تمثل مبارة الزمالك في نهائي دوري أبطال أفريقيا الكثير والكثير للأهلي، فهي بمثابة عنق زجاجة للمارد الأحمر: إما انتصار وفرحة ومكاسب عديدة أو خسارة وإخفاقات عديدة وكارثة كبرى قد تطيح برئيسه محمود الخطيب خارج أسوار التتش في الانتخابات القادمة بعد شهور معدودة من النهائي الأفريقي.
هنا نستعرض: ماذا يعني الفوز باللقب الأفريقي للأهلي، خصوصا أنها مواجهة محفوفة بالمخاطر وستكون قاسية على الفريق الخاسر.
الإيجابيات – التاسعة المنتظرة
أهم تلك المكاسب هو اصطياد اللقب التاسع القاري الذي طال انتظاره، فمنذ عام 2013 ويحاول الأهلي جاهدًا أن يحقق ذلك اللقب الذي أصبح منحوسًا بالنسبة لقطاع كبير من جماهير الأحمر، خاصة مع خسارته للمباراة النهائية مرتين متتاليتين عامي 2017 و2018 أمام الوداد المغربي والترجي التونسي على الترتيب، وهو ما يجعل الخسارة للمرة الثالثة في نهائي لتحقيق البطولة التاسعة المنتظرة نظير شؤم بخصوص تلك البطولة للجماهير الحمراء.
وبالتالي، فالفوز بالبطولة التاسعة بعد محاولات غير ناجحة وعلى حساب الغريم التقليدي الزمالك وبسيناريو مثير، سيكون أكبر مكسب للقلعة الحمراء بطولة كبيرة وبطولة خاصة على أبناء ميت عقبة، لن تنسى على مدى زمني طويل.
إنهاء صحوة الزمالك تمامًا
بلا شك سيكون الانتصار مهمًا للغاية على الزمالك، بخلاف الفوز باللقب وبمباراة القمة أمام الغريم التقليدي، هنالك مكاسب أخرى كثيرة، أهمها إنهاء صحوة الزمالك الأخيرة، فخسارة هذه البطولة للفريق الأبيض أمام الأهلي تحديدًا ستكون نهاية لهذا الجيل بالزمالك، وسوف يتبعها رحيل جماعي لأهم نجومه على رأسهم التونسي فرجاني ساسي والمغربي أشرف بنشرقي والمهاجم الشاب المتألق مصطفى محمد، ما من دوره إنهاء قوة الزمالك بالفترة الأخيرة لسنوات قادمة، حتى يتعاقد مع نجوم بنفس قوتهم يعززوا صفوفه مجددًا.
بمعنى أن الأهلي بيده التخلص من منافسه المباشر والقوي بالفترة الأخيرة، بخسارة واحدة تقضي أيضًا على أهم نجومه بالرحيل وتصدر إحباط كبير لجماهيره وإدارته التي تعاني من أزمات كبيرة، وقد تعجل تلك الخسارة بالإطاحة بمرتضى منصور بسبب قرار اللجنة الأوليمبية المصرية بعزله وعقد انتخابات جديدة، نتيجة الاتهامات الكثيرة التي قدمت فيها لتجاوزاته ضد الجميع بالفترة الأخيرة، وهو ما يؤدي لانهيار كامل في خصم الأهلي المباشر بالموسم القادم وربما السنوات المقبلة.
مكاسب مادية ومعنوية عملاقة
سيحظى الأهلي لو فاز باللقب بمكاسب مادية عديدة ستنعش خزينته، وتساعده على التدعيم أكثر بصفقات ضخمة ونجوم لامعة في الفترة القادمة، حيث يحظى البطل هذا العام على حوالي 2 مليون دولار كمكافئة من الاتحاد الأفريقي، بالإضافة لتعويض من الفيفا مادي كبير لعدم إقامة مونديال الأندية هذا العام قد يتخطى المليون دولار، وبالتالي فالمكاسب المادية الكبيرة ستكون أكبر داعم لمجلس إدارة الأهلي وخزينته لمواصلة الصفقات والنجاحات بالموسم المقبل.
أما المكسب المعنوي الكبير هو سعادة جماهير الأحمر عن الفريق وإدارته، لفترة جيدة من الزمن، ربما تكون أكبر داعم للخطيب ومجلسه في الحصول على فترة ثانية في الانتخابات القادمة، وكذلك ستجعل اللاعبين في أفضل حالاتهم الفنية والمعنوية مع الفريق خلال الموسم الجديدة وبالتالي مواصلة الانتصارات والألقاب وأولهم السوبر الأفريقي أمام نهضة بركان المغربي لتزيد غلة النادي من البطولات القارية.
السلبيات – بقاء الخطيب رئيسًا على المحك
بلا شك ستمثل الخسارة للأهلي للقب أولاً ثم أمام الزمالك في القمة ثانية، أكبر كارثة على النادي الأحمر وتحديدًا على مجلس الخطيب ووجوده لولاية ثانية في الانتخابات المقررة خلال شهور قليلة قادمة لنادي الجزيرة الأشهر، مع وجود متربصين كثر على رأسهم تركي آل الشيخ الرئيس الشرفي السابق وخلافاته العديدة مع هذا المجلس وتوعده بإسقاطه خلال الانتخابات، ستكون خسارة اللقب تلك أكبر داعم لهم في الإطاحة بالخطيب ومجلسه بعد ولاية واحدة فقط في إدارة الشياطين الحمر.
غضب جماهيري كبير
بكل تأكيد سيغرق جمهور الأهلي الكبير في أحزانه لفترة طويلة حال خسارة الفريق الكروي، خاصة مع حالة الفرح المبالغ بها من الخصم دائمًا عندما يفوز على غريمه الأهلي، وهنا ستكون مضاعفة حيث سيتبعها فوز بلقب أفريقي كبير وهو الأكبر داخل القارة السمراء، غضب الجماهير الحمراء الكبير قد يخلف أمور كثيرة على الشق العاجل، أهمها مهاجمة كافة اللاعبين والإدارة والمدرب الجديد موسيماني، مما قد يؤدي لانهيار كبير واهتزاز في ملعب التتش، سواء برحيل الإدارة أو عدد من اللاعبين والنجوم وكذلك الجهاز الفني.
صفقات عملاقة أخرى
الأمر الآخر المتوقع هو امتصاص الإدارة لغضب الجماهير بعدد من الصفقات العملاقة والضخمة، كما فعلت من قبل عندما خسر الأهلي النهائي أمام الترجي وخرج من البطولة العربية مبكرًا أمام النصر الإماراتي، وقام بعدها مجلس الخطيب بأكبر سوق انتقالات في تاريخ النادي، صرف به أكثر من 300 مليون جنيه صفقات عملاقة لدعم الفريق، على رأسها حسين الشحات من العين الإماراتي وصلت قيمتها إلى 150 مليون جنيه مصري.
فمن المتوقع أن تحاول إدارة الأهلي في حالة الإخفاق امتصاص غضب الجماهير الحمراء، بحملة صفقات قياسية أخرى سيكون على رأسها الأوروجواياني جاستون سيرينو مهاجم صن داونز الجنوب أفريقي والبحث عن أسماء لامعة في الكرة الأفريقية تعوض نواقص الفريق.