خطابات سياسية مضادة، وأهداف برلمانية مختلفة، تسيطر على أجواء الانتخابات البرلمانية في مرحلة الإعادة بدائرة الرابعة بمحافظة الإسكندرية.
تضم الدائرة محرم بك – أبيس – كرموز – غيط العنب – مينا البصل.
ويتنافس في هذه الدائرة مرشحان لحزب “مستقبل وطن”، وآخر لـ”الشعب الجمهوري”، ورابع ينتمي إلى تكتل “25/30” (المعارض) في البرلمان الحالي.
النائب هيثم الحريري يتوقع فشل قوائم المعارضة في “النواب”
المشاهد الأولى في الدائرة الرابعة، لا تختلف كثيرًا عن مثيلاتها في الداوئر الأخرى على مستوى الجمهورية.
والمنافسة أساسية لمرشحي “مستقبل وطن” في الانتخابات، وأصدقائهم من الأحزاب الموالية، بينما يسعى آخرون مستقلون للفوز بالمقعد البرلماني من أجل إحداث تغيير يأملونه.
وذلك كله وسط اتهامات متعددة بين المرشحين بشأن “المال السياسي” و”الرشاوي الانتخابية” و”شراء الأصوات”.
انتخابات الفردي في محرم بك في المرحلة الأولى كانت أشد منافسة على مستوى محافظة الإسكندرية.
وحسب البعض هذه الانتخابات ضمن الأقوى على مستوى الجمهورية لوجود النائب المعارض هيثم الحريري، الذي تنافس مع مرشحي “مستقبل وطن”، محمد جبريل ومحمود قاسم، ومرشح “الشعب الجمهوري” عمرو كمال.
وأظهرت نتيجة الجولة الأولى تفوق مرشحا “مستقبل وطن” صاحبا أعلى الأصوات بـ39 ألفًا و29 ألفًا على التوالي.
وجاء بعدهما عضو مجلس النواب الحالي هيثم الحريري، بـ 22 ألف صوت، بينما حصل مرشح “الشعب الجمهوري” عمرو كمال على 16 ألفًا، ليتنافسا مجددًا في جولة الإعادة.
النتيجة السابقة تشير إلى تفوق جبريل الواضح على جميع منافسيه، بما فيه زميله قاسم في “مستقبل وطن”.
ونظريًا تبدو نتيجة قاسم قريبة بعض الشيء من النائب الحالي هيثم الحريري، ما يسمح للأخير باقتناص الفرصة والحفاظ على مقعده في البرلمان المقبل.
وحسابيًا أيضًا، تُصعب نتيجة نائب الشعب الجمهوري جلوسه في مقعده بالبرلمان في 9 يناير المقبل.
مرشحا مستقبل وطن
المرشح الأعلى حصولاً على الأصوات والأبرز في الدائرة حاليًا هو محمد جبريل.
يتولى جبريل منصب أمين لجنة النقل والمواصلات في الحزب بالإسكندرية، ويعمل مراسلاً لجريدة الجمهورية في عروس البحر المتوسط.
ويريد جبريل استكمال مسيرة والده في مجلس النواب، إذ كان عضوًا في مجلس الشعب في 3 دورات مختلفة “1971 و1979 و1984”.
على الجانب الآخر، فإن رفيقه في الحزب محمود سامح عبد الحميد آمين قاسم، يعمل مستشارًا قانونيًا للعديد من الشركات العربية والمصرية.
وقاسم هو مؤسس لإحدى الشركات القانونية في الإمارات.
ويبدو قاسم قريبًا حسابيًا من الفوز بمقعد مجلس النواب بعد تفوقه على منافسيه بفارق وصل إلى 7 آلاف صوت.
ومع دخولهما جولة الإعادة، يحرص مرشحا حزب الأغلبية في مجلس النواب، على عقد العديد من اللقاءات الجماهيرية لتعريف الشارع بهما.
كما يعقدان المؤتمرات الانتخابية في السرادقات الأنيقة ذات الكراسي الذهبية، والمليئة بقيادات الحزب داخل وخارج المحافظة لكسب ثقة الشارع.
