أصدر القضاء السعودي حكمًا بسجن الناشطة لجين الهذلول 5 سنوات و8 أشهر، مع إيقاف التنفيذ لسنتين و10 أشهر. من ناحية أخرى أدينت “لجين” 31 سنة، بإلحاق الضرر بالأمن القومي والسعي لخدمة أجندة خارجية داخل المملكة.
وبحسب جريدة “سبق” السعودية قضت “الهذلول” عامين و7 أشهر في السجن. علاوة على الناشطة ميا الزهراني التي أدينت مع لجين في القضية ذاتها.
ونص الحكم الصادر بحق لجين على “في حال ارتكابها أي جريمة خلال 3 سنوات؛ سيعتبر وقف التنفيذ مُلغىً”. كما شمل القرار تطبيق عقوبة المادة 53 الخاصة بمكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.
وقالت المحكمة إن “وقف تنفيذ عامين و10 أشهر من العقوبة المقررة بحق المحكوم عليها؛ استصلاح لحالها وتمهيد السُبل لعدم عودتها إلى ارتكاب الجرائم”.
من هي لجين الهذلول؟
لجين من مواليد 1989 ناشطة حقوقية نسوية سعودية، ناضلت لسنوات للسماح للنساء في بلادها بقيادة السيارات. كما عملت ضد نظام ولاية الرجل في السعودية وطالبت بإلغاءه.
اعتقلت لجين المدافعة عن حقوق النساء قبل السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة عام 2018، وهي القضية التي كانت لجين وغيرها من الناشطات المعتقلات كافحن في سبيلها.
علاوة على “لجين” واجهت ناشطات سعوديات عدة تهم منها النشاط المنسّق لتقويض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي للمملكة، ووصفهن الإعلام الرسمي بأنهن “خائنات” و”عميلات سفارات”.
وعلى الرغم من السماح للنساء بالقيادة إلا أن مسؤولين سعوديين يصرون على عدم وجود صلة بين اعتقال الناشطات السعوديات وهذه القضية.
اقرأ أيضًا.. لجين الهذلول.. أيقونة المرأة السعودية داخل السجون
من ناحية أخرى صنفت “لجين” المتخرجة في جامعة كولومبيا الكندية، كثالث أقوى امرأة في العالم العربي عام 2015 حسب مجلة “آريبيان بزنس“.
كما أنها حاصلة على “جائزة الحرية” الفرنسية التي تمنحها لجنة دولية مكونة من 5500 شاب، وسلمت إلى عضوين من عائلتها. بينما كانت تقبع في السجون السعودية.
لم تكن تلك المرة الأولى التي تعتقل فيها لجين. ففي نهاية 2014، اعتقلتها السلطات السعودية وهي في الـ25 من العمر، وأودعت السجن لمدة 73 يومًا بعدما حاولت قيادة السيارة عبر الحدود بين الإمارات والمملكة.
أسرة لجين الهذلول
أما أسرة “لجين” اعتبروا الحكم انتصارًا، حيث إنهم سيتمكنوا من رؤية ابنتهم خلال شهرين، عقب انقضاء مدة الحكم.
وغردّت “علياء الهذلول” عبر حسابها في “تويتر”: “كنت زعلانة على الحكم، لكن لما شفت إن الكل متحمس لخروج لجين خلال شهرين، عرفت إن الناس تعتبر هذا الحكم انتصارًا للجين والكل متفهم أن الحكومة محتاجة لحفظ ماء الوجه”.
لكن “لينا الهذلول” قالت إنه بالإضافة إلى الحكم الصادر ضد “لجين” إلا أنه تم منعها من السفر لمدة 5 سنوات مقبلة.
وأوضحت لينا إنه مع احتساب مدة وقف التنفيذ والمدة التي قضتها لجين بالفعل في السجن منذ مايو 2018، فقد يتم إطلاق سراحها خلال شهرين تقريبًا، مشيرة إلى أن لجين والادعاء العام ما زال بإمكانهما الاستئناف على الحكم.
زوج لجين
لجين متزوجة الممثل الكوميدي فهد البتيري، مواليد عام 1985، تخرج في جامعة تكساس 2006م، وكانت بداية حياته الفنية في عروض الستاند آب كوميدي.
فهد واحد من أشهر الفنانيين الكوميديين في الوطن العربي، وشارك في تأسيس قناة على اليوتيوب تسمى “تلفاز 11” وقدم العديد من العروض الكوميدية والبرامج على مستوى العالم.
