بينما يُتهم فنانون ومثقفون عرب كثر بالتطبيع الشعبي مع إسرائيل، آخرهم الممثل المصري محمد رمضان الذي واجه عاصفة كبيرة من النقد بسبب صوره مع ممثلين ولاعبين إسرائيليين، يٌظهر الرياضيون العرب شراسة أكثر في مواجهة ظاهرة التطبيع، إذ يوجد مواقف كثيرة تبرز عدم تسلل أفكار الساسة والمثقفين إلى الميدان الرياضي.
في التقرير الآتي نستعرض مواقف راسخة قدمها أبطال عرب في الرياضة برفضهم للتطبيع والتعامل مع رياضيين من إسرائيل طوال السنوات الماضية.
مصر الداعمة الأولى
لم يكن غريبًا تصدر مصر لائحة المواقف الرياضية المناهضة للتطبيع، كونها الداعمة الأولى والأكبر لشعب فلسطين برفض التعامل مع إسرائيل والاعتراف بأحقية فلسطين ودولتها في الأراضي المحتلة وموقفها تجاه منذ عام 1948 حتى الآن.
ففي عام 1999 رفض نادر السيد حارس مرمى منتخب مصر لكرة القدم، المشاركة مع فريقه كلوب بروج البلجيكي في مباراة رسمية في إسرائيل “فلسطين المحتلة”، ما أدى لتجميده على مقاعد البدلاء لفريقه ثم الاستغناء عنه نهائيًا.
وفي عام 2003، رفض أحمد حسن قائد منتخب مصر، ارتداء قميص فريق غالطة سراي التركي، على الرغم من العرض المالي المُغري الذي تلقاه بقيمة 5.5 مليون دولار، بعد أن أعلنت إدارة النادي التركي عن التعاقد مع اللاعب “الإسرائيلي حاييم بن رفيف” في قائمة الفريق.
كما رفض اللاعب نفسه السفر إلى إسرائيل مع فريقه أندرلخت البلجيكي لملاقاة “هابوئيل تل أبيب”، وهو ما عرضه لهجوم كبير من “الصحافة الإسرائيلية” حينذاك.
الموقف الأشهر كان عند محمد أبوتريكة نجم مصر والأهلي، في أمم أفريقيا غانا 2008، عندما رفع قميصه عن لافتة “تعاطفًا مع غزة” وكان موقف جلل تفاعل معه أغلب العرب لكون غزة تحت القصف الإسرائيلي حينها في أول عام 2008.
كما رفض تريكة عرضًا للمشاركة في مباراة ودية مع نجوم العالم بسبب مشاركة “الإسرائيلي يوسى بنايون”، واكتفى في تعليقه بالرفض بأربع كلمات: “عفواً.. نحن نربي أجيالًا”.
أما على مستوى الألعاب الأخرى، قاطع أبطال منتخب الهوكي المصري اللعب ضد “المنتخب الإسرائيلي” في الأورجواي في العام 2012.
وكذلك انسحب البطل أحمد عوض من بطولة الجودو؛ لأنه كان سيواجه “الإسرائيلي طيل بلاكير” خلال منافسات بطولة العالم في النمسا.
اقرأ أيضا
“لعنة التطبيع”.. هل يطارد شبح علي سالم محمد رمضان؟
عرب شمال أفريقيا في الصورة
لم يختلف الأمر كثيرًا على مستوى عرب شمال أفريقيا، ففي عام 2009 رفض المهاجم المغربي مروان الشماخ اللعب في إسرائيل، أمام فريق “مكابي حيفا” حينما كان لاعبًا في صفوف فريق بوردو الفرنسي.
وفي عام 2011 امتنعت مصارعة الجودو الجزائرية مريم موسى عن مواجهة “الإسرائيلية شاهار ليفي”، وعُوقبت بعقوبة قاسية حرمتها من التأهل لأولمبياد لندن 2012.
أما تونس ففي عام 2011، رفضت اللاعبة التونسية وبطلة إفريقيا في رياضة المبارزة بالسيف عزة بسباس، مبارزة منافستها “الإسرائيلية ناعومي ميلس” خلال مباراة الدور النهائي لمونديال كاتانيا (جنوب إيطاليا)،.
