دخل الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة صاحب الكرة الذهبية 6 مرات، الفترة الحرة في عقده مع البلوجرانا في الانتقالات الشتوية التي انطلقت أول يناير الجاري. بينما لم يجدد عقده مع النادي الكتالوني حتى الآن، أصبح يحق له التوقيع لأي نادٍ في العالم دون الرجوع لإدارة برشلونة واللعب له مجانًا من الصيف المقبل.
ميسي قرر الرحيل فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بعد أزمات النادي الإدارية والفنية، تراجع وأجّل قراره للصيف المقبل بعد أن اشترطت الإدارة دفع الشرط الجزائي الموقع في عقده والمقدر بـ700 مليون يورو، للموافقة على الرحيل. الرقم يستحيل على أي نادٍ أو شخص في العالم دفعه قيمة لاعب حتى لو كان ميسي.
“البرغوث” لم يعلن قرارًا بشأن مستقبله حتى الآن. بينما تفيد تقارير صحفية بقرب انتقاله لأندية أخرى على رأسها مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، خاصة بعدما فشل مع ناديه بالموسم الماضي في حصد أي بطولة محلية أو قارية. كما يحتل حاليًا مرتبة سيئة في الليجا بالمركز السادس برصيد 25 نقطة.
اقرأ أيضًا.. صلاح في الصورة.. مدرب برشلونة يحدد 3 بدائل لتعويض رحيل ميسي
في التقرير التالي نرصد 4 عوامل مفصلية تحدد شكل مستقبل النجم الأفضل في عالم كرة القدم..
العائلة لها دور كبير
صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية كشفت أن عائلة ميسي تتحكم بشكل كبير في مستقبله داخل صفوف برشلونة. عائلته هنا متمثلة في زوجته أنتونيلا روكوز وأبنائه الثلاثة الذين سيلعبون دورًا حاسمًا في مستقبل البرغوث مع البارسا. الأسرة أبدت رغبتها في الذهاب للعيش في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية الآن أو مستقبلًا.
الصحيفة أضافت أن ميسي يقترب بقوة من الرحيل في ظل غموض موقف التجديد مع برشلونة حتى الآن. الأمر ظهر في حديثه مع قناة “لا سيكستا” الإسبانية، وأكد أنه لا يعلم ماذا سيفعل بخصوص هذا الملف. كما قال إنه سينتظر لنهاية الموسم.
وترغب الأسرة في الحياة بأمريكا لإكمال دراسة الأبناء الثانوية والجامعية. ما يتماشى مع تصريحات ليو التي أكد فيها أنه يتطلع للعيش في أمريكا مستقبلًا.
ميسي اشترى جناحًا فاخرًت في مبنى بورش بميامي قيمته السوقية تتراوح بين 7 إلى 9 ملايين يورو، تمهيدًا للانتقال لنادي المدينة المملوك لديفيد بيكهام نجم الكرة الإنجليزية السابق.
قلبه برشلوني ويؤجل الحسم
إذاعة “كادينا سير” الإسبانية كشفت خطة ليو، بشأن مستقبله داخل “كامب نو” مع اقتراب انتهاء عقده. الإذاعة قالت إنه يُفكر في البقاء داخل النادي والتجديد مع الكتالوني حتى يونيو 2023. مضيفة أنه بعدها سيرحل لأمريكا.
وهو ما أكده في حديثه الأخير عن مستقبله: “سأنتظر حتى نهاية الموسم ومن ثم سأقرر. في يونيو ستعرفون ماذا سيحدث، في الحقيقة حتى الآن لا أعرف ماذا سيحدث. حاليًا أريد التركيز على الفوز بالألقاب مع برشلونة”.
ليو أضاف: “لا أعلم إذا كنت سأغادر الفريق أم لا، ولكن إذا حدث ذلك، أود أن أغادر بأفضل طريقة ممكنة وأن أعود يومًا ما للعمل في النادي. لا أريد أن تتلوث مسيرتي في النهاية، لدي قصة حب مع برشلونة، ليس من السهل أن أكون محترفًا لـ16 عامًا. سنرى كيف ستنتهي القصة”.
اقرأ أيضًا.. توقف الكائنات الفضائية عن العمل.. هل انتهى عصر برشلونة الجميل؟
لكن ليو أعلن تأجيل حسم مستقبله لنهاية الموسم الحالي. أي أنه لن يستخدم حقه القانوني في التوقيع لأي نادٍ الآن أو مستقبلًا حتى شهر يونيو المقبل كما قال. وبالتالي سيستكمل رحلته مع البارسا على الأقل لـ6 أشهر قادمة دون أي توقيع أو تفكير في الانتقال لنادٍ جديد”.
تغيير الإدارة والمدرب
الجميع داخل برشلونة ينتظر انتهاء الانتخابات في 24 يناير، ومن سيكون الرئيس الجديد للعملاق الكتالوني والعرض الذي سيقدمه لصالح ميسي. هكذا فإن تغيير الإدارة وهوية الرئيس الجديد وإدارته آخرى ترضي ميسي، قدت تفعه للبقاء.
