فنانة تأقلمت مع كل الأدوار التي لعبتها. ألقت معها خلف ظهرها مقاييس العمر، فتغلبت عليه بشكل يصعب توقعه، وأصبحت الأكثر تواجدًا بين نساء جيلها في السينما، فخلال خلال السنوات العشر الأخيرة، قدمت إلهام شاهين عديد من الأدوار، في معظمها جسدت أحوال مختلفة للمرأة في مجتمعها، بتمعن وجرأة.
أما آخر أعمالها فهو فيلم “حظر تجول” المشارك حاليًا في المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42. ويتوقع لهذا الفيلم أن يحصل على جائزة يوسف رزق الله بتصويت الجمهور، بعد أن نال إعجاب شريحة كبيرة من جمهور عرضه الأول عالميًا ضمن فاعليات المهرجان.
“البيديوفيليا” أو ظاهرة اشتهاء الأطفال جنسيًا، هو محور العمل الجديد الذي قررت شاهين خوض مغامرته مع الجمهور، بتقديم دور أم يدفعها خوفها على ابنتها إلى قتل والدها المرتكب لجرائم جنسية بحق فتيات في عمر ابنته. وهو الدور الذي تحدثت الفنانة إلها شاهين عن صعوباته وأشياء أخرى في حوار خاص مع “مصر360”.
اقرأ أيضًا: تُدمر العقل وتُذهب العاطفة.. مشاهد العنف وتأثيرها على نفسية الأطفال
كيف تعاملت إلهام شاهين مع هذا الكم من المشاعر في فيلم “حظر تجول”؟
كانت ضاغطة عليّ في كثير من الأحيان، فالفيلم مليء بالمشاعر الإنسانية المختلفة. وأنا عمومًا ضعيفة أمام مشاعر الأمومة التي أجسدها في الفيلم.
ما هي أصعب المشاهد التي مررتِ بها في العمل؟
حينما قبلت يدي ابنتي (أمينة خليل). هذا المشهد لم أقم به من قبل لا خلال حياتي الفنية أو الشخصية. وعلى الرغم من أن حبي لأمي بعد حبي لله، إلا أنني لم أقبل يدها يومًا، ولم أقبل يد أي ممن جسدت معهم أي أدوار سابقة، وهذا الأمر مثّل صعوبة في تجسيد هذه اللحظة.
هل خشيت من جرأة القضية التي يطرحها الفيلم عند الجمهور؟
بالطبع فكرة الفيلم جريئة. لكن يجب على الفن أن يعرض أهم القضايا التي يعرفها المجتمع. وحتى إن انتقد الجمهور العمل في البداية. المهم أنهم سيدركون قيمته بعد مشاهدته.
بشكل عام، ما هي رؤيتك لدور الفن في التعاطي مع القضايا المجتمعية؟
على الفن تسليط الضوء على القضايا التي يعرفها المجتمع، ويطرقها بشكل مستمر حتى تظهر على السطح. بعد ذلك يُصبح على غيرنا، من المعنيين، تولي مسؤولية التعاطي مع هذه القضايا.
اختلف أدوارك في الأعمال الأخيرة عن سابقاتها. ما السر؟
سابقًا، كان اختيار الأدوار أسهل بكثير؛ أقبل بأي دور لم أؤده قبلًا. لكن حاليًا الاختيار صعب. يجب أن أقدم ليس فقط جديد، بل مختلف ومميز. لذلك حدث هذا الاختلاف النوعي في اختيار الأدوار.
ما الأدوار الجديدة التي ترغبين في تقديمها؟
في شبابي كان لدي شغف لم يعد كما الآن. مع ذلك، لدي حلم بتقديم شخصية حتشبسوت. لكن، بالطبع، تكلفة إنتاج الأعمال التاريخية باهظة، وبالتالي دُفن حلمي بتجسيد أي شخصية تاريخية.
ما الأعمال القادمة التي تحضرين لها الآن؟
أُعد الآن لمسلسل “عش الدبابير” مع ياسمين رئيس ومحمود حميدة. وهو عمل من تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد خالد موسى. وهناك أيضًا فيلم “أهل العيب”، بالاشتراك مع منة شلبي ومحمد ممدوح، ومن تأليف تامر حبيب، وإخراج محمد ياسين.
في رأيك، ما الفارق بين الجيل الحالي من الفنانين الشباب وجيلك؟
الجيل الحالي ظُلم، خاصة الفتيات. أولًا لا تكتب لهن سيناريوهات نسائية، ولا يقدمن كأبطال قادرات على تحمل أفلام وتقديمها للجمهور. رغم أن الأعمال النسائية تنجح وتحقق ربحًا.
على العكس من ذلك في جيلي، حيث كانت تكتب لنا، كفنانات، سيناريوهات أعمال بطولتها نسائية. حققت كثير منها نجاحات كبيرة.
ما هي نصيحتك للجيل الحالي من الفنانات؟
نصيحتي للمنتجين. لا بد أن يبادروا بتشجيع الإنتاج النسائي كما كان سابقًا، خاصة وأن هناك الكثير من القضايا التي يمكن طرحها عن وحول المرأة.
هل تجدين صعوبة في الاشتراك مع أجيال مختلفة عنكِ في أعمال فنية؟
لا، فعادة المخرج يناغم بين الأجيال، وهذا دوره. على سبيل المثال في فيلم “حظر تجول”، كان هذا التناغم ظاهر بين الفنانين. وبالتأكيد كما تعلمنا سابقًا لابد أن يتولى الفنانون السبّاقون مهمة مساندة الأجيال اللاحقة، كما فعل معنا من سبقونا فنيًا.
تتمتعين بجرأة ربما ليست في الكثير من فنانات جيلك، هي تقديم أدوار مختلفة الأعمار. ما السبب؟
في رأيي أن مهمتنا، كفنانين، الاختلاف وتقديم أدوار متنوعة ومختلفة. وصحيح الأمر يحتاج لجرأة، لكن أيضًا لولا هذه الجرأة ما استطعنا بناء تاريخ فني بأدوار متنوعة.