تسعى شركة “حكمة” الأردنية للتوغل في سوق الدواء بمصر، بعد تقديمها عرض الاستحواذ على “جلاكسو سميثكلاين“، وبدء الفحص النافي للجهالة تمهيدًا لتحديد قيمة الصفقة النهائية، ما يزيد من هيمنة الشركات الأجنبية على السوق الاستراتيجي.
“حكمة فارماسيو تيكلز” وقعت مذكرة مع “جلاكسو جروب ليميتد” البريطانية، لبيع 91% من “جلاكسو سميثكلاين”، ما يجعل الشركة الأردنية لاعبًا كبيرًا في السوق.
اقرأ أيضًا.. نقص الأدوية المستوردة.. الحل في المادة الفعالة
سوق الدواء.. اللاعبون الأجانب والمصريون في الملعب
السوق المصرية تضم 154 مصنعًا للدواء، و14 ألف مستحضر مسجل، متداول منها 8 إلى 9 آلاف صنف. لكن قائمة العشرين شركة الأكثر مبيعًا بالسوق تتضمن 11 شركة أجنبية و9 محلية.
ووفقًا لآخر البيانات، احتلت “نوفارتس السويسرية” المركز الأول بـ2.5 مليار جنيه في نصف الأول من 2020، تلتها “سانوفي” الفرنسية بملياري جنيه. بينما احتلت “جلاسكو” المركز الثالث بـ1.97 مليار جنيه.
اقرأ أيضًا.. “مكاسب بالمليارات”.. كيف استفادت شركات الأدوية من كورونا بالأرقام؟
“آمون” المملوكة لـ”بوش هيلث كوز” العالمية بمصر، في المركز الرابع بـ1.96 مليار جنيه، تلتها “إيفا فارما” بـ1.6 مليار جنيه، ثم “فاركو” بـ1.5 مليار جنيه.
سوق بالمليارات
كما ضمت القائمة “فايزر” الأمريكية في المركز السابع بـ1.099 مليار جنيه، وتبعها “إيبيكو” التي تملك شركة أكديما بالمركز الثامن بـ 1.015 مليار. وأخيرًا “حكمة” الأردنية بالمركز التاسع بـ935 مليون جنيه.
أما شركة “ميركيرل” فحلت في المركز الـ12 بحجم مبيعات 818 مليون جنيه، في حين سجلت “جلوبال نابي” مبيعات بقيمة 794 مليون جنيه لتحل فى المركز الـ13.
السوق يضم أيضًا “أسترازينكا” البريطانية في المركز 14 بـ788 مليون جنيه، و”ميرك” الألمانية بمبيعات 720 مليون جنيه، ثم “نوفونورديسك” الدنماركية بـ518 مليون جنيه.
“الحكمة” الأردنية
“حكمة” أسسها سميح دروزة عام 1978 بالأردن، لتوفير أدوية عالية الجودة وبأسعار مناسبة. بعد عامين أنشأت أول مصنع لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
قبل أن تتوسع ببناء مصنع معقم للمنتجات الصيدلانية القابلة للحقن في البرتغال، ليصبح حاليًا ثالث أكبر مُصنع للحقن.
الشركة الأردنية موجودة في أكثر من 50 دولة، لديها 31 مصنعًا و7 مراكز أبحاث. بينما دخلت السوق المصرية عام 2007 ببناء 4 مصانع تنتج نحو 70 منتجًا.
أما “جلاكسو” تأسست كشركة مساهمة مصرية عام 1981 برأسمال مرخص به مليار جنيه، بمساهمة بريطانية عبر “جلاكسو” بنسبة تصل إلى 91% والنسبة الباقية مقسمة بين بنك قطر الوطني ومساهمون مصريون آخرون.
تواجد ملحوظ
على مستوى نمو المبيعات، تتصدر الحكمة النمو في المبيعات بـ49% تلتها نوفارتس 42% وشركة MECP السعودية بنسبة 36% وشركة تبوك السعودية بـ35%.
