“منذ شهر كل شيء كان ورديًا، الآن كل شيء وبسرعة بات سلبيًا، علي التفكير بشكل إيجابي وألا أضيع وقتي في أمور لا أتحكم بها، أتفهم كرة القدم ومتطلباتها، ولا أعتقد أنني أستحق الرحيل”.. هكذا تحدث فرانك لامبارد المدير الفني لفريق تشيلسي عن أوضاع الفريق الكارثية حاليًا واحتمالية إقالته من تدريب البلوز خلال الأيام القليلة القادمة.
كيف تحول موسم البلوز هذا التحول الكامل 180 درجة في ظرف أسابيع قليلة فقط؟ رغم اعتماد نفس اللاعبين ونفس الخطط والتشكيل وكل شيء، لكن الأمور تزداد تعقيدا على لامبارد فخلال المباريات الـ 6 الماضية فاز مرة وحيدة وخسر 4 مرات وتراجع للمركز التاسع في جدول الترتيب.
هبوط جماعي في المستوى
بلا شك حدثت هزة فنية كبيرة لأغلب نجوم تشيلسي، فعلى سبيل المثال المهاجم الألماني تيمو فيرنر صفقة النادي في الصيف، توقف تمامًا عن التهديف لمدة 13 مباراة هذا أكبر دليل على تراجع مستوى نجوم البلوز الحاد، وليس فيرنر فقط لكن أبراهام وزياش أيضًا مكثرة إصابات الثنائي، أما هافيرتز فما زال تائها بالإضافة لتراجع ماسون مونت وكوفاسيتش ونجولو كانتي في الوسط، وكذلك بوليسيتش وجيرو وحتى البديل هودسون أودوي.
كل الحلول الهجومية للفريق بعيدة كل البعد عن مستواها طوال الشهر الماضي، باستثناء بعض اللاعبين في الدفاع مثل بن تشيلويل وكورت زوما والحارس ميندي الجميع يعاني.
هذا الهبوط الجماعي وضع لامبارد قليل الحيلة والخبرات في التعامل مع الموقف، حتى محاولاته لحل الأزمة ولجوئه إلى الأكاديمية وتصعيد 5 لاعبين شباب والدفع بهم لكن يكون حل، حتى لو كان إشارة منه على أن كل اللاعبين الكبار خذلوه.
تمرد داخلي مثلما حدث مع مورينيو
الصحافة الإنجليزية بدورها لم تهدأ وحاولت البحث عن أسباب التراجع المدوي في أداء البلوز، لتكشف الأسباب الخفية.
فبعيدًا عن هبوط مستوى الجميع، وفقدان الفريق لنجوم عدة بسبب الإصابات أو فيروس كورونا المستجد، لتخرج صحيفة “ذا صن” ذائعة الصيت وتؤكد وجود شبه تمرد داخلي بين اللاعبين لإبعاد لامبارد عن القيادة الفنية للنادي، وحددتهم بقيادة الرباعي: كيبا وجورجينيو وروديجر وماركوس ألونسو، وهؤلاء أقل اللاعبين مشاركة مع لامبارد هذا الموسم بعد أن كانوا نجومًا سابقين بالفريق لأسباب مختلفة منها الفني ومنها التأديبي.
اقرأ أيضًا: لا تنخدع بثلاثية تشيلسي.. 3 أسباب وراء محنة أرسنال في البريميرليج
عدم تحمل اللعب تحت الضغوطات
فرانك لامبارد بنفسه حاول وضع تفسير لما يحدث بالنادي عندما قال مؤخرًا، إن سلسلة النتائج السيئة لفريقه في البريميرليج تجعل مهمته في ستامفورد بريدج أكثر إثارة، وتمنحه الفرصة للتعرف أكثر على نفسه ولاعبيه.
حيث كانت تطلعات تشيلسي كبيرة في بداية الموسم، بعد أن أنفق أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني (271.38 مليون دولار) لضم لاعبين جدد في الصيف، لكن منصب لامبارد أصبح مهددا بعد التعرض لأربع هزائم في آخر ست مباريات بالدوري ليتراجع للمركز التاسع.
وقال لامبارد في آخر حديث صحفي له عن ذلك: “توليت هذه الوظيفة متوقعا الضغط، أرى الآن أن التحديات أكبر وهذا أمر جيد؛ لأنني اكتشف المزيد عن نفسي وعن كل فرد بالفريق والطاقم، وهذا يجعل وظيفتي أكثر إثارة”.
وأضاف: “بالتأكيد هذا العبء النفسي والضغط الكبير قد لا يتحمله كل اللاعبين هنا وبعضهم نجومًا شابة وجديدة على النادي اللندني وجاءت حديثًا بالصيف الماضي، لكنني أبذل قصارى جهدي مع الجميع فنيًا ونفسيًا ليعود النادي كما كان لسكة الانتصارات ثانية ونتدارك ما حدث من نتائج سلبية”.
اقرأ أيضًا: أرتيتا وجوارديولا.. التلميذ يتفوق على أستاذه في لُعبة لا تعترف بالتقاليد
يذكر أن ترشيحات كثيرة خرجت في الآونة الأخيرة لخلافة لامبارد في تدريب تشيلسي في حالة إقالته بالفعل من النادي، وجاء على رأسها ماسيميليانو أليجري مدرب يوفنتوس السابق، وتوماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان المقال مؤخرًا من منصبه، وكذلك الثنائي بريندان رودجرز مدرب ليستر سيتي ورالف هازنهاتل مدرب ساوثهامبتون، واللذان يقدمان مستويات جيدة رفقة فريقهما وينافسان بكل شراسة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا بالموسم الجديد.