 درجة مئوية مرة واحدة في الوقت الذي تم تخفيض درجات القبول بكليات الطب، بل وكليات التمريض نفسها أمام الحاصلين على الثانوية العامة نظرًا لاحتياج القطاع الطبي للمزيد من العاملين!”.تستطرد ايمان قائلة “هدفنا هو العمل وخدمة بلادنا في ظل الظروف الصحية التي يمر بها العالم والتي قد تمتد لسنوات، وتحقيق أنفسنا في المهنة التي اخترناها، هل ذنبنا أننا حلمنا بذلك؟”.
اما عمر محمد، خريج معهد تمريض إمبابة: فيعبر عن ازمتهم قائلا: طلاب التمريض لهم الأولوية في دخول كليات التمريض، فلوائح المعاهد الفنية للتمريض تنص على ذلك، وحتى لو تم رفع الحد الأدنى للالتحاق بكليات التمريض فمن المفترض رفعه بشكل معقول درجتين أو ثلاث درجات كما يحدث في كل الكليات، لكن زيادة الحد الأدنى بهذا القدر فيه تعسف ضد الطلاب، كما أنه تم تفضيل الحاصلين على الثانوية العام علينا مخالفة للوائح المعاهد الفنية ولقرارات المجلس الأعلى للجامعات في الأعوام الماضية. ويضيف عمر، أن عدد من الطلاب قابلوا صباح اليوم، نائب وزير التعليم العالي خالد عاطف عبد الغفار، والذي حاول تهدئتهم وقال إن الوزارة سترفع الأمر للمجلس الأعلى للجامعات، لكنهم غير واثقين من جدية الوعود خاصة وأنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى منذ فتح التنسيق، والتي تم تجاهلها على حد قوله.
وقد شكى بعض الطلاب من أن بعض أفراد قوات الأمن المتواجدين أمام وزارة التعليم العالي هددوهم بإلقاء القبض عليهم، وتم أخذ بطاقات الرقم القومي من عدد من الطلاب وإعادتها بعد تصويرها ما آثار حالة من الرعب وسط الطلاب والطالبات.
وردد خريجي معاهد التمريض المتجمعين أمام الوزارة هتافات منها: “يا اللي بتسأل احنا مين.. احنا الطلبة المظلومين، ومش هانمشي”.
وتواصل “مصر 360” تليفونيًا مع الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الذي عقب قائلا: “القواعد تنص على قبول 10% من خريجي المعاهد بكليات التمريض، وأن الحد الأدنى للالتحاق يحدده عدد الراغبين للتقدم في حدود القواعد التي قررها المجلس الأعلى للجامعات”.
وينتظر الطلاب والذين ما زالوا متواجدين، أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بشارع القصر العيني بالقاهرة، حتى لحظة كتابة هذا التقرير ردًا من مسؤولي الوزارة، كما يعلقوا آمالهم بقرار منصف من المجلس الأعلى للجامعات أسوة بما حدث في بالعامين الماضيين.