يواجه مشروع “cairo eye” المعروف بـ”العجلة الدوارة” انتقادات واسعة من نواب البرلمان وخبراء التخطيط العمراني ووعدد من رجال الأعمال، وسط مطالبات باختيار مكان أفضل من حي الزمالك لتنفيذه بسبب تأثيراته المباشرة على المرور والتلوث البيئي، بالإضافة إلى قربه من برج القاهرة.
بيان عاجل بسبب مشروع
النائب محمود عصام عضو مجلس النواب تقدم ببيان عاجل إلى وزيري السياحة والآثار والتنمية المحلية، منتقدًا المشروع، الذي من المقرر إقامتها بحديقة المسلة أمام برج القاهرة على مساحة 5 آلاف متر2 بتكلفة 500 مليون جنيه.
اقرأ أيضًا.. بعد نقل الحكومة للعاصمة الإدارية.. خُطة جديدة لتطوير وسط القاهرة
عصام قال لـ”مصر 360″، إنه تقدم بالبيان بسبب ضرورة ترتيب الأولويات، “كان من الأهم تطوير برج القاهرة وليس إنشاء مشروع بديل بجواره” بحسب ما أضاف.
النائب طالب، في بيانه، بإعادة النظر في مكان المشروع، حيث يقترب من برج القاهرة بـ200 متر فقط موضحا: “العجلة الدوارة ستدور بشكل رأسي ليرى الزائر مشاهد القاهرة وهو ما يؤديه برج القاهرة بشكل أفضل” يوضح النائب.
وبرأي النائب عن حزب الإصلاح والتنمية، فإن المشروع يتسبب في اختناق مروري كبير، مضيفًا: “لابد من إيقاف المشروع صاحب التكلفة الضخمة”.
تفاصيل أكثر عن مشروع العجلة
500 مليون جنيه، هو الرقم المتداول لتنفيذ “عين القاهرة” الذي يعتبر خامس أكبر عجلة في العالم، فهو الأكبر في إفريقيا بعد لندن، دبي، لاس فيجاس وسنغافورة، ستقام على ضفاف نهر النيل، على مقربة من قلب العاصمة.
ستتيح “عين القاهرة” مشاهدة العاصمة لـ50 كيلومتر ورؤية كافة معالمها المهمة، وتحتوي على 48 كابينة بسعة 6-8 زوار، بطاقة استيعابية 2.5 مليون زائر سنويًا.
كما ستقام منطقة سياحية ترفيهية متكاملة حول المشروع لتجربة فريدة متكاملة في قلب العاصمة.
اقرأ أيضًا.. مصر تدخل عصر المونوريل.. شروط لنجاح القطار المُعلق
قيادات من محافظة القاهرة، ومستشار الرئيس للتخطيط العمراني، ووزير السياحة والآثار، وضعوا حجر الأساس لـ”cairo eye“، في إطار “رؤية مصر 2030”.
الشركة المنفذة
شركة “هاواي للسياحة والاستثمار” إحدى شركات التطوير العقاري المنفذة للمشروع حصلت على الموافقة مباشرة، دون مناقصات أو عروض طلب من الشركات الأخرى.
يأتي ذلك بعد الاتفاق مع محافظة القاهرة للحصول على حق انتفاع حديقة المسلة بالزمالك لـ25 عامًا مقابل قيمة إيجارية محددة.
الشركة قررت منذ عامين التركيز على السوق المصري، متبنية فكر جديد لمشروعاتها، نظرًا لحجم الإصلاحات الاقتصادية الضخمة التي ينفذها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
و”هاواي” القابضة هي شركة مساهمة مصرية تأسست عام 1973، على يد الراحل سيد متولي عضو مجلس النواب ورئيس النادي المصري الأسبق.
المجموعة تضم شركات متنوعة تعمل في التطوير العقاري والتشييد والترفيه، وتعمل في مصر وألبانيا وكوسوفو ومونتينيجرو وتنزانيا وزامبيا.
كما أن الشركة تمتلك عدة مشروعات عقارية وسياحية متنوعة في مصر، منها “ميراج مول” و”ميراج ريزيدنس”، وتمتلك مشروعات عقارية في زايد وشرم الشيخ والغردقة.
الشركة المنفذة للمشروع قالت إنه من المقرر تشغيله عام 2022 في الزمالك، باعتباره الموقع جاذب ومحاط بأكثر من 12 معلمًا تاريخيًا وسياحيًا، بالإضافة إلى مدى رؤية لـ50 كيلو متر.
رؤية مصر 2030
المشروع يأتي ضمن رؤية مصر 2030، لتوفير تجربة ترفيهية تتيح للزائرين مشاهدة القاهرة من ارتفاع 120 مترًا وفقًا لبيانات الشركة. خاصة أنه تم الاتفاق مع وزارة السياحة لوضع المشروع ضمن برنامج زيارات السائحين.
كما تأتي أهمية المشروع اقتصاديًا، من خلال ضخ استثمارات بقيمة 500 مليون جنيه، وتوفير مشروعات ترفيهية تسهدف زائرين 2.5 مليون سنويًا. بالإضافة لتوفير فرص عمل مباشرة لـ1200 موظف، و4000 فرصة عمل غير مباشرة.
عام ونصف من الدراسة
أحمد متولي، رئيس مجلس إدارة الشركة يقول إن فكرة المشروع موجودة في معظم عواصم المدن العالمية، وإنشائها بقلب العاصمة المصرية تجربة مختلفة لرؤية معالم القاهرة: “بنعمل تجربة ترفيهية سياحية مختلفة وهي عجلة دوارة لمشاهدة معالم القاهرة السياحية”.
