يبدو أن الجميع سيحمل تقنية الفيديو المساعد المعروفة بـ “VAR” كل أخطائه، حيث تحولت مع كثرة الأخطاء الفترة الماضية إلى شماعة للأندية ولجنة الحكام وللجنة الثلاثية ورئيسها أحمد مجاهد، خاصة أنها مؤثرة على نتائج عدد من المباريات وحرمت أندية الدوري من حقوقها، والأزمة الأكبر أن الغالبية العظمى من المتابعين أو المسؤولين عن الكرة المصرية بدأ يتسرب لهم مخطط اللجنة الثلاثية التي تريد إلغاء وهو ما دفعهم لطرح سؤال هل أخطاء الـ”VAR” متعمدة كمبرر لإيقاف التنقية الحديثة، وهو أيضًا ما دفع الأهلي والزمالك وباقي أندية الدوري للتنديد بذلك ورفضه بشكل قاطع.
مجاهد يورط نفسه والكرة المصرية
هددت الشركة المسؤولة عن تقنية الفيديو في مصر، بعدم الاستمرار في تطبيقها بمباريات الدوري المحلي، حال عدم الحصول على المستحقات المتأخرة منذ 4 أشهر، حيث كان أحمد مجاهد اجتمع بممثلي الأندية المصرية، وطلب منهم دفع نصف التكاليف حال رغبتهم في استمرار “الفار”، لكنهم رفضوا تمامًا، ليطلب رئيس اللجنة الثلاثية الحصول على دعم من وزارة الرياضة لتمويل التكاليف.
اقرأ أيضًا: الأهلي وبيراميدز.. لماذا هو لقاء الموسم؟
كما رفض راعي الجبلاية سداد مديونيات الاتحاد السابقة الخاصة بتقنية الفيديو بعد التصريحات التى أدلى بها أحمد مجاهد منذ توليه مهمة رئاسة اللجنة الثلاثية لاتحاد الكرة، التي أشار خلالها إلى أن هناك مشاكل عديدة للشركة المنفذة لتقنية الفار، ورد راعي الاتحاد في خطاب رسمي لى ذلك قائلاً: “لن ندفع أي مستحقات طالما هناك مشاكل في تطبيق الفار”.
وكان أحمد مجاهد انتقد أداء الشركة المنفذة للفار، وأن هناك نقاطًا تم الاتفاق مع اللجنة الخماسية السابقة لاتحاد الكرة عليها، إلا أن شركة الفار لم تنفذها.
من جهته كشف تامر يسري، رئيس الشركة المسؤولة عن تطبيق تقنية الفيديو VAR بمصر عبر تصريحات تلفزيونية، عن عدم توقيع أي عقود بين الشركة واتحاد الكرة المصري لتقديم تقنية الفار في مباريات الدوري المحلي، موضحا أن الشركة ستلغي الخدمة حال عدم توقيع العقد بنهاية يناير الحالي والحصول على المستحقات المتأخرة.
الأهلي الضحية الأكبر
عبر النادي الأهلي في بيان رسمي عن رفضه التام لكافة أخطاء التحكيم الجسيمة في الجولات الأخيرة وتسببت بشكل مباشر في خسارة الأحمر لست نقاط كاملة من 3 تعادلات أمام حيث كان له ركلة جزاء صحيحة بشهادة الجميع أمام دجلة لم تحتسب وهدف صحيح ألغي أمام البنك وأخيرًا هدف صحيح وركلة جزاء واضحة لم يحتسبا أمام بيراميدز مساء الثلاثاء.
كما استنكرت إدارة الأهلي عدم تدخل تقنية الفيديو بالشكل المناسب لها في تلك الحالات وحالات أخرى، نتيجة لقصور ما أو تعمد من الحكام المشرفين عليها، خاصة مع توالي الأخطاء على النادي الأحمر وتسببها بشكل واضح في حرمانه من نقاط مهمة كانت ستقوده للانفراد بالصدارة تمامًا قبل الذهاب لكأس العالم للأندية في قطر.
الأخطاء ستظل موجودة والفار يقللها
تحدث إلينا جمال الغندور الحكم الدولي ورئيس لجنة الحكام الأسبق على الأخطاء التحكيمية التي أعترض عليها الأهلي وكذلك الزمالك خاصة في مباراة أسوان الأخيرة والتي انتهت بالتعادل السلبي، وقال الغندور: “الأخطاء التحكيمية ستظل موجودة، ومن المفترض أن تكون أقل بعد دخول تقنية الفار”.
وأضاف: “وارد أن نختلف في بعض الحالات الجدلية، ولكن يجب أن نقوم بواجبنا أولًا، بمعنى أننا رأينا 4 ركلات جزاء في مباراة الإسماعيلي، رغم أن حكم الساحة لم يطلق صافرته بل أعاده الفار، واحتسب الـ4 ركلات جزاء أمر صحي، رغم أنني لدي ملحوظات على صحتهم”.
