يحمل توجه إسرائيل نحو تقنين زراعة مخدر “الماريجوانا” حلقة جديدة من توظيف المخدرات لخدمة الاقتصاد وتحقيق أهداف سياسية. إذ تحمل الخطة الإسرائيلية مساعٍ لضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد. وذلك من باب الصناعات الترفيهية التي تتوقع تل أبيب أن تنتعش في السنوات المقبلة.
يأتي ذلك وفق ما نقلته عدد من الصحف الفلسطينية عن جريدة “يديعوت أحرونوت” العبرية. وهي خطوة تتزامن مع إعلان عدد من الدول العربية التطبيع مع إسرائيل. كان آخرها السودان والمغرب.
ومن المتوقع أن تحول حركة التطبيع المتزايدة بشدة في الفترة الأخيرةـ دولة الاحتلال إلى مقصد سياحي للعرب الباحثين عن المتعة. وذلك بعيدًا عن قوانين بلادهم التي تحظر تعاطي المخدرات.
وبذلك، فإنه عبر بوابة التقنين ستصبح “الماريجوانا” من المنتجات التي تباع على أرفف المتاجر الكبيرة. وسيسمح للإسرائيليين و”عرب 48″ فوق 21 سنة بشرائها شرط عدم تدخينها في الأماكن العامة.
اقرأ أيضًا.. مخدرات الاغتصاب الوجه المظلم في حفلات أثرياء مصر
تبلغ قيمة سوق “الماريجوانا” الطبية في إسرائيل بـ230 مليون دولار. ويقدر رؤساء شركات حجم تجارتها في السوق السوداء بـ9 مليارات شيكل (2.7 مليار دولار ) سنويًا.
وقبل 3 سنوات اتخذت الحكومة الإسرائيلية إجراءات لتقليل العقوبة على الاستهلاك الشخصي للماريجوانا. مكتفية بغرامة 270 دولار للمستهلك.
وأدى تخفيف العقوبات إلى تنامي الاستهلاك الذي وصل إلى 9% من اليهود ووصل الأمر قبل أشهر إلى إسقاط طائرات المسيرة مئات الأكياس المليئة بها بوزن جرامين على المارة في العاصمة “تل أبيب” .
اقرأ أيضًا.. “التحايل على اللغة وسرقة الفن”.. رحلة الصهاينة للتقرب من العرب
أهداف سياسة
لا يمكن عزل زراعة الماريجوانا في إسرائيل عن الأهداف السياسية الداخلية والخارجية لحكومة تل أبيب، حتى أصبحت ورقة رابحة في الانتخابات البرلمانية لحزب “ميرتس” اليساري الذي جاهد في سبيل شرعنة الاستخدام الشخصي للمخدر، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “معًا”.
ومنذ عام 1953، تعتمد تل أبيب على المخدرات لأهداف خارجية، وزرعت مساحة كبيرة بنبات الحشيش في المثلث المتداخل لحدود الأردن، والتي تم تهريبها إلى مصر وعدة دول عربية، جنبًا إلى جنب مع كميات كبيرة من المواد المخدرة البيضاء مثل الكوكاكيين والهيروين.
خصص المؤرخ الإسرائيلي حاجي رام دراسة حول علاقة المواد المخدرة التاريخية في تل أبيب. وذلك مع انطلاق عمليات التهريب على ظهور الجِمال وانتهاءً بمقاهي تل أبيب التي قدَّمته لزبائنها.
يذكر الكتاب الذي يحمل عنوان “تاريخ اجتماعي للحشيش من فلسطين أثناء الانتداب البريطاني إلى إسرائيل” وقائع مثيرة تؤكد أن إسرائيل ضالعة في تجارة المخدرات إلى مصر بطريقتين. أولها غض الطرف عن مزروعات المخيمات. بالإضافة إلى إعادة تهريب الكميات الواردة إليها إلى سيناء.