متولي أضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حديث القاهرة” أن العجلة معايشة لتجربة ترفيهية سياحية، مؤكدًا أن الشركة تعمل على دعم السياحة في النهاية.
عام ونصف العام هي الفترة التي استغرقتها الشركة لدراسة آثار العقد مع الحكومة المصرية، وفقًا لرئيس مجلس الإدارة. الذي أضاف: “نقدم تجربة مختلفة عن برج القاهرة ولدينا 3 دراسات عن الموقع والمرور والبيئة، أثبتت أن أفضل مكان للمشروع في الزمالك”.
متولي أوضح أن من أهم ركائز المشروع الحفاظ على كافة الأشجار والنخيل بالمنطقة، مع اعتماد مخطط التصميم الذي يحقق زيادة في إجمالي المساحات الخضراء بـ15% لتصل إلى 7000 متر مربع بدلًا من 6100 متر2.
مشروع غير مكتمل الجوانب
من ناحية أخرى، يرى الدكتور أحمد صلاح أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس، أنه كان يجب التركيز على المشاركة المجتمعية قبل الشروع في اختيار منطقة التنفيذ.
أستاذ التخطيط العمراني أشار لـ”مصر 360″ إلى أنه من الواضح أن تلك المشاركة لم تحدث بدليل خروجها إلى النور بشكل مفاجئ مما أثار اعتراضات سكان الزمالك. ورغم تعدد إيجابيات المشروع قوميًا، إلا أن سلبياته متعددة في منطقة التنفيذ.
فيما يتعلق بالسلبيات، أوضح صلاح، أنه من المتوقع زيادة كثافة الحركة المرورية سواء من السيارات الخاصة أو الأجرة أو أتوبيسات الرحلات، في حي مزدحم بالفعل.
اقرأ أيضًا.. بـ3 مشروعات.. مصر تستعد لعصر “النقل الذكي” في 2021
“بخلاف حركة المشاة الكثيفة المتوقعة في محيط المشروع، سيزداد معدل التلوث البيئي ما يؤدي لمزيد من المشكلات في قلب المدينة” وفقًا لـ”صلاح”.
في مقارنة بين المشروع وبرج القاهرة أوضح صلاح، أن الموقع الذي تم اختياره المجاور لبرج القاهرة بمسافة لاتزيد عن 200 متر، بينما يرتقع برج القاهرة لنحو 180 مترا سترتفع “عين القاهرة” لـ120 مترًا.
العجلة والبرج
وبحسب صلاح، كان من الأجدى تطوير وتحديث البرج. “الحركة في البرج دائرية أفقية تعطي إمكانية رؤية معالم القاهرة من جميع الاتجاهات لأن المسار العلوي في دائرة أفقية. بينما العجلة تدور في اتجاه رأسي وبالتالي ستكون الرؤية موجهة إلى اتجاهين رئيسيين” يوضح صلاح.
صلاح طالب باختيار موقع آخر أنسب وأفضل من الموقع المتاخم للبرج الذي يمكن منه مشاهدة القاهرة مقارنة بما يمكن مشاهدته من “عين القاهرة”. “كما أن سلبيات المشروع لا تقلل من إضافته إلى مصر كقيمة سياحية وترفيهية كبيرة”.. يقول صلاح في النهاية.
جدل على تويتر
الجدل لم يكن قاصرا على مجلس النواب، إذ غرد أكثر من شخصية عبر حساباتهم الرسمية على موقع تويتر منتقدين المشروع، منهم رجل الأعمال نجيب ساويرس، والوزير الأسبق منير فخري عبدالنور، وحسام بدراوي النائب الأسبق عن دائرة قصر النيل.
عبدالنور غرّد: “مشروع عين القاهرة المزمع إقامته في الزمالك كارثي. أين الدراسات البيئية والمرورية والتنظيمية التي استند إليه؟ وأين محافظ القاهرة ورئيس حي غرب وأعضاء مجلس النواب من المشروع؟. لماذا لا يستمع أحد إلى رأي أهالي الزمالك؟ من المستفيد منه؟ أجيبونا”.
أما بدراوي قال: “بصفتي نائبًا سابقًا عن الدائرة لا أوافق علي وضع المشروع المزمع في الزمالك. الجزيرة لا تتحمل إضافة مرورية وتكدس جديد للمواطنين. لنحمي حدائق الحي ونزيل ما يمنع رؤية النهر فجمال الزمالك وهدوء الحي إضافة إلى روعة العاصمة. لا تبخلوا علينا برفع آيديكم عن الجزيرة”.
وأخيرًا غرّد ساويرس: “مشروع كويس في المكان الغلط. هيوقف المرور تمامًا في مدخل الزمالك! يكون كويس جدًا في العاصمة الإدارية”.
الاعتراضات جاءت أيضا من قبل فنانين تشكيليين من بينهم وجيه وهبة الذي وصف المشروع بالفاشل، بسبب عدم موافقة سكان الزمالك عليه، متابعا: “يجب وضع الأبعاد المستقبلة قبل تنفيذ أى مشروع، وخاصة مشاعر الناس فى المنطقة، ومن حق سكان الزمالك أن يستمتعوا بالهدوء فى منطقتهم”.
حديث وهبة جاء بعد تداول شهادات من قاطني حي الزمالك يرفضون فيها إقامة مشروعات جديدة من شأنها إفساد التخطيط العمراني القديم للحي الارستقراطي، في ظل التغييرات التي أضافها مرور مترو الأنفاق بالحي.