وواصل: “لكن لا يصح أن يكون هناك حالة عرقلة في منطقة الجزاء وتمر بشكل عادي، كرة إمام عاشور ركلة جزاء صحيحة، وإلا لماذا أدخلنا تقنية الفار إلى مصر إذن!، وارد أن يكون تقدير الحكم أنه لا يوجد مخالفة، لكن أين دور الفار، قلنا قبل ذلك أنه عندما يكون هناك حالات تستوجب استدعاء الحكم لابد أن يستدعيه، ولا صحة لمقولة أن حكم الفار عندما يرى حكم الساحة قريب من الكرة لا يتدخل، لا أعتقد أن حكم الفار استدعى حكم الساحة، والأخير رفض خلال مباراة الزمالك لأن الحكم يتعلق بأي قشة، وأعتقد أن سبب استمرار اللعب هو اتفاق الفار مع قرار الحكم”.
وعن حالات الأهلي، أكد صحة وجوب حصول المارد الأحمر على ركلة جزاء أمام دجلة لأحمد رمضان بيكهام ولم تحتسب، ثم هدف صحيح لأيمن أشرف في البنك الأهلي، وكذلك لوالتر بواليا أمام بيراميدز وأيضًا صحة ركلة جزاء لمحمد شريف لم يحتسبهما الحكم جهاد جريشة وكذلك لم يستدعيه حكام الفار الذي لم يتدخل بشكل غريب جدًا.
اقرأ أيضًا: قرارات خاطئة وعقوبات مبالغ فيها.. اللجنة الثلاثية تشعل غضب جماهير الكرة
رأي عام جماعي ضد الـVAR
رغم رغبة أحمد مجاهد في إلغاء تقنية الفيديو بمصر والإطاحة بوجيه أحمد رئيس لجنة الحكام ليهدأ الرأي العام عليه وعلى اتحاد الكرة خلال الشهور القادمة والتي سيجلس بها في رئاسة الجبلاية حتى الصيف المقبل موعد إجراء الانتخابات الجديدة للجبلاية، وبدأ بالفعل في ذلك بتمهيد الرأي العام ضد الفار بالأخطاء التحكيمية الأخيرة وتعمد تجاهل الفار أو تدخله بشكل خاطئ لشحن الجميع ضده ومن ثم إلغائه للأسباب العديدة السابق ذكرها.
إلا أن بعض رؤساء الاندية ونجوم القطبين والنقاد والإعلاميين الرياضيين كذلك، وقفوا ضد هذا المخطط بشدة حيث أكد فرج عامر رئيس نادي سموحة أنه لن يسمح بإلغاء الفار، فقد تعود الجميع عليها، لكن هناك محاولة لإظهار تقنية الفيديو بصورة سيئة، في الأسابيع الأخيرة ظهرت مشاكل نلوم الفيديو عليها، لإظهار أن سلبياته أكثر من إيجابياته ولم تكن موجودة في بداية تطبيق التقنية، وهنا يظهر المخطط لإلغائها ولن نسمح بمروره”.
كذلك حذر حازم إمام، نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة، من فكرة التخلي عن تقنية حكم الفيديو، حيث قال: “سيكون هناك مشاكل في تقنية الفيديو خلال الأسبوعين القادمين، في حال عدم إنهاء اللجنة الثلاثية الأزمة مع الشركة المسئولة عن التقنية، الشركة لها مستحقات لو لم يتم تسديدها قد نفاجئ بعدم وجود تقنية الفار وهذا أمر صعب للغاية يجب ألا يحدث، خاصة أن التحكيم ومع وجود تقنية الفار به أزمات وحالات مؤثرة في نتائج المباريات، فماذا لو تم إلغاءها؟”.
لا لإلغاء الفار
واختتم حديثه قائلاً: “من الضروري أن نجد حلاً لمشكلة الفار، ونحاول توفير كل الإمكانيات لاستمراره، لأنه عامل مؤثر في نتائج المباريات ولكن لن يرضى الجميع بإلغائه كما هو يمهد له في الوقت الحالي من جانب اتحاد الكرة المؤقت”.
وأخيرًا، تحدث إلينا شريف عبد القادر، الناقد الرياضي في هذه القضية، مؤكدًا أنه هناك نية بالفعل تطبخ على نار هادئة لإلغاء تقنية الفيديو خاصة مع تهديد الشركة المسؤولة عنها بفسخ العقد بنهاية الشهر الحالي، وعدم قدرة الاتحاد على دفع كل المديونيات والمستحقات لفترة قادمة، وبالتالي يتم تشويه صورة الفار عن عمد تمهيدًا للتخلي عنها تمامًا في القادم.
وتابع عبد القادر: “إلغاء الفار أمر مرفوض تمامًا ولن نسمح به، خاصة أنها أصبحت موجودة بالعالم أجمع وكذلك بالدوريات العربية ويجب تطويرها ودعمها لتقدم العدالة الكاملة المنتظرة منها وتعمل بأفضل شكل ممكن لكي تنجح وتحقق النتيجة المرجوة من الجميع وليس إلغاءها وإبعادها عن المشهد لعدم قدرتنا على حل المشكلة الخاصة بها مع الشركة التي مسئولة عنها بالدوري المصري”.