بحسب مركز المعلومات الفلسطيني، يقدر عدد المتعاطين للمخدرات نحو 25 ألف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس، منهم 10 آلاف مدمن يتناولونها يومياً، وحال مقارنة المدمنين الفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي، بإجمالي المدمنين تمثل نسبتهم 29%. في حين ترفع بعض الجمعيات الأهلية الفلسطينية العدد إلى 80 ألفًا. وأسباب ذلك عدم وجود وحدة قياس للتعاطي بجانب اختلاف آليات الإحصاء جغرافيًا، فيما يتعلق بتوصيف الحدود الفلسطينية.
اقرأ أيضًا.. صفقة القرن.. ضم الضفة الغربية ينذر بموجة عنف جديدة
البيع في الأكشاك
وبحسب المركز المقدسي للتوعية والإرشاد، فإن مخدرات الأكشاك بإسرائيل التي تتطور باستمرار عبر التحايل على جداول الأدوية المخدرة، من خلال تطويرها بشكل مستمر عبر خلطها مع بعض النباتات تنتشر في المناطق (ب) الخاضعة للسيطرة المشتركة لقوات الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وكشفت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالشرطة الفلسطينية أن نسبة المخدرات الكيميائية المهربة إلى القدس بلغت 70% من المواد المخدرة.
وبحسب المركز الفلسطيني فإن الفئات العمرية للمدمنين في فلسطين تتراوح بين 24 و36 سنة يمثلون 40% من عدد المدمنين بالكامل. وتتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا. والذين أثبتت مؤسسة مصرية أنهم مستهدفون بمخدر “هيدرو” الذي ظهر في مصر مؤخرًا .
وأكدت مؤسسة “نحن معك” للتأهيل النفسي والإدمان، في تصريحات صحفية، أن مخدر الهيدرو (رباعي هيدرو كانابينول) إسرائيلي بالكامل، لكن خطورته داهمة، فالمادة تتضمن ماريجوانا مضافًا لها 63 مركبًا كيميائيًا، بالإضافة إلى سعره الرخيص الذي لا يتجاوز 20 جنيهًا للكيس، كما أنه تعاطيه لمرتين فقط يلقي بالشخص في عالم الإدمان.
تسعى إسرائيل حاليًا لجذب المزيد من الاستثمارات في سوق الماريجوانا، في ظل تقديرات بأن يصل السوق العالمية لها للجوانب الطبية، إلى نحو 50 مليار دولار بحلول العام 2025، وتوجد أكثر من 500 شركة إسرائيلية لديها تراخيص لزراعة وتصنيع وتصدير تلك المنتجات.
نصف مليار دولار
وتحافظ إسرائيل على وضعها كدولة ترانزيت لتهريب المواد المخدرة، وتطورت من شحنات بلاد الشام المحاورة حتى دول أمريكا اللاتينية، فالشرطة في باراجواي ضبطت في أكتوبر الماضي كمية قياسية من مخدر الكوكايين يبلغ وزنها 2.5 طن كانت مخبأة في شحنة للفحم الحجري، كانت في طريقها إلى تل أبيب، بقيمة تبلغ 500 مليون دولار أمريكي.
وتنفق الشركات الإسرائيلية ببذخ على تطوير صناعة الماريجوانا، واستطاعت شركة “سيدو،” تطوير جهاز زجاحي يسمج بالإنتاج المنزلي ومتابعة نمو المخدر وتقديم الاستشارات عبر تطبيقات المحمول لتطوير أنواع مختلفة من المنتج، ووصل الأمر للتعاون مع مغني الراب الأمريكي سنوب دوج للترويح للجهاز سالف الذكر.
ويمكن لأي شخص في العالم الحصول على الجهاز مباشرة من شركة “سيدو” مقابل 2187 دولارًا بالإضافة إلى 319 دولارًا للشحن. ومعه ثلاجة صغيرة وأسطوانتي من ثاني أكسيد الكربون ولوحة زراعة الصوف الصخري وفلتر هواء وآخر للمياه.