يبدو أن النادي الأهلي وجد ضالته أخيرًا في مركز المهاجم الصريح، الذي لطالما أرقه وجماهيره طوال السنوات الماضية. ذلك بعد أن حسم المارد الأحمر ملف صفقة الشتاء المنتظرة بالتعاقد لأربعة مواسم مع الزامبي والتر بواليا مهاجم نادي الجونة. بعد فشل صفقة الأوروجواياني جاستون سيرينو مهاجم صن داونز الجنوب أفريقي، لمغالاة ناديه في طلباته المادية. ورفض عروض الأهلي المتعاقبة لضمه دون إبداء أي مرونة في المفاوضات. ثم رفضه بيعه نهائيًا.
هذه الصفقة الأخيرة تأتي لمعالجة ما لم يتمكن مروان محسن من تحقيقه في أغلب مبارياته، خاصة فيما يتعلق بالمعدل التهديفي ولغة الأرقام.
هنا، يزيد من أزمة مروان تألق محمد شريف مع انطلاق الموسم الجديد من الدوري، وإحرازه لثلاثة أهداف في 4 مباريات، قدم خلالها مستوى مميز كمهاجم للأهلي. لذا فإن مروان محسن بات على أعتاب التخلي عنه أو مرحلة الجلوس على “الدكة”، مع الأداء المختلف المتوقع أن يطرأ على الفريق خلال الفترة المقبلة. وذلك بعد تفعيل الأهلي قوته الهجومية بالثنائي شريف وبواليا، صاحب الإمكانات الكبيرة. في وقت أصبح الفريق في أمس حاجة لهجوم كاسح يستعد به لمواجهاته القادمة. لا سيما كأس العالم للأندية في قطر، مطلع فبراير المقبل.
اقرأ أيضًا: صداع “المهاجم السوبر” في رأس الأهلي.. سيرينو أم بواليا.. موسيماني أم لجنة التخطيط
بواليا يستغل أنصاف الفرص
بلا شك، يأتي والتر بواليا ضمن أصحاب الحس التهديفي الكبير الذين يسجلون من أنصاف الفرص. وهو ما أيده مدربه بالجونة رضا شحاتة، في تصريحات تليفزيونية سابقة. حيث قال: “بواليا رائع داخل منطقة الجزاء، يستطيع التسجيل من نصف فرصة”. فهو قادر على الدوران بالمدافع ثم التسديد بسرعة لأنه رائع في التحجيز على الكرة. “ستجد دائمًا دفاع الفرق الأخرى يلعب برقابة فردية عليه، مع تواجد مدافع للتغطية”.
“قدمه الأساسية هي اليسرى، إلا أنه يُسدد بكلتا القدمين بشكل قوي ودقيق”؛ يقول عمرو عابدين مدرب الجونة المساعد، الذي أكد أن “بواليا يفاجئ الجميع بقدراته في التسديد. هو صفقة رائعة للنادي الأهلي”.
عطفًا على حديث مدربيه السابقين في الجونة، فإن بواليا مما شاهده الجميع في مبارياته مع الجونة وتحديدًا أمام الزمالك بالموسم المنقضي، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك هذه المزايا التي عددها شحاتة وعابدين في حقه. وأنه سيكون إضافة قوية للمارد الأحمر وخط هجومه الذي عانى من أزمات عديدة ونقص وتراجع مستوى وسجل لاعبيه.
بواليا البدايات والختام
كانت بداية والتر بواليا -هداف الدوري الزامبي- القادم من نكانا رد ديفلز إلى الجونة في 2019 عادية للغاية. إذ تأرجح خلال العام بين الدكة والخروج من قائمة الفريق الساحلي. وهو أمر ظهر في سجله التهديفي بمعدل 3 أهداف فقط بـ20 مباراة، أعقبتها جائحة كورونا التي أوقفت نشاط كرة القدم في مصر.
ومع عودة النشاط ظهر بواليا بشكل مغاير. انفجر الفهد الزامبي وتحديدًا منذ نهاية أغسطس الماضي، ليسجل 10 أهداف في شهرين فقط حتى نهاية الدوري الماضي في أكتوبر. ثم سجل الموسم الحالي 3 أهداف في 5 مباريات، ليضع نفسه في صدارة الهدافين من بين مهاجمي الدوري.
