منذ 15 عاما انتقل الطبيب المصري أشرف عمارة لكينيا، ليصبح واحدا من أمهر الجراحيين التجميليين في مدينة يبلغ عدد سكانها 48 مليون نسمة، يغطيها 7000 طبيب فقط. تميز عمارة في مجاله، وأصبح واحدا ضمن أربعة متخصصين فقط في الجراحة التجميلية والترميمية. ومن البلد نفسه الذي لمع اسمه فيه غادر الحياة متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وفاة الدكتور أشرف عمارة في كينيا، جاءت كخبر حزين تناقلته العديد من وسائل الإعلام. كما كشفت وفاته بفيروس كورونا مشاكل تواجه الأطقم الطبية في بلده الثاني كينيا.
آخر أيام أشرف عمارة
أصيب عمارة بفيروس كورونا، وواجه صعوبات في تلقي الأدوية لعدم توفرها، وأيضا لعدم توفر أسرة في وحدة العناية المركزة في مستشفى موي التعليمي في مدينة إلدورت، لتبدأ أسرته التفكير في نقله لمستشفى آخر في العاصمة الكينية نيروبي. لكن جاءت تكلفة النقل غالية جدا لا يمكن للأسرة أن تتحملها، لاحتياجه لطيارة إسعاف مجهزة للنقل.
نقل عمارة إلى مستشفى خاص في ناكورو، وهي مدينة تقع في منتصف المسافة بين إلدورت ونيروبي، في انتظار سرير في العناية المكثفة في مستشفيات العاصمة، لكنه غادر الحياة قبل توفر السرير، مودعا العالم من مدينة أضاف لها الكثير من علمه وعمله.
زارع البسمة في كينيا
تميز عمارة في عمليات تجميل الشفاه الأرنبية التي يولد بها الأطفال، كما كان يحرص دائما على نقل خبراته للدول المجاروة مثل الصومال وأوغندا وغيرها، ليلفبه محبيه بـ”زارع البسمة”.
الاجتهاد والإخلاص في العمل كانا من صفات الطبيب الراح، منذ تخرجه وبداية عمله كطبيب، وفقا لصديقه وائل صقر، رئيس قسم جراحة التجميل بكلية الطب جامعة بني سويف، مشيرا إلى أن عمارة عمل في العديد من الأماكن الخيرية في كينيا، لمساعدة المرضى وخاصة الأطفال.
منزل عمارة.. قبلة المصريين في كينيا
أضاف صقر أن عمارة حصل على عدة دورات تدريبية في أوروبا، فقد كان محبا للطب، ومحبا أيضا لإسعاد الآخرين وعمل الخير. فكان منزله في كينيا بمثابة قبلة للمصريين الوافدين على المدينة، يرحب بهم ويستقبلهم.
عقب إصابة عمارة بفيروس كورونا أصيبت زوجته أيضا، ووضعت في العزل الصحي، والتي أوضحت لأصدقائه، أن زوجها كان يعاني في بداية الأمر من الإصابة بأعراض طفيفية، ثم تدهورت حالته الصحية فجأة، لينتهي الأمر بوفاته سريعا، وتركه ذكرى لن تزول من قلوب محبيه.
قوة مصر الناعمة
ونعت النقابة العامة للأطباء، عمارة، ووصفته بأنه أحد أبرز ممثلي قوة مصر الناعمة في أفريقيا وتحديدا في كينيا، موضحة أنّه داهمه وباء كورونا اللعين ليصبح ثاني طبيب في أفريقيا، وأول جراح يتوفى بكورونا في كينيا.
ووفقا لبيان نقابة الأطباء التي نعت به عمارة، أوضحت أنه عقب تخرجه في قصر العيني، قرر أن يهب حياته وعلمه لعلاج أبناء القارة السمراء من تشوه خلقى نادر وصعب وهو الشفة الأرنبية التى تخصص فيها، وكان من أمهر جراحيها.
“هذا يوم جمعة حزين للغاية,غيب كوفيد ١٩ من رسم الابتسامة على شفاه أطفالنا” وهكذا نعاه الشعب الكيني على مواقع التواصل، من خلال منشورات عدة، وصور تجمعه بأطفال ومرضى، وقال سكرتير اتحاد الممارسين الطبيين في كيني إسماعيل أيابيكان، إنه كان طبيبا ممن يمكن الاعتماد عليه وأجرى عمليات جراحية دقيقة للمرضى في عدة مستشفيات.
الوضع الوبائي في أفريقيا
وعن الوضع الوبائي في البلده التي رحل منها الطبيب المصري، أفادت منظمة الصحة العالمية بارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في قارة أفريقيا إلى أكثر من 10 آلاف، فيما بلغ عدد الوفيات أكثر من 500 حالة.
وبعد ظهور ثلاثة حالات إصابة بفيروس كورونا في كينيا في مارس الماضي، ثلاث حالات، أغلقت الحكومة جميع المدارس وأمرت جميع العاملين في القطاعين العام والخاص بالعمل من المنزل، حيثما أمكن ذلك.
وفرضت قيود السفر فيما بعد لمنع غير المقيمين من الدخول، وكان على المواطنين والمقيمين الكينيين أن يقوموا بالحجر الذاتي لمدة لا تقل عن أربعة عشر يوما.
وفي تقرير نشرته دويتشه فيلة، ذكرت أن عشوائيات “كيبيرا” الأكثر فقرا في نيروبي ازدادت الحياة فيها سوءا بسبب فيروس كورونا.
كما أن هناك منطقة بأكملها تفتقر إلى المدارس والأنشطة التجارية والعناية الصحية، وسكانها يخشون من مستقبل أكثر بؤسا مع انتشار الفيروس.