ميسي سبق أن أبدى غضبه من إدارة جوسيب بارتوميو الراحل عن إدارة النادي مؤخرًا، بعد فشله في كل الملفات ووصوله بالنادي للنفق المظلم. كما أنه غير راضٍ عن أداء المدرب الهولندي رونالد كومان ومنزعج أكثر من تعامله مع صديقه لويس سواريز.
كومان هو الآخر قابل أنباء رحيل ميسي بجفاء وعدم اهتمامه من واقع شخصيته القوية وسيطرته الكاملة على الفريق وغرفة الملابس. بينما ميسي لا يملك أي صلاحيات أو سلطة أكبر من دوره كقائد للفريق. حيث قرر أن تذهب كل الأمور إليه لإعادة الانضباط لفريق الكرة بعد فترة فوضى كبيرة من وجهة نظره.
اقرأ أيضًا.. ”ليست لُعبة”.. كرة القدم تُشعل حروبًا وتوقف أخرى
كومان قال عن مستقبل ميسي: “أعتقد أنه من المثالي بالنسبة له إجراء مقابلة لإعلان آرائه، ولم أشاهد مقابلة ميسي الحية، ولن أكون أكثر هدوءًا بسبب ما قاله ليونيل عن تقرير مستقبله في النهاية. لا يمكنني التأثير عليه، والشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به هو تحقيق أقصى استفادة من الأرجنتيني في المباريات المقبلة. سنرى ما يمكن أن يحدث. أنا أقدر ما قاله ليو، إنه عام انتقالي، ونحن نجري العديد من التغييرات، وطبعًا هو لاعب رئيسي في الفريق”.
كما أضاف: “إذا قرر ميسي أن مستقبله لا يعتمد على مدرب أو دولة، فهذا قرار يجب اتخاذه مع أسرته. لا أعرف ما إذا كان المدرب يمكن أن يؤثر على مصيره من عدمه”.
عروض جدية في الانتظار
لا شك في أنه إذا قرر ميسي 33 عامًا الرحيل ستسعى أندية كبيرة إلى التعاقد معه. أبرز هؤلاء باريس سان جيرمان الفرنسي حيث سيتسنى له اللعب إلى جانب صديقه البرازيلي نيمار. بالإضافة إلى مانشستر سيتي ليلعب مجددًا تحت إشراف المدرب الاسباني بيب جوارديولا الذي أحرز معه كل الألقاب الممكنة في حقبته الذهبية مع البارسا.
من ناحية أخرى، لا ترغب أندية كبيرة في ضم ليو إليها، لعدد من الأسباب.
على سبيل المثال إنجلترا، التي لم تنفق فيها أندية أموالًا طائلة باستثناء تشيلسي، وستكون سوق الانتقالات المقبلة الأولى بعد توقيع اتفاق “بركسيت”، وبالتالي من المرجح رؤية صفقات رحيل لا قدوم لاعبين. أما ليفربول بطل الدوري سيسعى لتدعيم خط دفاعه خاصة في ظل الإصابات الأخيرة.
بينما كان مدرب مانشستر سيتي، واضحًا عندما أشار إلى أن ناديه لن يجري أي صفقة خلال فترة الانتقالات الشتوية. الأمر ذاته ينطبق على تشيلسي وتوتنهام الذين لا يعانيان أي نقص في صفوفهما.
البدائل الأوروبية
كذلك إيطاليا، مدرب إنترميلان أنتونيو كونتي لا يزال مستاء من خروج فريقه من دوري أبطال أوروبا خالي الوفاض، واعتبر أن التعاقدات لم تكن كافية مع أن فريقه مدجج باللاعبين الجدد. لذا يأمل بتعزيز صفوفه بالمزيد من أجل متابعة حلم نيل لقب الدوري الإيطالي “الاسكوديتو”.
أما يوفنتوس الذي يحتل المركز السادس “مع مباراة مؤجلة”، لن يبادر إلى إجراء أي تعاقدات جديدة ومنح الوقت لمدربه الجديد ونجمه السابق أندريا بيرلو في إيجاد التوليفة المثالية لتشكيلته الحالية.
ألمانيا هي الأخرى لن تشذ عن القاعدة، نادرًا ما أجرى بايرن ميونيخ تعاقدات في يناير لتعزيز صفوفه. بناء على ذلك سينحصر مستقبل ميسي في أوروبا بين باريس ومان سيتي لو قرر مغادرة البارسا والتوجه لتجربة جديدة داخل القارة العجوة.
الناديان هما فقط القادران على ضمه وتحمل راتبه وتقديمه بالشكل اللائق كنجم جديد بين صفوفهما. بينما وإذا لم يحدث ذلك سيكون قراره النهائي بالبقاء في برشلونة باتًا. بعدها قد يقرر الاحتراف في أمريكا حتى نهاية مسيرته الكروية العظيمة.