اشتهر الثنائي لجين وفهد بقصة زواجهما وحضورهما معًا في أكثر من وسيلة إعلامية. لكن اعتقال الأولى واختفاء الثاني أثار أسئلة عن مصيرهما، خاصة مع ما ترّدد عن نهاية علاقتهما تحت التهديد.
قصة الحب بين الاثنين كانت حديث الكثير من السعوديين منذ اقترانهما عام 2014.
أول تعليق أمريكي
من ناحية أخرى علق مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، جايك سوليفان، على سجن الهذلول. وغرّد بموقع “تويتر”، قائلًا إن الحكم على لجين الهذلول لمجرد ممارستها حقوقها العامة “ظالم ومقلق”.
وأضاف مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس المنتخب: “كما قلنا، فإن إدارة بايدن/هاريس ستقف ضد انتهاكات حقوق الإنسان حيثما وقعت”.
منظمات المجتمع المدني تعلق
أثار اعتقال لجين ردود فعل المنظمات والجمعيات الحقوقية منها منظمة العفو الدولية، التي ذكرت أن هذه الاعتقالات جاءت “بسبب أنشطتهن السلمية في مجال حقوق الإنسان”.
علاوة على منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي طالبت “السلطات السعودية بإطلاق سراح النشطاء فورًا أو اتهامهم بتهم جنائية محددة”.
بينما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن الناشطة المحتجزة لجين الهذلول متهمة بـ”تقديم معلومات سرية لدول غير صديقة”.
اقرأ أيضًا.. من رفع الولاية إلى إلغاء الجلد.. هل ينتصر الإصلاحيون في السعودية؟
ولي العهد ورؤية 2030
جاء الحكم على لجين والتي طالبت بحقوق مشروعة للنساء في بلادها، معارضًا لما أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ عامين حين أصدر أمرًا ملكيًا بالسماح باستخراج رخصة قيادة للنساء، وسبقه أمر آخر بالسماح بالقيادة لهن في 2018.
كما تم تأسيس مدارس لتعليم القيادة للنساء، وهو الأمر الذي رآه العاهل السعودي “جيدًا” لأنه سيتيح للمرأة القدرة على التحرك والانضمام إلى القوة العاملة بعد أن كن يعتمدن على الرجال.
التغيرات المتعلقة بالمرأة هي جزء من برنامج تتبناه المملكة تحت عنوان “رؤية 2030“، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان الذي وصف بأنه الرجل القوي في المملكة.
على سبيل المثال تمنح “رؤية 2030” المرأة السعودية حق السفر والحصول على جواز سفر في سن 21، وتمكينها من تسجيل حالات الولادة والزواج والطلاق، وأن تكون مؤهلةً كوصي على الأطفال القصر.
كما تم منح المرأة حرية الدراسة في الجامعة وفرصة البحث عن عمل دون طلب الإذن من قريب لها من الذكور. كما تنص رؤية ولي العهد على رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
في النهاية أكد ولي العهد مرارًا وتكرارًا أنه يريد تحديث البلاد والعودة بها “إلى الإسلام المعتدل”.
اقرأ أيضًا.. محمد بن سلمان عرّاب مكافحة الفساد في السعودية.. خارج حسابات الشفافية
مكتسبات الإصلاح
صنفت المملكة السعودية الأكثر تقدمًا وإصلاحًا بين 190 دولة حول العالم، لتصبح بذلك الدولة الأولى خليجيًا والثانية عربيًا، بحسب تقرير “المرأة، أنشطة الأعمال، والقانون 2020″، الصادر عن البنك الدولي.
وحققت السعودية قفزة نوعية غير مسبوقة في الأنظمة المرتبطة بالمرأة، حيث سجلت 70.6 درجة من أصل 100 في مقياس التقرير.
ووفقًا لتقرير البنك الدولي جاءت المملكة في صدارة الدول الأكثر تقدمًا حيث تحسنت في 6 مؤشرات من أصل 8 يقيسها التقرير. بينما حافظت على درجتها في مؤشر الأصول والممتلكات.
يأتي ذلك بعد أن كانت المملكة واحدة من أكثر الدول تقييدًا لحقوق المرأة. على سبيل المثال احتلت السعودية المرتبة 138 من بين 144 دولة في مؤشر الفجوة بين الجنسين في المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017.