“حبيباتي الفتوكات.. عدى 12 سنة على صحبتنا الجميلة أحلى صحبة وأحلى لمة.. ودلوقتي مضطرين نقفل فتكات نهائيًا.. متمنين لكم دوام الصحة والعافية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
الرسالة السابقة استقبلها رواد منتدى فتكات الشهير، بعد إعلان إغلاقه لتبدأ تساؤلات حول ماذا حدث ولماذا سيغلق المنتد الأشهر في مصر؟. لكن المفاجأة جاءت مزدوجة بعد إعلان أن مؤسس المنتدى رجل وليس سيدة كما اعتقد الكثير.
تأسيس فتكات
المنتدى ومنذ تأسيسه يناقش مشكلات اجتماعية والأسرية، ويعرض وصفات للطبخ، ويناقش عضواته المشكلات الأسرية والاجتماعية. يتحدث فيه النساء بحرية قبل أن يعرفوا في النهاية أن مؤسسه رجل، استطاع تأسيس أكبر منتدى للسيدات في مصر وربما في العالم العربي.
محمد حسام خضر، مؤسس المنتدى، قال إن المنتدى انطلق في 2009 ليكون منصة نسائية تناقش مشكلات النساء وهمومهن.
وأضاف أنه بالفعل تحول المنتدى لأول منصة تهم قطاع كبير من السيدات، لأنها تناقش أمور حياتهن اليومية، ويستطعن خلاله التحدث بحرية وطرح الأسئلة والاقتراحات.
اقرأ أيضًا.. “السلفية والنساء” .. المرأة فتنة أينما حلت وخطيئة متى نطقت والجائزة المنتظرة في الأخرة
“بعد فترة قصيرة حل المنتدى سادسًا بين المواقع المصرية ومحركات البحث، وبعد عدة أعوام أصبح يضم 260 مشرفة ومليون و200 ألف عضو، في حين بلغ عدد التفاعل والتعليقات 80 مليون تعليق على المنشورات. أما الزيارات بلغت 20 مليون شهرًا، لمشاهدة 160 مليون مشاهدة لصفحات المنتدى”. يضيف خضر.
بحسب خضر، جاءت الأرقام أعلى من توقعاته فازداد حماسًا وتمكسًا بفكرة المنتدى.
وعن اختياره للاسم، قال إنه اختار اسمًا يجذب النساء، ويشعرهم بالراحة أن هذا المنتدى سيكون مخصصًا لهن ولمشكلاتهن، واختار لونًا من الألون المفضلة للنساء وهو “الموف”.
عروض لشراء المنتدى
بعد مرور 7 سنوات من إنشاء المنتدى، تلقى المهندس عروضًا عدة لشراء المنتدى، حتى وافق على بيعه لشركة كويتية يملكها مصري أمريكي الجنسية. يقول خضر الذي قرر بيع ما يقرب من 70% من المنتدى للشركة.
من ناحية أخرى ظلت الإدارة بينه وبين شقيقاته الفتيات، حتى اضطر بعد ذلك لبيع المنتدى بالكامل للشركة الكويتية، التي باعته بعد عامين لإحدى الشركات الخليجية.
اقرأ أيضًا.. المرأة في ميزان العدالة.. قاضية بحكم الدستور بشرط قبول المجتمع
بعد شراء المنتدى من قبل الشركة الخليجية بدأت تواجه العديد من المشكلات حول ارتفاع التكاليف، حتى قررت الشركة إغلاقة بعد تفكير استمر لـ4 أشهر. بحسب خضر.
خضر أوضح أن الشركة المالكة للمنتدى قررت إغلاقه، والبحث عن حل يضمن استمراريته في نفس الوقت.
وأضاف أنه دشن المنتدى في الأصل تلبية لرغبة شقيقاته الـ6، فتربيته وسط مجموعة من الفتيات جعلته يؤمن بقضاياهن، ويسعى لتأسيس منصة تناقش همومهن.
محاولات استعادة الحلم
الحلم الذي بدأ من 12 عامًا يبدأ الآن طريقة للانتهاء، وسط محاولات خضر لشراءه مجددًا من الشركة المالكة. إذ أنه يبحث كيفية استمراره، كتحويله لمنصة تواصل مثل “فيسبوك”، لكن ذلك مرهون بالحصول على بيانات المنتدى ونظام تشغيله.
خضر يصف المنتدى بأنه تراث مصري لا يمكن التخلي عنه بسهولة، وعند فشله في استمراره أو عودته، سيحوله لمدونة، هذا الحل “أحسن الوحش” على حسب وصفه. كذلك أوضح أن الفرق بين المدونة والمنتدى، أن المدونة تعرض المعلومات أو المادة فقط دون التفاعل عليها.
اقرأ أيضًا.. “المُصنفات في الأرض”.. متى تكون المرأة “محترمة” في نظر المجتمع؟
خبر الإغلاق نزل كالصاعقة على مؤسس المنتدى، كما أصاب صديقات المنصة النسائية بالحزن، فتكات كان يمثل لهن ملاذًا آمنًا يجمعهن يوميًا.
“حرام كم المعلومات اللي فيه تضيع، وحرام التعب والحلم اللي بدأ من سنين يروح، اللي موجود في فتكات مش موجود في حتة تانية” يقول خضر.
خضر طلب من الشركة المالكة للمنتدى، إعادة البيانات الخاصة به للبحث عن طريقة لاستمراريته، سواء بتغير اسمه أو هويته، أو البحث عن أي طريقه تحميه من الإغلاق وتحمي حلم شقيقاته.