تقف في التاسعة صباحا بعد مسافة تصل لـ3 ساعات من مدينة بورسعيد لسجن المنصورة العمومي، على أمل اللقاء الذي طال انتظاره، ولكن بعد ساعات الانتظار تبدد الأمل، وأخبر أحد أمناء الشرطة روفيدة حمدي عدم استحقاقها زيارة زوجها الناشط السياسي محمد عادل، أحد مؤسسي حركة “شباب 6 أبريل”، والذي أعلن دخوله في إضراب عن الطعام، اعتراضًا على منع الزيارات عنه.
لقاء منتظر
قالت روفيدة حمدي، في حديثها لـ”مصر 360″، إنها توجهت إلى سجن المنصورة العمومي السبت الماضي، لزيارة زوجها، بعد عقد قرانهما بتوكيل رسمي من محمد عادل في محبسه، واصطحبت والد زوجها معها.
“في 14 أكتوبر كان ميعاد زيارة محمد ووقتها إدارة السجن بلغت أهله إن الزيارة ممنوعة من غير أسباب واضحة وهتتأجل لـ26 أكتوبر، وبالفعل مامته راحت في التاريخ المحدد ودخلت، وبعد الزيارة قالوا لها الزيارة الجاية هتكون في ميعادها عادي 14 نوفمبر، واللي حصل قبل كده كان بسبب لخبطة مش أكتر”، وهو ما لم يتحقق يوم السبت.
بموجب توكيل رسمي، عُقد قران محمد ورفيدة، وتوجهت السبت 14 نوفمبر، لزيارته ومعها قسيمة الزواج التي تثبت أنها أصبحت من أقارب الدرجة الأولى “وصلنا عند السجن الساعة 9 الصبح طبعًا بعد مشوار سفر طويل وتعب وبهدلة وجينا نسجل الاسم للزيارة قالوا لنا على باب السجن استنوا للآخر”.
بعد ساعات طويلة في انتظار أمين الشرطة، أتى أخيرًا وطلب من روفيدة ووالد محمد تسجيل الاسم للزيارة “راح والد محمد بالقسيمة يسجل قال له أمين الشرطة: شوية وهرجع لك، وبعد شوية طلع وقال مفيش زيارة النهاردة، وهتتأجل ليوم 26”.
يواجه محمد عادل في القضية رقم 5606 لسنة 2018 إداري أجا، اتهامات ببث ونشر أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية أغراضها
وكان محمد عادل يقضي فترة مراقبته بقسم الشرطة، يوميًا من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحًا، لمدة 3 سنوات، بموجب الحكم الصادر ضده في القضية رقم 9593 لسنة 2013.
وأنهى ما يقرب من عام ونصف من عمره في المراقبة، وخلال حضوره فترة المراقبة بقسم الشرطة، وضع على ذمة القضية الجديدة، وفق ما أوضح والده عادل فهمي، الذي أشار إلى أن نجله طلب من محاميه الانسحاب من آخر جلسات تجديد حبسه، في سبتمبر الماضي، اعتراضًا على استمرار حبسه الاحتياطي، رغم تجاوزه الحد اﻷقصى القانوني للحبس الاحتياطي ومدته عامين.
إضراب عن الطعام
وفي حديث لم يخلو من مشاعر الحزن والغضب، بعدما علمت أسرة محمد بدخوله في إضراب عن الطعام بسبب منعه من الزيارة، قالت زوجته روفيدة: “مكنش في مشكلة لو كانوا قالوا من الأول إن الزيارة يوم 26، بس اللي حصل إنهم قرروا يلغوا الزيارة لما عرفوا إن أنا اللي هدخل، وليه مقالوش من الصبح إن الزيارة مش النهاردة وسابونا واقفين أكتر من 3 ساعات، احنا دلوقتي مبنتكلمش في ليه هو محبوس أكتر من سنتين ولا ليه هو محبوس أصلا، بقينا نتكلم في حق شخص محبوس في الزيارة”.
“فرحة لم تكتمل”؛ تصف روفيدة مشاعرها تجاه ما شهدته في الفترة السابقة “أنا ومحمد مرتبطين من فترة طويلة وأهالينا والقريبين مننا عارفين، واتخطبنا من سنة ونص وهو في السجن، وكنت بقدر أزوره بشكل ودي بما إني خطيبته لحد ديسمبر 2019، من وقتها منعوني من الزيارة بحجة إني مش من أقارب الدرجة الأولي”.
عقد القران كان الحل الذي فكر فيه محمد ليتمكن من رؤية روفيدة، التي قالت “في فبراير اللي فات محمد قدم طلب جواز، بس بسبب الكورونا ومنع الزيارات وتوقف الشهر العقاري كل حاجة وقفت لحد شهر 9 اللي فات، لأن لازم الطلب يتوافق عليه من النيابة وبعدين يعمل توكيل”.
“أنا ومحمد مرتبطين من فترة طويلة وأهالينا والقريبين مننا عارفين، واتخطبنا من سنة ونص وهو في السجن، وكنت بقدر أزوره بشكل ودي بما إني خطيبته لحد ديسمبر 2019”
عقد قران غيابي أملاً في اللقاء
وأضافت: “في أول نوفمبر كتبنا الكتاب بالتوكيل الرسمي علشان القسيمة تكون معايا وأقدر أزوره، خطوة كتب الكتاب مكانتش في حساباتنا ولا فكرنا فيها بالشكل ده، مكنتش أحب أكتب كتابي وهو مش جنبي ولا اتصور صور لوحدي من غير ميكون معايا فيها، بس ده كان الحل إني أقدر أشوفه، ومع إننا عملنا الحل اللي هما عاوزينه برضه مسحموش ليا أشوفه”.
مشاعر كثيرة داخل روفيدة، لا تستطيع التعبير عنها، كما قالت في حديثها “الموضوع كله مليان مشاعر مش قادرة أوصفها ولا أحكيها ولا قادرة أوصف الوقت بيعدي عليا إزاي، احنا ضحينا بفرحتنا وفرحة اللي حوالينا وكتبنا الكتاب بالشكل ده علشان التواصل بينا يستمر”، كما يتعرض محمد عادل لمضايقات كثيرة كما روت زوجته، منها مضايقات في دخول الكتب والجرائد أو الورق الخالي والأقلام لمنعه من الكتابة أو التدوين.
وفي ديسمبر الماضي، تمكنت المحامية الحقوقية عزيزة الطويل من إلغاء إلزام الناشط محمد عادل بقضاء فترة مراقبته في مركز الشرطة والسماح له بقضاء تلك الفترة في المنزل، وقالت عزيزة إنه بعد إخلاء سبيله من القضية المحبوس الآن على ذمتهما احتياطيا، من المقرر أن يستكمل فترة المراقبة من منزله، وعدم مبارحته إلا في الصباح.
يذكر أن الزيارات توقفت لفترة وصلت لأكثر من 5 شهور بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وعادت بتدابير احترازية، لتصبح زيارة واحدة شهريًا من خلف حاجز، وفقًا لتعليمات مصلحة السجون.