ما إن أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بمقعد الرئيس على حساب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بدأت التحليلات والاستنتاجات تظهر حول نهج وسياسة “بايدن” في ملف السياسة الخارجية، وتحديدا علاقته بالشرق الأوسط وملف حقوق الإنسان وقوى التغيير في المنطقة العربية.
بايدن كان قد وجه رسالة إلى العالم أجمع قبل خوضه الماراثون الانتخابي بنحو 7 شهور عن نهجه في حال توليه الرئاسة في إدارة ملف السياسة الخارجية من خلال مقال له نشر على “فورين أفريز” في مارس الماضي.
وحسب “بايدن”، فإن العالم يعيش حالة تراجع في المناخ الديمقراطي معتمدا على إحصائية أعدتها منظمة فريدوم هاوس الأمريكية المعنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان، جاء فيها أن 41 دولة كانت تُصنف ضمن الدول التي تولي الحريات أهمية دائمة من عام 1985 إلى 2005، إلا أنه نحو 22 دولة من تلك الدول سجلت خلال السنوات الماضية تراجعا مثيرا في مستوى الحريات.
قمة ديمقراطية
وكشف المرشح الديمقراطي عن اعتزامه في السنة الأولى في حال توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دعوة واشنطن العاصمة لشركائها من الدول ذات الديمقراطيات العريقة حول العالم للبحث عن سبل تعزيز الديمقراطية وكيفية دعمها في كافة الدول.
ومن المقرر أن تستضيف “واشنطن” قمة عالمية من أجل وضع أجندة مشتركة يعمل الحضور على تنفيذها خلال فترة زمنية محددة.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدخر جهدا في تحقيق نظام عالمي يضمن العمل الجماعي لمكافحة الفساد، والدفاع ضد الاستبداد، وتعزيز حقوق الإنسان في العالم، وستعمل المؤسسات الأمريكية من خلال توجيهات رئاسية واضحة ومباشرة على ملاحقة الفساد وتعزيز المناخ الديمقراطي، لافتا إلى قمة الديمقراطية المزمع إنطلاقها في العام الأول لرئاسته ستضم منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم.
إنهاء دعم السعودية في اليمن
وأشار إلى ضرورة أن توقف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها بكافة السبل للحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، وأن توجه الولايات المتحدة جهودها على مكافحة الارهاب حول العالم دون الخوض والاشتباك في الصراعات الأقليمية التي تزيد من ثقل الجيش الأمريكي ويستنزف قدراته وصرفه عن قضايا ذات أهمية أكثر قوة وحضورا وتصب في صالح الجيش والشعب الأمريكي.
سحب القوات الأمريكية
يرى بايدن أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في جمع ثمار قواته المنتشرة في ربوع الأرض، لذا حان الوقت لإنهاء الحروب الطويلة والمستمرة، إذ كلفت خزينة الولايات المتحدة أموال طائلة لا فائدة منها.
وستضم حزمة الإصلاحات التي سيقرها بايدن سحب القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان والشرق الأوسط وعدم التضحية بأي جندي أمريكي والاكتفاء بتحديد المهمة بشكل دقيق.
إلغاء القوانين العنصرية
وسيعمل بايدن كذلك على سرعة إلغاء ما وصفها بـ”السياسات القاسية وغير المعقولة” التي فرضتها إدارة ترامب، على رأسها القانون الذي يفصل بين الآباء لمهاجرين وأطفالهم، إذ يتم نقل المهاجرين الذين يلقى القبض عليهم إلى قوات إنفاذ القانون ويتم الفصل بينهم وبين أطفالهم، هذا إلى جانب زيادة عدد القبول السنوي للاجئين بـ 125,000 لاجئ، وأن يعمل “بايدن” على زيادتها خلال الفترة المقبلة.
مواجهة الصين بدعم الاستثمار
للمرشح الديمقراطي خطة أكثر فعالية لمواجهة تحدي توحش الصين التجاري، هو بناء جبهة موحدة من حلفاء وشركاء الولايات المتحدة على شاكلة كندا والاتحاد الأوروبي، على عكس رؤية ترامب التي ادت إلى زيادة التعريفة الجمركية على تلك الدول وهو ما قلل من إنتاجها، وأفسح المجال أمام الصين لتوسعها اقتصاديا.
لذا يرى بايدن ضرورة البدء في بناء قاعدة دولية تضم الاتحاد الأوروبي وأمريكا وكندا وهو التحالف الذي من شأنه أن يمثل نصف الناتج المحلي العالمي وهو بدوره يدفع الصين إلى عدم تجاهل الخريطة التجارية والسياسية الجديدة.
عودة للاتفاق النووي
كما تطرق بايدن في مقاله إلى الاتفاق النووي مع إيران، حيث قال: “سياسة ترامب أججت احتمال الانتشار النووي، وسأعمل خلال فترة رئاستي على العودة وإحياء الاتفاق النووي من جديد خاصة بعدما انسحب ترامب منه مما دفع إيران من إعادة تشغيل برنامجها النووي من جديد”، حيث يرى أن إيران تمثل خطرا كبير على المنطقة وعودتها إلى التلويح بـ”السلاح النووي” يعني مزيدا من الخطر في المنطقة والعالم بأسره.