تصاعد التوتر على الحدود السودانية الإثيوبية بعد شهرين من اختراق طائرة عسكرية إثيوبية الحدود السودانية وتنفيذ مجموعات إثيوبية مسلحة هجمات على “القريشة” بولاية القضارف السودانية، ما أدى لمقتل 5 سيدات وطفل وفقدان سيدتين.
الخارجية السودانية وصفت اختراق الحدود بـ”التصعيد الخطير غير المبرر” الذي يمكن أن تكون له عواقب خطيرة، وقد يتسبب في المزيد من التوتر الحدودي.
اقرأ أيضًا.. “الفشقة”.. قصة قديمة لنزاع متجدد بين السودان وإثيوبيا
الحكومة السودانية أدانت التصعيد الإثيوبي: “لا يمكن أن تتكرر مثل هذه الأعمال العدائية مستقبلًا، نظرًا لانعكاساتها الخطيرة على الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي”.
كما اتهمت “عصابات الشفتة الإثيوبية” بالهجوم المسلح على المنطقة بين قريتي ليّة وكولي بالفشقة على الحدود الإثيوبية. كما استنكرت استهداف المدنيين العزل، وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية لإدانة هذه الأعمال وطالبت بوقفها فورًا.
اتهامات إثيوبية
من ناحية أخرى وردًا على استمرار انتشار العناصر العسكرية السودانية على الحدود، اتهمت الخارجية الإثيوبية الجيش السوداني بالتعمق داخل الأراضي الإثيوبية مستغلًا التوترات الداخلية في تيجراي.
وفي حديثه الأسبوعي مع الصحفيين حذر المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، السودان من نفاذ الصبر إزاء الحشد العسكري السوداني في الفشقة رغم المحاولات الدبلوماسية: “يجب ألا يعتبر صمتنا خوفًا”.
مفتي أضاف: “يبدو أن السودان يسبق ليشعل الموقف على الأرض”. وأضاف: “هل ستبدأ إثيوبيا حربًا؟ حسنًا، نحن نقول دعونا نعمل بالدبلوماسية”.
وحذر الخرطوم: “إلى أي مدى ستواصل إثيوبيا حل المسألة باستخدام الدبلوماسية؟ حسنًا، ليس هناك شيء ليس له حد. كل شيء له حد”.
اقرأ أيضًا.. سد النهضة: من الدعم إلى المعارضة ومخاوف الجفاف.. تحولات الموقف السوداني
رغم إقرار إثيوبيا رسميًا بتبعية الفشقة للسودان، إلا أن استغلال جماعات ومزارعين ينتمون لعرقية الأمهرة آلاف الأفدنة الخصبة من الأراضي، بعد طرد مزارعيها بات أمرًا واقعًا تدافع الحكومة الإثيوبية عنه. إذ تتجه معظم التصريحات الحكومية إلى اتهام الجيش السوداني بتأجيج الأوضاع على الحدود.
ومنذ اشتعال الأزمة على الحدود السودانية الإثيوبية، تحاول جماعة الأمهرة الضغط على حكومة آبي أحمد لاسترجاع أراضي الفشقة السودانية.
اشتعال الحرب
وتزامنًا مع زيادة التوتر على الحدود زار رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان القوات المنتشرة في ولاية القضارف. وأكد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية قدرة الجيش على حماية الأرض وأمن البلاد.
وبحسب بيان للقوات المسلحة السودانية تضمنت زيارة البرهان قرية اللية وتقديم العزاء في مواطنيها الذين اغتالتهم عصابات الشفتة الإثيوبية.
بجانب التوتر توقفت المحاولات الدبلوماسية لانعقاد اللجنة المشتركة للحدود بين البلدين بعد أن فشلت المفاوضات بسبب مطالبة إثيوبيا بعودة التفاوض على الحدود الفاصلة بين الدولتين. بينما يرى السودان أن الحدود واضحة ومتفق عليها ويجب أن تقتصر مهام اللجنة على ترسيم نقاط الحدود على الأرض.
مع تصاعد مؤشرات الصدام العسكري قال وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح في تصريحات صحفية إن بلاده لا تريد حربًا مع إثيوبيا. بينما أكد أن الجيش سيرد على أي عدوان.
مساعي وحلول إقليمية
دخلت قوى إقليمية على خط الأزمة ودعت الإمارات إلى تفادي التصعيد وعودة التهدئة بين السودان وإثيوبيا، معربة عن قلقها من تطورات الأوضاع الحدودية بين البلدين
بينما التزمت القاهرة الصمت إزاء التطورات الأخيرة فيما عدا بيان وزارة الخارجية الغاضب من التصريحات الإثيوبية في 31 ديسمبر الماضي. البيان ندد بـ”الممارسات الإثيوبية العدائية المتواصلة إزاء محيطها الإقليمي”.
خبراء وسياسيون سودانيون دعو لتدخل الاتحاد الأفريقي، خاصة مع قرب انعقاد القمة الأفريقية السنوية مطلع فبراير المقبل. مؤكدين أن إثيوبيا الدولة المستضيفة لمقر الاتحاد الإفريقي خالفت الأعراف والقوانين الدولية وأطلقت الميليشات المسلحة بمساعدة الجيش للاعتداء على الأراضي السودانية.
اقرأ أيضًا.. تهدئة أممية وبوادر انفراجة.. سد النهضة يعود لمسار واشنطن
مطالبة السودان بتدخل الاتحاد الإفريقي تتوافق مع الموقف السياسي والدبلوماسي الراسخ للسودان بحقه في حماية أراضيه من أي اعتداءات خارجية.