قال أحمد الطنطاوي الرئيس الجديد لحزب تيار الكرامة، إنه ليس لديه ما يخشاه عند مواجهة العدالة بسبب مواقفه السياسية تحت قبة مجلس النواب، مفسرا خطوته الأخيرة لرغبته في الانتقال إلى براح أوسع في نفوس الناس، لسداد جزء من الدين للمؤمنين بالتغيير عبر صناديق الاقتراع.
وأضاف الطنطاوي في حوار لـ”مصر 360″، أن إغلاق المسار السياسي، له نتائج كارثية على مستقبل الوطن، مؤكدا أنه لم يندم “مطلقًا” على خوض الانتخابات البرلمانية.
وإلى نص الحوار..
– في البداية.. لماذا قررت العودة إلى الحياة الحزبية رغم المعوقات المفروضة حاليًا؟
المادة 5 من الدستور نصت على أن النظام السياسي يقوم على التعددية وتداول السلطة، وبعد الاعتداء على إرادة الناخبين في دائرتي، رأيت أن انتقل إلى براح أوسع في نفوس الناس، لسداد جزء من الدين للمؤمنين بالتغير عبر صناديق الاقتراع.
كما أرغب في أن أوفي حق الذين وثقوا بي سواء في دائرتي أو خارجها، بالاتجاه من مشروع “أحمد” إلى مشروع جماعي يقدم للوطن شبابًا أفضل. علاوة على أنه إيمانًا مني بذلك بدأت التفكير في المشاركة في العملية السياسية، مع ما يترتب عليها من متاعب ومصاعب. كما عزمت على تقديم طرح متماسك يُجيب عن أسئلة الحاضر، ويقدم رؤية للمستقبل.
علاوة على الاستعداد التام لجولات قادمة أمام صناديق الاقتراع، عبر حزب قادر وفاعل يمتلك مع الوقت مساحات أوسع من التأثير والفعل، وهو ما تمثل في حزب تيار الكرامة.
اقرأ أيضًا.. أحمد الطنطاوي يواصل بحثه عن “الأمل” في كرسي رئاسة الكرامة
– الكرامة شهد تغيرات كبيرة مؤخرًا.. ما خطتك في المرحلة المقبلة؟
الأجيال السابقة في الحزب تركت لنا “إرثًا” كبيرًا نعتز به وخطًا سياسيًا يحملنا مسؤولية “ثقيلة” لاستكماله والبناء عليه، في الوصول إلى غايتنا وأهدافنا رغم الصعوبات العديدة التي سنواجهها.
كما أننا نسعى إلى بناء تجربة “ديمقراطية” حقيقية لا ينفرد بها رئيس الحزب، ولا يحيد عن الخط الموجود والسياسات المقررة.
سأحاول مع مجموعة الشباب الجديدة في قيادة الحزب، كسر حالة “الركود” الموجودة حاليًا. كما سنعمل على تغيير الصورة النمطية الموجودة لدى المواطنين سواء بفقدان الثقة في الأحزاب الموجودة، أو الاعتقاد بأن الأحزاب مجرد وظيفة براتب كما يعتقد البعض.
علاوة على التحرك على الأرض، والسعي لتكوين قاعدة جماهيرية للحزب تجعله صاحب المركز الأول في الحياة السياسية وصاحب الأغلبية، وتنظيم يحمل أهداف ثورة 25 يناير. كما يقدم مرشحين ينتمون لها في المجالس النيابية وأتمنى أن نبدأ بالمحليات.
نحن نتبى فكرة “الطريق الثالث” وهو طريق وسط بين محاولات تكريس الاستبداد أو الفوضى. بينما يستهدف في المقام الأول الالتزام بالدستور، واحترام القانون.
ونسعى أيضًا في هذا الإطار إلى ألا تحكم الحزب توجهات أيديولوجية، بينما أعيننا على مشروع وطني متجدد يُعلي قيم العلم والنقاش، ويُجيب على أسئلة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية من خلال برامج قابلة للتنفيذ ليست مجرد شعارات.
اقرأ أيضًا.. انهيار تكتل 25-30 | صدمة أنصار الطنطاوي.. وداوود والشرقاوي يمثلان الائتلاف
– كيف ترى انضمام بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة إلى تحالف من أجل مصر؟
ليس لدي موقف مضاد منهم. القرار الذي اتخذته أحزاب “الإصلاح والتنمية والمصري الديمقراطي والتجمع والعدل” يخصهم وحدهم. بالتأكيد يحملون وجهة نظر في هذا الشأن ولديهم مبراراتهم بشأن الأسباب التي دفعتهم إلى خوض الانتخابات على قوائم الموالاة.
علاوة على هذا أود الإشارة إلى أن حزب تيار الكرامة معني بمواقفه أمام أعضائه، ولن يرفض التعاون مع أيا من الأحزاب المؤيدة أو المعارضة إن اقتضت الظروف مستقبلًا. ما يهمنا هو المواطن في المقام الأول.
وأنوه أيضًا إلى أننا في حالة طرح أيًا من المشاريع المستقبلية سندعو الأحزاب إلى الاجتماع والتباحث حول الطرح. بينما من حق الجميع القبول أو الرفض بما يتوافق مع رؤيته وأفكاره ومبادئه.
