توفي صباح الأحد، الفنان المصري هادي الجيار عن عمر ناهز 71 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
الجيار أحد أعضاء “مدرسة المشاغبين” قدم خلال مسيرته الكبيرة والممتدة 206 عمل فني ما بين سينما ودراما ومسرح، استطاع عن طريقهما أن يتميز، ويصبح صاحب خط درامي وتاريخ هائل من الأعمال.
كانت بداية هادي الجيار الحقيقية بعد عدد من السهرات الدرامية، مع المشاغبين عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي ويونس شلبي، عام 1973، من خلال مسرحيتهم الأشهر “مدرسة المشاغبين”، التي اشتهر من خلالها وعرفه الجمهور بسببها.
وبعد النجاح الكبير لمدرسة المشاغبين انطلق الجيار ليشارك في عدد من الأفلام مثل “شلة المشاغبين” و”بائعة الحب”، و”لمن تشرق الشمس”، و”عذراء ولكن”، وغيرها من الأعمال السينمائية، ومع باكورة خطواته في السينما اتجه إلى الدراما، اتجه أيضًا للدراما التلفزيونية فقدم أعمال مثل “الصقر الذهبي”، و”فيه حاجة غلط”، و”زهرة والمجهول”، و”عبد الرحمن بن خلدون”، وكان يتخلل كل علمين دراميين فيلم سينمائي.
عالم السينما الذي لا يلائم هادي الجيار
على الرغم من بدايته في المسرح ثم السينما، إلا أن شهرة الجيار وحظة الأكبر كان في الدراما التلفزيونية، ربما ذلك بسبب عدم حصوله على أدوار كبيرة في السينما” وهو ما اضطره في النهاية لتوجيه كل طاقته للتلفزيون
الجيار صاحب الوجه المصري الأصيل الذي يشبه الشارع وابن المناطق الشعبية، ساعده في أن يأخذ المساحة التي يستحقها من الأدوار الثقيلة التي تخرج المارد التمثيلي بداخله، والتي تثبت أقدامه، فمع شخصية بدير أبو السعد في “أنا وأنت وبابا في المشمش” والانتقال منها إلى منعم الضو في “المال والبنون”، وما قدمه في هذا المسلسل استطاع أن يصل إلى قلوب المشاهدين، فكان جمعه بين الوصولية والتنازل مقابل ذلك، وتفاصيل ما قدمه، وضعت أقدامها بشكل كبير أمام الجمهور وكشفت عن ممثل ثقيل.
كان هادي الجيار من عام 1992 وحتى وفاته، حاضرًا في الدراما سنويًا بعمل جديد، بعد أن ترك السينما التي لم يحقق بها أي من مبتغاه، ففي عام 1993، قدم شخصية رشاد في مسلسل “أبناء ولكن”، التي أثقلته بشكل أكبر، وسار بعدها في طريق الدراما متخذًا خطوات ثابته، ليقدم خلال سنوات حياته عدد كبير من الأعمال الدرامية منها،”جمهورية زفتى”،”السيرة الهلالية”، “البر الغربي”،”العصيان”، “الإمام االمراغي”، “الملك فاروق”، “مملكة الجبل”، “آدهم الشرقاوي”، لتكن آخر الأعمال التي شارك بها هي مسلسل “شديد الخطورة”، الذي تم عرضه مؤخرًا على منصة واتش آت، وحرم الموت جمهوره من استكمال تصوير مشاهده في مسلسلي “موسى” و”الاختيار2″، اللذان كان من المقرر عرضهما خلال شهر رمضان المقبل.
هادي الجيار.. كاريزما وثقافة
يقول الناقد الفني محمود عبد الشكور، إن الفنان الراحل صاحب كاريزما وثقافة جعلته قادر على اختيار أدواره الدرامية بعناية، وظهر آثر ذلك في الاعمال التي قام بأدائها منذ بدايته وحتى اليوم.
وأضاف عبد الشكور في تصريح لـ”مصر 360″ أن هادي الجيار لم يأخذ حقه الكافي من الأعمال التي تساعده على إخراج كامل طاقته الفنية، وبوفاته خسرنا قامة فنية كبيرة أثرت الدراما بأدوار لا يستطيع الجمهور أن ينساها أو تغب عن ذاكرته.
الأجيال الجديدة في عالم الدراما
كان يود الفنان هادي الجيار، أن يتعاون حتى وفاته، مع أجيال مختلفة من الفنانين، حتى يصل إلى ما يفكر به هذه الأجيال تجاه التمثيل، وقال الجيار في أحد اللقاءات التليفزيونية الأخيرة، قبل وفاته، أنه عمل مع أجيال أكبر منه سنًا وكان دائمًا ما يتعلم منهم ومن خبراتهم، على عكس الجيل الحالي من الشباب الذي لا يود التعلم من غيره ويستسهل الامور بشكل كبير.
وكان يرى أن من أصعب الأدوار التي قدمها مؤخرًا هو دوره في مسلسل “الأسطورة”، مع محمد رمضان، مؤكدا أن الأخير يستمع جيدًا إلى ما يسدى إليه من نصائح ولكن مشكلته هو ظهوره في مرحلة زمنية كان لا يوجد بها إلا البلطجة في الشارع وعلى الشاشات وبالتالي فهو نقل ما هو متواجد على أرض الواقع فوصم به.