بالإضافة إلى “أبوتكس” الكندية بنسبة 31% و”جونسون آند جونسون” الأمريكية بـ27%، و”بوهرنجر” الألمانية بنسبة 25 % وآسترازنيكا 22 % وجولفار الإماراتية 20%.
أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات يفرق بين صناعة الدواء والمبيعات.
“الشركات العالمية لديها مصانع في مصر بعمالة مصرية، ما يجعل 80% من الدواء الذي يباع في الصيدليات محلي الصنع و20% فقط مستورد” يوضح رستم.
كما أن الغالبية العظمى من الأدوية المستوردة هي الأدوية غير المصرح بتصنيعها في مصر؛ بسبب حقوق الملكية الفكرية، ومنها أدوية السرطان والجينات. وأضاف أن إجمالي عدد مصانع الدواء 154 مصنعًا منها 9 حكومية مملوكة للدولة.
المركز المصري للدراسات
لكن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أكد أن واردات مصر من المنتجات الدوائية بلغت نحو 2.61 مليار دولار، مقارنة بـ271.85 مليون دولار فقط للصادرات خلال عام 2019، ما يظهر تفوقًا للواردات عن الصادرات بنحو 9 أضعاف في النهاية.
المركز، طالب في دراسة حديثة له، بالتخفيف التدريجي للاعتماد على الوارادات خصوصًا المواد الفعالة والخامات الوسيطة اللازمة لإنتاج الدواء، كما طرح المركز حلًا من خلال خلق تميّز مصري عبر مزيد من البحث والتطوير في مجال الأدوية المعتمدة على النباتات الطبية والطبيعية المصرية.
اقرأ أيضًا.. كورونا الكاشفة.. “سلاسل الصيدليات” قنابل موقوتة في أزمات الدواء
كما طالب باتخاذ إجراءات سريعة بشكل مرحلي بحيث يتم تنظيم سوق الأدوية في مصر للقضاء على ظاهرتي نقص الأدوية وانتشار الأدوية المغشوشة.
سوق الدواء المصري يحمل مكاسب كبيرة للشركات العاملة، فمصر حققت أعلى معدل نمو في منطقة الشرق الأوسط لاستهلاك الأدوية خلال 2019 وفقًا لـ”IMS” لمعلومات الصناعات الدوائية
مصر وأفريقيا
كما أن مصر تحتل المرتبة الثانية في المنطقة بعد السعودية من حيث القيمة السوقية لمبيعات الأدوية.
شركة الخليج للصناعات الدوائية “جلفار” الإماراتية في 2018 أسست مصنعًا للدواء في مصر لإنتاج الأنسولين والمضادات الحيوية وأدوية الضغط، باستثمارات 1.2 مليار جنيه.
كما دخل تحالف سعودي إماراتي يضم صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة القابضة الإماراتية، أخيرًا، في مفاوضات مشتركة للاستحواذ على شركة آمون للأدوية.
اقرأ أيضًا.. الصيادلة واتهامات التربح من “كوورنا”.. ملاذ المصابين الأخير يئن من الشكوى
صفقة الاستحواذ بقيمة 700 مليون دولار، ويتوقع أن ترتفع إلى 800 مليون دولار. “آمون” تنتج 175 منتجًا دوائيًا و21 بيطريًا، وتصدر إلى 28 دولة.
محمد كمال، المحلل المالي، يقول إن قطاع الأوية هو القطاع الرائد على مستوى العالم بوجه عام خاصة مصر التي تمتلك عددًا كبيرًا من السكان.
“مصر أصبحت جاذبة للاستثمارات الأجنبية في مجال الصحة، وتشهد استحواذات كبيرة في المعامل والمستشفيات”. كمال أوضح أيضًا أن المستثمرين أعينهم على أفريقيا التي تشهد احتياجًا كبيرًا ويتخذون من مصر محطة لجني مكاسب التصدير للأسواق السمراء.