– ماذا قدم تكتل “25 / 30” خلال فترة وجوده داخل مجلس النواب؟
التكتل تحمل مسؤولية كبيرة داخل البرلمان على مدار السنوات الماضية، خصوصًا في ظل طموحات الناس التي تفوق عدد نوابه وتأثيره، وسعى جاهدًا إلى إحداث تغيير في العديد من التشريعات التي صدرت في البرلمان.
علاوة على تقديم بدائل أكثر ملائمة لواقع الناس وحقوقهم، وهو ما نجح فيه في العديد من القوانين بعد مفاوضات عديدة مع نواب الأغلبية.
نواب “25 / 30” كان موقفهم واضح، فالقضايا الوطنية التي لا تقبل النقاش. على سبيل المثال لم نسع للتفاوض بشأن قضية تيران وصنافير وتمسكنا بموقفنا، لكن في تشريعات أخرى كنا نحاول الوصول إلى أكبر مكاسب ممكنة للمواطن.
وخلال فترة وجودنا في البرلمان، استعانت الحكومة بنا للتصدي لمواقف نواب الأغلبية في أكثر من مرة.
على سبيل المثال خلال مناقشة قانون الجمعيات الأهلية، إذ قدمت الحكومة مشروع قانون، كما قدم رئيس ائتلاف دعم مصر النائب عبدالهادي القصبي مشروعًا آخر، لكن رفضته الحكومة.
اقرأ أيضًا.. وجوه لن تراها تحت القبة مجددًا.. المخرج والمستشار والمشاغب والمثير للجدل
– وما تقييمك لأداء مجلس النواب بشكل عام؟
رأي واضح في تلك النقطة وصرحت به قبل ذلك. مجلس النواب السابق يعد الأسوأ في تاريخ الحياة النيابية في مصر، وأنا هنا اتحدث عن المجمل وليس عن أشخاص، فالجميع شاهد أدائه خلال السنوات الماضية والعديد من المواقف التي لم تكن تنحاز إلى الشعب وحقوقه.
– هل فكرت في عدم خوض الانتخابات البرلمانية بسبب القوانين؟
قرار المشاركة في الانتخابات البرلمانية كان صعبًا جدًا ومبني على ركيزتين أساسيتين أولهما إنساني يحمل “الألم” بسبب الوضع العام وإقرار قوانين انتخابية رفضتها بشدة، ورفضتها الأغلبية البرلمانية. بينما لا يعني هذا أنني أنكر وجودها.
وثانيهما المسؤول ويرفع راية “الأمل” استنادًا على ثقة الناس، والذين لم يكن يجدر بي “التخلي عنهم” ومن هنا جاء شعار الحملة الانتخابية “رغم الألم يحيا الأمل”.
ورغم التحديات والظروف التي واجهتا بقوة خلال فترتي الدعاية الانتخابية، لكن تمكنا من نيل ثقة الناخبين في الجولة الأولى بفارق أكثر من 10 آلاف صوت. كما حصلنا في جولة الإعادة على المركز الأول طبقًا لأرقام لجان الفرز، لكن أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات نتيجة مغايرة. بينما ينظر الأمر الآن في القضاء، الذي أتمنى أن يعطي الناخبين حقهم.
– ألم تندم على المشاركة بسبب ما حدث معك؟
لم أشعر بالندم “مطلقًا” على خوض التجربة، خصوصًا أن ما جرى بها بالنسبة إلى يعد “انتصارًا للغد” بما يمثله من أفكار وأحلام وأمنيات. هكذا كان واضحًا جدًا في نتيجته القاطعة بحصولي على الترتيب الأول. بينما شهدت عددًا من المحاولات لإخراجي من المشهد وإثناء الناخبين عن تأييدي.
وبعيدًا عن ما جرى معى بشأن النتيجة النهائية، اتمنى أن يدرس المسؤلين عن الانتخابات ما جرى معي وإيمان الناخبين بفكرتي رغم كل المعوقات والمحاولات المستميتة لإزاحتي من المشهد. كما اتمنى أن يدركوا خطورة ذلك على المواطنين والوطن، وما يمكن أن يمثله من ضرر لبلدنا ويغير الإيمان بفكرة التغير الآمن من خلال صندوق الاقتراع.
اقرأ أيضًا.. هنا كفرالشيخ.. كيف تصنع معركة انتخابية محسومة نظريا؟
– البعض يتوقع “التنكيل” بك بسبب معارضتك وأن توليك رئاسة الحزب محاولة لحمايتك من الملاحقة القضائية.. ما تعليقك؟
في الحقيقة هناك شبه إجماع على هذه المخاوف، وطلب من كثيرون السفر للخارج، ما يعكس تصورات سلبية حقيقية عن طريقة تعامل السلطة مع منافسيها الذين يعملون تحت سقف الدستور والقانون. لكن أنا لا أقبل أن اتخذ من عودتي للحزب “ستارة” للاحتماء.
تصريحي بأني “لا أحب الرئيس وغير راض عن أدائه” كان خلال إحدى الجلسات في البرلمان. كنت أمارس وقتها حقق الدستوري. وأؤكد أنه ليس لدي ما أخشاه في مواجهة العدالة، أو أخجل منع عند النظر في عين أمي.
وأتمنى أن يتم الإقلاع عن هذا النهج لأنه إن كانت أثاره على المدى المنظور تحقق نتائج جيدة. بينما آثارها المستقبلية مدمرة. علاوة على أن إغلاق المسار السياسي في أوجه المؤمنين بالاحتكام للقواعد الدستورية والقانونية، واستخدام صناديق الاقتراع له نتائج كارثية على مستقبل الوطن.