وشهد عام 2017 رفض الحكم الدولي التونسي محمد علي الشريف التحكيم في مباراة كاراتيه أحد طرفيها يحمل “الجنسية الإسرائيلية”، وكذلك ليبيا في عام 2015، حيث انسحب البطل الليبي محمد الكويسح من بطولة العالم للجودو في كازاخستان، بعد أن أسفرت القرعة عن مواجهته للاعب “إسرائيلي”.
الخليج بين وبين
رغم الموقف الإماراتي والبحريني الغريب الأخير تجاه التطبيع مع إسرائيل وقبله قطر، إلا أن منطقة الخليج لم تخل من مبادرات رفض التطبيع، وكان مجال الرياضة أبرز منبر لذلكز
ففي عام 2012 انسحب بطل تنس الطاولة للمعاقين الكويتي عوض الحربي من نصف نهائي بطولة رومانيا المفتوحة؛ رفضًا لمواجهة منافسه “الإسرائيلي جيفا ليران”.
وكذلك اليمن في عام 2012، عندما انسحب لاعب المنتخب اليمني للجودو علي خصروف من مواجهة لاعب “إسرائيلي” ضمن بطولة كأس العالم للجودو في مدينة “دوسلدورف” الألمانية، وكانت وقتها إحدى البطولات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012.
وفي العراق 2015، عندما أكد وزير الرياضة العراقي أنه بسبب ثوابتنا الوطنية التي تؤكد عدم اعترافنا بهذا العدو المحتل، انسحب لاعبا منتخبنا الوطني سفيان ناظم ومحمد إسماعيل اللذان رفضا مواجهة لاعبي الكيان الصهيوني في تايلاند عام 2015.
اقرأ أيضا
إسرائيل المستفيد.. وإيران تدفع قطار التطبيع نحو العرب
السعودية كان لأبطالها مواقفًا مماثلة كذلك، ففي عام 2016 البطلة السعودية جودي فهمي انسحبت من المباراة، التي كانت مقررة مع اللاعبة “الإسرائيلية جيلي كوهين” في أولمبياد ريو 2016، وأيضًا في 2017 اضطر أحمد الغامدي لاعب المنتخب السعودي للكاراتيه للانسحاب من بطولة العالم للناشئين والشباب المقامة في إسبانيا، وذلك بعدما أوقعته القرعة في مواجهة “لاعب إسرائيلي”.
آخر تلك المواقف كانت للكويت في عام 2019، عندما انسحب لاعب نادي الشباب ومنتخب الكويت للجودو حبيب السبتي، من بطولة روما الدولية بعد معرفته بوجود “3 لاعبين إسرائيليين” معه في الفئة نفسها.
دول الشام يد واحدة
كان لعرب الشام موقف مؤيد للقضية الفلسطينية بشكل قوي ورفض كل أشكال التطبيع مع إسرائيل.
وفي الرياضة ظهر جليًا بعدة أحداث ومواقف كان أبرزها، في 2016 بسوريا عندما انسحب الملاكم السوري علاء الدين غصون من منافسات بطولة العالم للملاكمة التي جرت في أذربيجان، بعدما أوقعته القرعة للّعب أمام منافس “إسرائيلي”.
وأيضًا لبنان عام 2018 حيث انسحب لاعب التاي بوكسينج اللبناني يوسف عبود، من نهائي بطولة العالم للمواي بوران في تايلاند، لرفضه مواجهة “لاعب إسرائيلي”، ورفض عبود الحاصل على الميدالية الذهبية في بطولة العالم سابقا ذلك، واكتفى بالميدالية الفضية، لرفضه الصعود على منصة التتويج مع “لاعب إسرائيلي”.
وكذلك انسحب اللاعب اللبناني فادي عيد من مباراته أمام “لاعب إسرائيلي” في الدورة الـ 43 لأولمبياد الشطرنج العالمي، المُقام في مدينة باتومي الجورجية، الأردن كذلك بعام 2019 كان لأبطالها موقف مماثل، حين رفض بطل الجودو الأردني بكر جميل الزيدانين، اللعب أمام منافسه “الإسرائيلي” بعد أن أوقعته القرعة معه ضمن فعاليات “جراند بريكس” المقامة في المجر.
وأخيرًا رفض اللاعب الفلسطيني سلطان أبو الحاج من مدينة رام الله، مواجهة “لاعب إسرائيلي” في بطولة العالم للناشئين والشباب التي تُقام في تايلاند.