يبدو أن توابع إصابة نجم المنتخب الوطني محمد صلاح، بفيروس كورونا المستجد في الأيام الأخيرة، لن تمر مرور الكرام بالنسبة للصحافة العالمية التي فتحت نيرانها على اتحاد الكرة المصري واللاعب نفسه بعد العشوائية والتهاون الذي حدث منذ وصوله القاهرة في التعامل بتهاون مع الفيروس ما أدى لإصابته به خلال فترة التوقف الدولي.
فشل اتحاد الكرة في حماية نجمه الأبرز بشكل واضح للعيان، إضافة للتخبط الإعلامي والترهل الذي حدث بعد نشر بيان إصابته ثم مسحه من على حسابات الاتحاد الرسمية، ما أدى لتخبط شديد في الميديا المحلية والعالمية، ثم طريقة عزله بعد المرض وخروجه من حسابات المنتخب لمباراتي توجو بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2021 بالكاميرون، كلها كانت محاور رئيسية للصحف البريطانية التي اهتمت بشدة بحالة نجم ليفربول بطل الدوري الإنجليزي الممتاز.
كما تصدر هاشتاج «MO SALAH» قائمة الأكثر تداولاً على مستوى العالم في موقع «تويتر»، وأصبح رقم 23 في الأكثر تداولاً، بجانب تصدر هاشتاج «صلاح» على مستوى مصر، كما احتل المرتبة رقم 16، في قائمة الأكثر تداولًا في بريطانيا.
عشوائية ولا مبالاة
ونقلت كل من وكالة «رويترز» وصحف «ديلي ميل» و«جارديان»، والـ«بي بي سي» الرياضية، و«سكاي نيوز» الإنجليزية، و«ذا صن»، و«ميرور»، خبر إصابة محمد صلاح وأسبابه بشكل رئيسي خلال آخر 48 ساعة مضت وحتى الآن.
وذكرت الصحف البريطانية أن إصابة صلاح تأتي بعد أيام من حضور حفل زفاف أخيه، وانتقدت بشدة عدم اتباع الأغلبية في هذا الفرح للإجراءات الاحترازية من الفيروس اللعين الذي هاجم العالم بشراسة مطلع هذا العام، ما أدى لإصابته وتعرضه للخطر بعد هذا التهاون وعدم المسئولية وحملته هو ذلك بجانب اتحاد الكرة الذي لم يحميه بالشكل الكافي.
ورغم أن الصفحة الرسمية لنادي ليفربول لم تذكر شيئًا بشأن الخبر، إلا أن حساب موقع «Liverpool FC news» تداول الخبر نقلًا عن الاتحاد المصري، وأكدت باقي الصحف أن ما حدث لا يخرج عن الإهمال واللا مبالاة من الطرفين، اللاعب واتحاد الكرة ببلده، مؤكدة أن ذلك لا يصح أن يخرج من لاعب محترف بحجم صلاح، ما أدى لإصابته وربما حرمان فريقه منه لفترة طويلة قادمة.
من مقاطعة أبو ريدة إلى الملهم.. كيف مسحت مصر أحزان فتاها الذهبي؟
تخبط إعلامي
نال اتحاد الكرة جانب كبير من السخط الإعلامي العالمي، كونه تسبب في فضيحة إعلامية، بعدما نشر بيان يؤكد فيه إصابة صلاح ثم حذفه من كل حساباته، وترك الجميع في حيرة من أمره حتى المساء عندما خرج الرئيس المعين للجنة الخماسية المؤقتة عمرو الجنايني في تصريحات تليفزيونية ليؤكد الخبر بشكل رسمي، في فوضى و”هرجلة” معتادة في مصر ولكنها غير مسموحة للإعلام الغربي الذي انهال بالهجوم الضاري على الاتحاد ومسئوليه بعد تلك السقطة الكبيرة.
ونشر اتحاد الكرة حينها على حسابه بموقع «فيسبوك»: «المسحة الطبية التي أجريت على بعثة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أظهرت إصابة لاعبنا الدولي محمد صلاح، نجم ليفربول، بفيروس كورونا، بعدما جاءت مسحته إيجابية، رغم أنه لا يعاني من أي أعراض، فيما جاءت مسحة باقي أعضاء الفريق سلبية»،.
ورغم قيام صفحة اتحاد الكرة على «فيسبوك» بالتراجع وحذف الخبر بعدها، إلا أن وسائل الإعلام والمواقع العالمية تداولت الخبر وأبرزت ذلك التخبط وتلك السقطة الإعلامية بشكل قاسٍ للغاية.
تدخل سريع من ليفربول
بعد كل هذا التخبط، تدخل نادي ليفربول بشكل سريع لحماية نجمه الأول من هذا الفشل والإهمال غير المعتاد عليه من قبل الغرب والنادي الإنجليزي، وتواصل بسرعة مع اتحاد الكرة وأكد على استخدام البروتوكول العلاجي المتبع عالميًا مع الفيروس.
كما تواصل الفريق الإنجليزي مع مسؤول وزارة الصحة المصرية المباشر على حالة صلاح وتأكد من سلامة العلاج والإجراءات المتبعة، حتى موعد إجراء المسحة الطبية الثانية بعد 4 أيام.
وسافر صلاح إلى مدينة الجونة الساحلية لقضاء الحجر الصحي هناك على أن يجري مسحة أخرى بعد 4 أيام لتحديد موعد العودة إلى فريقه حال خلو عينته من الفيروس.
وبحسب المنشور، طلب فريق ليفربول من صلاح الانعزال في مكان بعيد عن فندق الإقامة والقاهرة تمامًا، والذهاب لمكان منعزل حتى يسير علاجه بشكل مثالي وعلى أكمل وجه ليعود سريعًا لكامل صحته وعافيته، وهو ما نفذه صلاح بالسفر إلى الجونة.