أثار تعليق رجل الأعمال نجيب ساويرس على مشروع القطار السريع، الذي يربط العين السخنة بالعلمين الجديدة، بطول 1000 كيلومتر بتكلفة وصلت لـ360 مليار جنيه مصري، جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ساويرس غرّد عبر حسابه على تويتر: “حد فهم القطار السريع ده ليه من السخنة للعلمين.. مش من القاهرة مثلًا أو الغردقة؟”، التغريدة لاقت 6 آلاف إعجاب، وأكثر من 300 إعادة نشر. بينما ركزت أغلب التعليقات حول مدى أهمية المشروع، أو الاستفادة من التمويل الضخم في هيكلة قطارات السكة الحديد القائمة بالفعل.
اقرأ أيضًا.. السكة الحديد تخرج من “كورونا” بلا خسائر.. والسبب: جيوب المواطنين
القطار السريع لربط المدن بالمناطق الصناعية
مصادر بوزارة النقل قالت لـ”مصر 360″ إن الوزارة تخطط لربط جميع الموانئ بالمناطق الصناعية، ضمن مشروعها لنقل البضائع باستخدام القطارات.
المصادر قالت أيضًا إن الوزارة تبحث عن مصادر للنقل “صديق البيئة”، خاصة أن القطار السريع سيعمل بالكهرباء، وليس الديزل كما هو معتاد. كما اعتبرت أن المعارضين للمنظومة غير معتادين على هذه النوعية من المشروعات.
مصادر النقل كشفت أن المشروع كان مخططًا له الانطلاق من القاهرة، لكن الدراسات والتركيز على نقل البضائع وربط المدن الجديدة والساحلية وراء تحديد نقطتي العين السخنة والعلمين. كما أن المواصلات بين هذه المدن محدودة وتكلفتها مرتفعة.
قطار 3 مراحل
مشروع القطار السريع أعلن الفريق كامل الوزير، وزير النقل تفاصيله كاملة، حيث سيتكون من عدة مراحل لينتهي إلى شبكة كاملة من الخطوط لربط أنحاء الجمهورية بطول 1750 كيلو متر طولي.
الوزير أضاف أن المشروع يتكون من أربع مراحل، أولها خط العين السخنة بالعاصمة الإدارية الجديدة ثم الإسكندرية والعلمين الجديدة، بطول 460 كيلو متر، وبتكلفة 8.2 مليار دولار.
أما المرحلة الثانية فستربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، من خلال ميناء السخنة وميناء الإسكندرية وصولًا إلى مطروح.
وزير النقل قال إن المرحلة الثالثة ستبدأ من الغردقة إلى الصعيد لربط قنا وسفاجا والأقصر. بينما تربط المرحلة الرابعة 6 أكتوبر بالأقصر وأسوان، تمهيدًا لإنشاء خط قطار للصعيد آخر موازي غرب النيل.
اقرأ أيضًا.. رفع الأسعار لمواجهة الخسائر.. “الميكروباص” يُفسد خطط السكة الحديد
حتى بني غازي الليبية
تغريدة رجل الأعمال ساويرس، عبر حسابه على موقع “تويتر” جددت الحديث حول المشروع على مواقع التواصل، ما دفع وزير النقل للإعلان وصول القطار السريع إلى مدينة الغردقة، والتخطيط لوصوله حتى السلوم غربي مصر، ثم بنغازي الليبية.
تفاصيل المشروع أُعلنت فور توقيع مذكرة التفاهم مع “سيمنس” الألمانية، عقب مفاوضات انتهت بلقاء ممثل الشركة سيمنس والرئيس عبدالفتاح السيسي.
المشروع يتكون من 15 محطة، وسيستغرق تنفيذه عامين، حيث انتهت الوزارة من دراسة التربة والمساحة المطلوبة لتنفيذ المشروع، وأن الأعمال الإنشائية للخطوط وإنشاء المحطات تنفذها الشركات المصرية.
250 كيلومتر في الساعة
ومن المقرر أن تبلغ سرعة القطار 250 كيلومتر/الساعة، بتكلفة 32 مليار دولار، سيبدأ تسديدها بعد 6 سنوات من تنفيذ المشروع، بينما ستدفع قيمة العقد على مدار 20 سنة، كما حصلت مصر على 4 قطارات هدية من الشركة الألمانية.
وفيما يتعلق بأهمية المشروع في خدمة نقل البضائع، أكدت مصادر لـ”مصر 360″ أنه سيتم تدشين محطة لتحميل البضائع سواء من ميناء العين السخنة أو من المنطقة الصناعية بقناة السويس.
كما أنه من المنتظر أن يصل إلى القاهرة الجديدة التي تعتبر منطقة صناعية، ثم نقلها بمختلف الطرق إلى داخل محافظات القاهرة الكبرى. فضلًا عن تخصيص قطار لنقل البضائع من ميناء السخنة إلى الإسكندرية وميناء جرجوب بمطروح.
نجع حمادي
ونوهت المصادر إلى أن مدينة نجع حمادي، إحدى أهم محطات المشروع، التي تعتبر أبرز مناطق صادرات الفوسفات والألمونيوم، لذا سيُساهم ربط خط الغردقة بالصعيد في نقل هذه البضائع من سفاجا إلى قنا ونجع حمادي. بالإضافة إلى قطار مباشر سيُخصص لقطاع السياحة بين الغردقة والأقصر لنقل الأفراد في ساعتين.
وردًا على الانتقادات التي وجهها البعض حول ارتفاع سعر تذكرة القطار المتوقعة بسبب إمكانياته، أشارت المصادر إلى أن الوزارة ستنفذ قطارًا مكيفًا موازيًا بتذكرة منخفضة القيمة للعاملين والفئات البسيطة من الشعب.
ورأت المصادر أن مشروع القطار السريع سيساهم في توفير فرص عمل عديدة. كما أنه من المنتظر أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع السكك الحديدية، حيث أن القطار سيماثل القطارات في ألمانيا وروسيا.
هيكلة السكة الحديد
من ناحية أخرى، يرى الرافضون لفكرة القطار أن التمويل الضخم للمشروع كان من الأفضل توجيهه لهيكلة السكة الحديد المتهالكة، أو لتطوير مصنع الحديد والصلب قبل إنهاء قرار تصفيته نهائيًا.
كانت الحكومة أعلنت خطتها لتحديث أسطول القطارات التابعة لهيئة سكة حديد مصر من خلال 3 مكوّنات:
الأول تحديث نظم الإشارات ويمول هذا المكون على طول خطي “الرمل – الإسكندرية” و”القاهرة – بنها” مع نظام مراقبة حركة آلي باستخدام الكمبيوتر.
الثاني يتمثل في تجديد خطوط القطارات بطول 200 كيلومتر في خط القاهرة – أسوان، وخط “بنها – بورسعيد”. بينما يتمثل المكون الأخير في تحديث الإدارة والتشغيل.
اقرأ أيضًا.. السكة الحديد تخرج من “كورونا” بلا خسائر.. والسبب: جيوب المواطنين
الحكومة قالت إن الإصلاحات الجاري تنفيذها تصل قيمتها إلى ما يزيد عن 63 مليار جنيه، فضلًا عن تعاقدات مخطط تنفيذها حتى 2022 بقيمة 28 مليار جنيه. كما قالت الحكومة إن إعادة هيكلة الأطر المالية والقانونية الخاصة بالهيئة ستسغرق 10 سنوات على الأقل.