الجولة الأولى: كيف تجنب مستقبل وطن الخسارة في دوائر الجيزة؟.. وهزائم الوفد لا تتوقف
جبريل وقاسم، حملا شعارات حزبهما الرئيسية في حملاتهما الانتخابية والمتمثلة في دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومؤسسات الدولة والوقوف خلفهما في جميع الملفات والقضايا.
وحافظا على الوعود الانتخابية المعتادة من إجراء تحسين في الخدمات المقدمة لأهالي الدائرة.
ووعدا بإحداث طفرة في قطاعي التعليم والصحة، والتواصل المستمر مع أهالي الدائرة لمساعدتهم ومساندتهم، وحل مشكلة البطالة.
هيثم الحريري
على الجانب الآخر، يبدو أن النائب هيثم الحريري كان مدركًا صعوبة المنافسة في الانتخابات البرلمانية الحالية قبل بدأيتها، بسبب اتساع الدائرة الانتخابية عن الانتخابات السابقة.
قال الحريري، في تصريحات لـ”مصر 360″، إن قانون تقسيم الدوائر الانتخابية جعل المنافسة “أصعب” بعد اتساعها، خصوصًا في ظل ضيق الوقت قبل بدء الانتخابات.
وراهن نجل البرلماني والقيادي اليساري الراحل، أبو العزيز الحريري، منذ اليوم الأول للانتخابات على شعبيته في الإسكندرية، ونشاطه ضمن تكتل “25/30” المعارض.
ورغم عدم تمكنه من منافسة مرشحي “مستقبل وطن” ماديًا، وملء الشوارع باللافتات.
ورغم مؤتمراته الجماهيرية البسيطة ببضع كراسي خشبية، لكنه نجح في دخول جولة الإعادة، محققًا المركز الثالث في عدد أصوات الجولة الأولى.
واشتكى الحريري، على مدار أيام انتخابات المرحلة الأولى، من انتشار ظاهرة “شراء الأصوات” داخل الدائرة.
وصرح عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “عدم المشاركة في الانتخابات تعد دعمًا لنواب الحزاب الوطني الجديد الذين يشترون أصوات وإرادة المواطن بخمسين جنيهًا، من أجل خدمة مصالحهم الشخصية”.
ويرى الحريري أن فرصه كبيرة في الحفاظ على مقعده بمجلس النواب.
إذ أشار إلى أن معظم الأصوات الباطلة في الجولة الأولى، والتي تجاوزت 20 ألف صوت كانت لصالحه، بسبب اختيار الناخبين له وحده.
لذلك حرص على التنبيه على مؤيديه في لقاءاته وعبر صفحته الرسمية بضرورة اختيار مرشحين.
وعبر مواقع التواصل، فإن الحريري هو النائب الذي يتفوق على منافسيه بمنشوراته التي تلقى تفاعلاً بالآلاف، في حين لا يتجاوز أيًا من منافسيه المئات.
ويشدد الحريري على أنه كثافة المشاركة بقوة وزيادة أعداد الناخبين هو الوسيلة الوحيدة لهزيمة المال السياسي.
وأضاف: “عارف إن في مشاكل حصلت أثناء إعلان النتيجة زي ما حصل مع النائب محمد فؤاد، لكن مؤكد أن كثافة المشاركة تقدر تغير المعادلة”.
عمرو كمال
أما نائب “مستقبل وطن” في مجلس النواب الحالي، والذي ترشح تحت راية حزب “الشعب الجمهوري” عمرو كمال الدين، فيبدو الأقل حظوظًا في الحفاظ على مقعده.
وجمع كمال 16 ألف صوت في الجولة الأولى، إلا أنه يراهن على إحداث المفاجئة في جولة الإعادة، والتفوق على مرشحي حزبه القديم.
عمرو كمال، يشغل نائب المدير العام بالبنك العقاري المصري العربي طلعت حرب، يحمل أجندة مشابهة إلى حد كبير لمرشحي حزب “مستقبل وطن”.
وقد حرص خلال مؤتمراته الانتخابية ولقاءاته مع المواطنين على عد إنجازاته وتحركاته تحت القبة على مدار السنوات الخمس الماضية.
وأكد على أنه سيعمل خلال الدورة البرلمانية المقبلة، على تقديم المساندة لأبناء دائرته، آملاً في سد الفجوة الموجودة في أعداد الأصوات والفوز بالمقعد الحائر.