في منتصف يوليو 2020 استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي عددًا من شيوخ القبائل الليبية في القاهرة الذين أعلنوا تفويض الجيش المصري لحماية الأمن القومي الليبي والمصري على السواء ضد التدخلات التركية.
وقال المتحدث الرئاسي إن شيوخ القبائل طالبوا بحماية السيادة الليبية. وكذا اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي الليبي والمصري. ما أثار التكهنات حول تدخل عسكري مصري لاحتواء الحرب الأهلية بين الجيش الوطني الليبي من ناحية وميليشيات الوفاق في العاصمة طرابلس من ناحية أخرى.
الرئيس السيسي قابل شيوخ القبائل. وقال إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تحركات تشكل تهديدًا للأمن القومي المصري والليبي. وأضاف أنه سيسعى للحصول على الموافقة على أي تحرك عسكري من البرلمان المصري. وأكد أن مصر لديها القدرة على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم، إذا رغبت في ذلك.
أقرأ أيضًا.. 17 ألف مقاتل.. ليبيا ساحة حرب لـ”مرتزقة” تركيا
القبائل ومنع التدخل التركي
جاء ذلك عقب إعلان الحكومة التركية صراحة التدخل بشكل صريح في الأزمة الليبية لصالح حكومة طرابلس (شرق ليبيا) وميليشياتها. وذلك لترجيح كفتهم على حساب قوات حفتر في الغرب. بينما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة أن أنقرة ستدعم بكل قوة حكومة طرابلس عسكريًا.
وتؤكد أنقرة أنّ حكومة الوفاق الوطني في طرابلس -المعترف بها دوليًا- طلبت منها دعمًا عسكريًا لوضع حد لهجوم قوات حفتر من الشرق.
وقال السيسي لـشيوخ القبائل إن مصر لن تتدخل في ليبيا عسكريًا، إلا بطلب من الليبيين أنفسهم. وأكد أن مصر لن تسمح بتكرار تجربة المليشيات المسلحة مرة أخرى في ليبيا.
اقرأ أيضًا.. “الحرب بالوكالة”.. السيناريو السوري يتكرر في ليبيا
القبائل مرة أخرى
أوضح صالح الفاندي رئيس المجلس الأعلى لمشايخ القبائل الليبية، أن القبائل طلبت من السيسي تدخل الجيش المصري. وأوضح أن ذلك مرهون بتمادي تركيا والميليشيات التابعة لها في ليبيا. وأن اللقاء ضم جميع القبائل الليبية، سواء من الشرق أو الغرب أو الجنوب، وتركز اللقاء حول مخاطر الغزو التركي لليبيا، فضلًا عن التمسك بوحدة الدولة الليبية ورفض تقسيمها.
“سرت – الجفرة”
وحذر السيسي من تقدّم قوات الوفاق الوطني نحو الشرق وإلا ستدفع مصر للتدخّل العسكري المباشر في ليبيا. وقال: “إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر”.
اقرأ أيضًا.. “بي بي سي”: تركيا وروسيا تسعيان لاستنساخ صفقتهما بسوريا في ليبيا
هدوء حذر
في زيارة لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى العاصمة الليبية في سبتمبر الماضي عقب لقاء القاهرة، حذر المسئول الأوروبي من هدوء خادع يسود ليبيا، منذ توقف المعارك في محيط سرت.
بعدها قابل وزير الدفاع التركي رئيس حكومة الوفاق والعسكريين الأتراك في ليبيا وقال إنهم يؤدون مهمة لدعم حكومة الوفاق. وأضاف حسين أسد الوزير التركي أن التطورات كثيرة وأن أنقرة لن تنحني وتواصل دعم الحكومة الشرعية، مشيرًا إلى دعم مالي تقدمه قطر لحكومة الوفاق.
من ناحية أخرى أكد الجيش الوطني التزام قواته بهدنة وقف إطلاق النار. ونفى اعتزامه شن حرب جديدة. وقال الجيش الوطني إنه ملتزم باتفاق جنيف وترتيباته ونتائج اجتماعات (5+5)، مشددًا عدم توجه أي قوات للجيش إلى الجبهة. أما صلاح النمروش وزير الدفاع بحكومة الوفاق الليبي، قال إن طرابلس ملتزمة هي الأخرى بالهدنة.
لكن مصادر صحفية قالت إن أنقرة تسعى لتنفيذ خطط مع الإرهابيين خاصة من تنظيم داعش في بعض الدول الأفريقية.
جنوب ليبيا
وكشفت أن العناصر التي داهمتها القوات المسلحة الليبية في مدينة سبها في الجنوب البلاد كانت من ضمن العناصر التي نقلتها تركيا في وقت سابق. وأوضحت المصادر النقاب عن أماكن نشاط ووجود متطرفي تنظيم داعش الإرهابي في الجنوب الليبي.
وقالت إن عناصر تنظيم داعش تتخذ من سلسلة جبال الهاروج ومنطقة تمسة وحوض مرزق نقاطًا أساسية لتمركزها في الجنوب الليبي. وأضافت أن عناصر التنظيم مرتبطة بشكل وثيق مع مهربي البشر والهجرة العكسية التي تنقل من الشمال للجنوب.
القاهرة تعاملت بحذر مع تلك الأخبار في الوقت الذي استضافت فيه وفدًا من قبائل جنوب ليبيا في زيارة رسمية تستمر لـ3 أيام.
ويضم الوفد نحو 75 شخصية ليبية وعدد من المشايخ وزعماء القبائل ومثقفين وأكاديميين والمرأة والشباب في جنوب ليبيا. وأكدت مصر خلال الزيارة وقوفها على مسافة واحدة بين كل الأطراف في ليبيا من خلال مناقشة الأزمة مع اللجنة الوطنية المصرية للأزمة الليبية.
وعقد وفد الجنوب الليبي لقاء مع اللجنة لمناقشة طلبات الوفد الذي يعكس الجنوب بالكامل وتذليل صعوبات تواجه تنفيذ حل الأزمة الليبية وبحث كيفية دفع العملية السياسية.
وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا نزاعًا بين حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس والمشير خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد. ويتمتع حفتر بدعم قبائل معظمها في الشرق ولكنه يحظى أيضا بمساندة معاقل سابقة للجيش الوطني الليبي مثل ترهونة في الغرب. ومع ذلك لا يحظى الضابط السابق في عهد معمر القذافي بشعبية تذكر في معظم غرب ليبيا بعد هجومه الذي استمر 14 شهرًا على طرابلس.