13 هدفًا في 3 أشهر فقط تفوق بها بواليا على جميع مهاجمي الأهلي المتواجدين حاليًا، بمن فيهم السنغالي أليو بادجي الذي رحل للإعارة إلي نادي أنقرة جوجو التركي. وهو ما يثبت فاعليته ونجاعته الهجومية والتهديفية العالية أمام شباك الخصوم. ما يحل للأهلي أزمته الكبيرة في هذا المركز إلى جانب محمد شريف المتألق مؤخرًا.
قدم بواليا اليسرى.. ما يفتقده الأهلي
تفوق والتر بواليا لا يتوقف على الأرقام أو المواصفات البدنية والجسدية القوية لمهاجم أفريقي يصل طوله إلى 180 سم ويجيد ألعاب الهواء والالتحامات. بل أنه يزيد على ذلك مهارات اللعب بالقدم اليسرى وقدرته على القفز لأعلى والتفوق على من يفوقه طولاً، كما فعل في هدفه أمام الزمالك، بعد تفوقه على محمود علاء. وكذلك هدفه الأول في الدوري بشباك بيراميدز.
هذه القدم اليسرى لبواليا يفتقدها هجوم الأهلي تمامًا. الأمر الذي يجعله الوحيد من بين كل مهاجمي الأحمر؛ مروان محسن ومحمد شريف وصلاح محسن وأحمد ياسر ريان وحتى جونيور أجاي الجناح والمهاجم في بعض الأحيان، الذي يجيد اللعب بدقة بقدمه اليسرى. وبالتالي سيقدم حلولاً مختلفة في هجوم النادي الكبير.
كما أن هذه المهارة ستمنح بيتسو موسيماني مدرب الأهلي مرونة كبيرة في استخدام صفقته الجديدة. إذ أصبح لديه الآن لاعبًا قادر على أداء مهامه في مركز الجناح الأيمن الذي يعاني من نقص كبير بعد رحيل الشيخ وتجميد جيرالدو وتراجع الشحات عن مستواه وكبر وليد سليمان وتغيير مركزه لصانع الألعاب.
يفسر ما سبق تعاقد الأهلي مع بواليا وهو في قمة عطائه وانسجامه مع الكرة في مصر. وهو أمر أيضًا سيسهل من اندماجه مع فريقه الجديد دون الحاجة لفترة طويلة من التأقلم والتعود على الأجواء والدخول في الفريق سريعًا. ما يعني مشاركته قريبًا وربما تألقه. ليصبح صفقة مدوية بكل المقاييس للعملاق الأحمر.
اقرأ أيضًا: مروان محسن والشناوي.. مكاسب الأهلي من الفوز على الجونة بعد “مقلب” القمة
أيضًا سلوك بواليا المنضبط والاحترافي خارج الملعب يضف إلى صفقته مع الأهلي ميزة جديدة، لأنه صاحب سلوك يلائم طبيعة ومبادئ النادي. وهو ما يراه رضا شحاتة مدربه السابق في الجونة أمرًا يساعد اللاعب في التأقلم مع فريقه الجديد. ويضيف: “إذا تأقلم ستصبح الأمور أكثر سهولة، وأثق في ذلك لأن عقليته على أعلى مستوى واحترافية للغاية”.
الأمر الأخير المبشر لجماهير الأهلي حاليًا فيما يتعلق بصفقة بواليا، أن اللاعب أظهر رغبة كبيرة في الانضمام للأحمر. وهو أمر وضح جليًا في مفاوضاته مع النادي وتنازله وتسهيله لكل شيء من أجل ارتداء القميص الأحمر. إلى جانب رفضه إغراءات بيراميدز ومن بعده الزمالك لضمه في الميركاتو الشتوي الحالي. ما يجعله بعد كل المميزات التي سبق ذكرها منتمي للأحمر وأمل قادم لجماهير الشياطين الحمر.