يمكن أن نطلق على الفنان الشاب محمد فراج لقب “القشاش”، ونحن في حالة من الرضا التام على هذا اللقب، بعد أن استطاع أن يُثبت نفسه في معظم الأدوار التي أسندت إليه.
بمجرد ظهوره على الشاشة يجعل المشاهد ينتظر ما سيقدمه، وأن يلتف حول العممل الذي يشارك به، كونه أحد ألمع نجوم جيله المتحكم في الأدوار الثانوية الآن في معظم الأعمال السينمائية والدرامية.
يمتلك فراج تاريخا فنيا يصل إلى 10 أعوام، استطاع خلالهم أن يضع نفسه في خانة الفنانين أصحاب الكاريزما على الشاشة، ما يجعله متفردا بين النجوم الشباب.
مرحلة البداية
كأي فنان شاب بدأ محمد فراج بتقديم أدوار صغيرة، لا تتجاوز عددها اليد الواحدة، مثل ظهوره في فيلم “بنات وموتسيكلات” و”18 يوم” ومسلسلات: “راجل وست ستات” و”المواطن أكس”، إلا أن ظهوره إلى جوار أحمد حلمي في فيلم “1000 مبروك”، كان نقطة تحول كبيرة في حياته، فأظهرته وكشفت عنه كمالك للقدرات التمثيلية الكوميدية، وخاصة مع تقبل الجمهور له.
وحاول بعدها التنقل من عمل لآخر في محاولة منه للظهور على السطح الفني ولكنه تميز في ذلك بالذكاء، فلم يختر الأدوار بغرض الظهور فقط، على العكس تماما فكانت كل خطوة تتم بمقاييس ومعاييره التي لفتت انتباه الجمهور له وكان من تلك الخطوات دوره في مسلسل “طرف تالت” وفيلم “فاصل ونعود” مع كريم عبد العزيز و “الطوفان” مع أحمد عزمي وحنان مطاوع، و”تيتة رهيبة”، بالإشتراك مع محمد هنيدي وإيمي سمير غانم وسميحة أيوب.
نضج محمد فراج في الدراما يسبق السينما
لم يكن لفراج حظ كبير في السينما، على عكس حال الدراما، التي كون من خلالها شعبية كبيرة، لانتقاء أدواره بعناية شديدة، بالإضافة إلى أداء مميز جدًا لفت أنظار الكبار له مثل المخرج محمد ياسين والكاتب وحيد حامد لكي يقوما باختياره في المشاركة بمسلسل “الجماعة”، وهو الدور الذي ترك له صدى فني كبير، ليأتي مرة أخرى مع “حامد” والمخرج تامر محسن في دور “رجب الفرخ” الذي يجسد شخصية أحد أبناء الشوارع المشردين بمسلسل “بدون ذكر أسماء”، الذي ساهم في إحداث بنقلة نوعية في حياة “فراج”، فهو مع كبار الصناع وفي عمل يضم مجموعة كبيرة من الفنانين مثل أحمد الفيشاوي وروبي وفريدة سيف النصر، ليلمع إلى جوار هؤلاء جميعًا.
استمر نضوج محمد فراج في عالم الدراما مع مرور الأعمال والسنوات، فوجدناه في مسلسل “تحت السيطرة” في دور علي الروبي، المدمن الذي قسم الجمهور بين متعاطف معه وكارهًا له.
الدراما المصرية.. كيف تغيرت معايير صناعة النجوم؟
وظهر أيضًا في مسلسل “الميزان” بدور الفتى الشعبي ابن البلد، الذي كان قد ثبت أقدامه حينها مع توالي تلك الأعمال الدرامية المميزة، التي مهدت له المساحات الفارغة لكي يتوغل بها يتربع على عرش الأدوار المركبة والصعبة من بين أبناء جيله، ليقدم بعدها دور “سوني” في مسلسل “هذا المساء” ليبغضه الجمهور من فرط تقمصه لما قدم من دور مركب ومعقد وتفوق من خلاله، ليتحول إلى إشادة جماهيرية ونقدية، ويحظى بكفي الميزان.
يقول الناقد الفني طارق الشناوي، إن محمد فراج صاحب خطوات فنية ثابتة وذكية، حيث قدم أدوار درامية مميزة، جعلت منه صاحب أرضية درامية، كما أنه ينتقي ما يقدمه من أدوار بعناية، فقدم المركب والرومانسي والبلطجي وغيرهم، مما أدى إلى ثقة الجمهور به.
الوجه الآخر
“علي بحر”.. كان هذا الدور الرومانسي الذي قدمه محمد فراج في مسلسل “أهو ده اللي صار”، والذي أثار ضجة كبيرة بين الجمهور ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، لطبيعة الدور نفسه، لينتقل بهذا الدور إلى فئة الممثل الرومانسي باقتدار ويكشف عن وجه آخر ومختلف تمامًا له.
استكمل تعدد الأوجه بدوره في فيلم “الممر”، الذي جسد فيه شاب صعيدي يقع في غرام فتاة بدوية أثناء معركته الحربية، ليؤكد أنه قادر على أن يكون وجه فني رومانسي بصورة كبيرة.
صاحب حظ قليل في السينما
يقول الناقد الفني إيهاب تركي، إن محمد فراج ممثل متميز ويختار أدواره بعناية، حتى أنه استطاع أن يكون الألفة على العديد من أبناء جيله، بسبب اختياراته الفنية المميزة وخاصة في عالم الدراما، ولكنه ذو حظ سيئ في السينما، حيث لم تحقق أفلامه “القشاش” و “قط وفار”، إيرادات عالية بالرغم من جودتهما سينمائيا، فنجد أنه من الأساس هناك حالة من الاقتناع لدى المؤلف والكاتب وحيد حامد به ليكتب له فيلم “قط وفار”، وسبق شاركا معًا في “الجماعة” و”بدون ذكر أسماء”، متمنيا أن يكون فيلم “الصندوق الاسود”، الذي يعرض حاليا في دور العرض، بداية جيدة له في عالم السينما.
على فراج أن يتخلى قليلًا عن حلم المطلقة حاليًا، لأنها لا تناسبه، وأن يركز اهتمامه بشكل أكبر على الأدوار الثانوية والمميزة التي يقدمها والتي يستطيع أن ينجح فيها بتفوق شديد، وفقا لتركي.